كريتر نت – عدن/ صقر العقربي
أثناء زيارتي لمحطة الحسوة الكهرو حرارية للتعرف على آلية العمل فيها و الإحتياجات والصعوبات التي تهدد عملها وهل توجد رؤية مستقبلية لتحسين خدمة الكهرباء و ترتيبات جارية لمواجهة تحديات الصيف القادم في محافظة عدن، التقيت بالمهندس/نوفل علي ناصر مجمل مدير محطة الحسوة الكهرو حرارية للبحث عن الحقائق وتلمس هموم قيادة المحطة ،فقد كان قمة في الأخلاق والشفافية وحسن الإستقبال .
ثم بدأته بسؤالي الإستهلالي وهو على النحو التالي:-
١- ما هي إستعداداتكم الفعلية لمواجهة تحديات الصيف القادم وهل هناك بوادر خير تلوح في الأفق ؟
و على التو أستبق الإجابة عن السؤال بتقديم تهنئة خاصة للقيادة السياسية الجديدة لتوليها زمام الأمور لقيادة المرحلة القادمة التي من شأنها بناء مستقبل واعد بالخير والتنمية معرباً عن أمله في أن يشهد الوطن تحسناً تاماً وينعم كافة أبنائه بالرخاء .. وقال: في العام الماضي قمنا بعمل صيانات كثيرة من ضمنها صيانة التوربين الثاني والرابع والتوربين الصيني وقمنا برفع أحمال و إنتاجية محطة الحسوة إلى (٥٥) و(٦٠) ميجا نولدها من مياه البحر بعد عملية تسخين و تقطير نقوم بها للحصول على مياه مقطرة شديدة النقاء ذات معالجات كيميائية لإدخالها إلى الغلايات حتى تصل نسبة الأملاح فيها إلى الصفر وقد سبق تلك العملية أعمال صيانة فورية لكافة الأعطاب التي واجهت عملنا في المحطة منها طارئة و روتينية .
و أضاف يقول لقد قمنا بالعديد من الإبتكارات بفضل كوادرنا المحلية من خبراء و عمال الذين يعتبرون رأس مالنا الأقوى في محطة الحسوة الكهرو حرارية حيث أستطاعوا خلال هذا العام بعد تشجيعهم وتحمل المسؤولية إدخال التوربين الثاني الذي كان يحتاج إلى صيانة من قبل شركات خارجية وإدخال التوربين الرابع الذي كان له أكثر من ثمان سنوات خارج الجاهزية .
ومضى يقول: أننا نفذنا كذلك صيانات نوعية مبتكرة ذات جودة عالية جداً لإعادة تأهيل المقطرات الخاصة بإنتاج المياه المقطرة والتي كانت خارج الجاهزية لمدة عامين وهي ليست موجودة إلا في محطة الحسوة .
مشدداً على ضرورة الإهتمام بمحطة الحسوة والتوجه اليها لكسب فرص إستثمارية من خلالها ..وأردف يقول: أن هناك عزوف كبير من قبل الشركات الخاصة العاملة في مجال الطاقة الكهربائية، لصيانة مثل هذه المحطات لما تملكه من معدات كبيرة جداً وأثبتت فعلياً أنها محطات عملية تتناسب وتتكيف مع المعطيات الموجودة في الشبكة حالياً ..لافتاً أنه خلال الأعوام الماضية منذ أن تم بناء محطة الحسوة من قبل روسيا في العام( ١٩٨٥م), لوحظ أن المحطات الكهروحرارية من هذا النوع تتكيف بشكل كبير جداً مع كافة الأعطاب و التدني الحاصل بسبب ضعف الكفاءة في الشبكة وتعمل على إنتاج الطاقة من مياه البحر ولا تحتاج للإحتراقات الداخلية الناتجة عن المواد المستهلكة بشكل يومي وهي محطات تعمل بتكلفة ثابتة والتكلفة المتحركة لها تكاد أن تكون صفر ولذلك فأن المحطات البخارية يجب أن يتم الإهتمام بها والحفاظ عليها من خلال الصيانات العمرية ،لأن تقليل كفائتها ونقص الطاقة الإنتاجية له دلالات وهي أنها لم تتحصل على حقوقها الفعلية من الصيانات العمرية خلال عدد من الأعوام .
منوهاً أن محطة الحسوة عمرها الحالي (٣٧)عام كانت تحوي خمس توربينات أولها تم تركيبة في العام (١٩٨٦م) والثاني في (١٩٨٧م ) والثالث في( ١٩٨٩م)والرابع في العام( ١٩٩٠م) والخامس في (١٩٩١م) وآخر غلاية تم بنائها من الغلايات الست كان في العام (١٩٩٦م) وكانت تنتج طاقة كهربائية بإجمالي (١٢٥)ميجا وات و اليوم تنتج (٣٥) ميجا وات.
٢- وعن قطع الغيار وكيفية توفيرها؟ ..
قال: توجد شركات في شرق أوروبا والإتحاد السوفيتي تقوم بتصنيع كافة قطع الغيار وهي متوفرة ويوجد أيضاً التوربينات والغلايات الخاصة بها لأن المحطات الكهرو حرارية تعتبر محطات أساسية وهي موجودة في كافة الدول والبعض منها تم توسعتها .
٣- وحول جهود القيادة السياسية في دعم القطاع الكهربائي الخدمي؟
فند مدير المحطة قائلاً:الأن نحن على ثقة بأن الرؤية السياسية أصبحت مختلفة عن السابق ولدينا تفاؤل كبير في ذلك ..مؤكداً أنه منذ تنفيذ إتفاقية الرياض وتعيين الأستاذ/ أحمد حامد لملس محافظاً لعدن وتولي القيادة السياسية الجديدة زمام الأمور ، التمسنا نوع من الجدية والتوجه الصحيح الذي كان لابد أن يتم في السابق ،منها النهوض بالخدمات وذلك نتج عنه إرتياح شعبي بشكل تدريجي وملموس شهده المواطنين في المناطق المحررة ..
داعياً أن تتكاثف كافة الجهود بالوقوف إلى جانب القيادة السياسية الحالية والعمل سوياً بروح وطنية صادقة لتحقيق كافة الأمنيات والتطلعات التي ينشدها المواطنين..مؤكداً أن بلدنا فيها العقول البشرية والموارد الطبيعية التي تحوي كنوز ضخمة كانت محفوظة في طي الكتمان تستغل بشكل غير قانوني وهي لديها مقومات بيئية يمكن من خلالها تنشيط السياحة وجذب رؤوس الأموال الضخمة للعمل فيها ، كل ذلك إذا تحقق الإستقرار و الأمن والأمان وعملنا معاً تحت شعار البقاء والتنمية والنمو ..
وقال: كنا بحاجة إلى قيادات وطنية أمثال قيادتنا السياسية الحالية لإنقاذنا من الوضع الذي كنا فيه من أزمات وضعف في الخدمات وشحة في الإمكانيات والموارد ..وشدد على ضرورة توحيد الكلمة والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق المزيد من النجاحات ،كلاً في مجال عمله ..
وقال: نحن في كهرباء عدن نعدكم بأننا سنعمل بكل جهد لضمان إستمرار تدفق التيار الكهربائية وعدم الخروج عن الخدمة لأي سبب من الأسباب ولن نسمح بحدوث ذلك، بفضل الجهود التي نقوم بها بشكل يومي على مدار الساعة ولدينا رؤية وخطط مستقبلية لسنين قادمة سنعمل على تحقيقها بالإمكانيات المتاحة من خلال كوادرنا المحلية من خبراء وعمال فنيّن و إداريين ومضى يقول :أن خططنا الإستراتيجية تهدف لتحسين الخدمة الكهربائية التي سيلتمسها المواطنين بشكل تدريجي لتصبح كل سنة أفضل من سابقتها ..مؤكداً أنه منذ تولي القيادة السياسية الجديدة زمام الأمور هذا العام، شهدنا تحسناً ملموساً في الخدمة الكهربائية وسيستمر ذلك التحسن حتى تقل ساعات الإنطفاء ويصبح الإستقرار ثابت للتيار الكهربائي وذلك إلهاماً وتضحيةً منا لرؤسائنا للمضي قدماً نحو التحسين و التنمية والنهوض بهذا الوطن.
٤- وعن المشاريع التنموية التي نفذت و التي تطمح قيادة محطة الحسوة لتنفيذها؟
قال:كانت حاجتنا لعمل المقطرات ملحة بعد خروج أحدها عن الجاهزية قبل عامين وتدني كفاءة المتبقي منها تدريجياً حتى آخر شهر سبتمبر (٢٠٢١م)إلى (٢٥%)، ذلك ما جعلنا نخفض إنتاجية المحطة من (٥٥) ميجا وات إلى(٢٥) ميجا وات وأيقاف مشروع الماء المقطر للمستشفيات وبعض المختبرات ومحطات الديزل بعدن التي لا يوجد لها مصدر للماء المقطر غير محطة الحسوة وهي التي تنتجها، فقد تم تأهيل ثلاث مقطرات بفضل جهود كوادر وعمال المحطة، بعد أن رفضت الشركات العالمية تنفيذ مشاريع الصيانة بسبب تداعيات الحرب في بلادنا وهذا وفر لخزينة الدولة مبلغ (٥٣٠٠.٠٠٠)يورو ، ذلك لأن حاجتنا لعمل المقطرات كانت ملحة ما جعلنا نبتكر وننفذ العديد من الأفكار لتعود المقطرات إلى سابق عهدها حيث كانت تنتج (٥٠) طن في الساعة و اليوم بعد إجراء أعمال الصيانة لها أصبحت تنتج (٤٧)طن في الساعة وهذا العمل يحتاج إلى شكر و ثناء ودعم لكي يستمر الإبداع،
وأردف قائلاً: أن هذا العمل حفزنا كثيراً للأستغناء عن خدمات الشركات الخارجية وتأهيل كافة الفنيين من منتسي المحطة للقيام بأعمال الصيانة وتنفيذ العديد من الأفكار والإستغناء عن الكادر الأجنبي وتوفير العناء والتكاليف المالية الضخمة من عملات صعبة التي الوطن بحاجة ماسة اليها
وأختتم حديثه قائلاً: لدينا العديد من المشاريع والإبتكارات الأخرى لدعم الإقتصاد الوطني والنهوض بالعمل التنموي وتوفير الخدمة الكهربائية بشكل مستدام.