كريتر نت – متابعات
اعتبرت جهات دولية كثيرة اعترافات الخلايا التابعة لميليشيات الحوثي الإرهابية حول تهريب الأسلحة من أحد الموانئ الإيرانية أنّها دليل دامغ على إدانة طهران بتدمير اليمن، وزعزعة الاستقرار فيه.
وحول الموضوع قال رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية شريف عبد الحميد: إنّ اعترافات الخلايا التابعة لميليشيات الحوثي بتهريب الأسلحة من ميناء بندر عباس الإيراني إلى موانئ الحديدة في اليمن، بإشراف الحرس الثوري، تكشف مدى التدخل الإيراني في الشأن اليمني، والهدف الاستراتيجي لها في البحر الأحمر.
وقال الباحث المصري في الشؤون الإيرانية في تصريح لوكالة “2 ديسمبر”: إنّ دور إيران المزعزع في اليمن يتصاعد مع سعي الأطراف للحفاظ على الهدنة الحالية، وتطلّع الجميع إلى بدء محادثات سلام تُنهي معاناة اليمنيين المستمرة منذ سيطرة “الحوثيين” على العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.
وأضاف عبد الحميد: إنّ “هذه الاعترافات الدامغة لخلايا التهريب البحري التي تابعناها عبر فيديوهات نشرتها القوات المشتركة اليمنية الأسبوع الماضي تؤكد استخدام النظام الإيراني لميليشيات “الحوثي” أداة لقتل اليمنيين، وزعزعة أمن واستقرار اليمن، ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة برمتها، فضلاً عن تهديد المصالح الإقليمية والدولية في منطقة البحر الأحمر.
واعتبر رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية أنّ ذلك يُعدّ تحدياً سافراً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية، لافتاً إلى أنّ تهريب الأسلحة الإيرانية لجماعة “الحوثي” أمر أكده العديد من الدلائل من قبلُ مراراً، وهذه الخلية هي رقم (15) التي يتم الإعلان عنها، ممّا يعني أنّ عمليات “الحوثي” مستمرة لتهريب الأسلحة بالسفن والقوارب الصغيرة عبر شبكات محلية ودولية.
وأوضح أنّ هناك بُعداً جيوسياسياً أعمق لمحاولة إيران السيطرة على الساحل اليمني الواقع على البحر الأحمر، وصولاً إلى مضيق “باب المندب” الإستراتيجي، ويسعى “الحرس الثوري” ومخططو الحرب الإيرانية في اليمن للسيطرة الاستراتيجية على جنوب البحر الأحمر، عبر مرافئ وقواعد حوثية على الساحل، ومحاولة احتلال جزر المضيق الجنوبي، وصولاً إلى الهدف العسكري الأكبر، وهو زرع منصات الصواريخ الباليستية الإيرانية لتهديد الداخل السعودي، واستهداف الخليج من اليمن.
ولفت إلى أنّه من بين الأهداف الإيرانية أيضاً في البحر الأحمر نصب بطاريات صواريخ بعيدة المدى لإغلاق المجال الجوي فوق البحر الأحمر وجزر باب المندب، من أجل استخدامها لإغلاق المضيق أمام الملاحة الدولية، في حال اندلاع نزاع عسكري مع الولايات المتحدة، وذلك لإحداث أزمة كبرى في المنطقة، سيتأثر بها العالم أجمع.
وكانت القوات المشتركة قد نشرت خلال الفترة الماضية مقاطع فيديو، قالت إنّها اعترافات لعدد من العناصر الحوثية القائمة على عمليات تهريب الأسلحة والذخائر من إيران إلى اليمن.