كريتر نت – العين الإخبارية
لعقود، ظل منصب “عاقل الحارة” في اليمن وسيطا بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المحلي قبل أن يحوله الحوثي إلى أداة لتجنيد الجواسيس.
وكشفت اعترافات لـ7 جواسيس بثتها القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، أمس الجمعة، عن تجنيد مليشيات الحوثي شبكة محلية من “عقال الحارات” على مستوى الأحياء والقرى والمربعات السكنية داخل كل عزلة ومديرية في الريف والمدن الخاضعة للانقلابيين الموالين لإيران.
وتنصب مليشيات الحوثي عاقلا (مندوب أو عمدة) على مستوى كل حي سكني وقرية من الموالين لها، إلى جانب منصب “عاقل عقال الحارات”؛ أي كبير المندوبين المحليين على مستوى المديرية والمحافظة.
وأوعزت مليشيات الحوثي، وفقا لمعلومات حللتها “العين الإخبارية” من اعترافات الجواسيس، إلى عقال الحارات، مهمة جمع بيانات تفصيلية عن أبناء الحي/القرية والمقيمين فيه وتعقب تحركاتهم ومعرفة الوافدين الجدد، لا سيما من المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية، والذين سرعان ما يتم القبض عليهم.
وكان الإعلام العسكري للقوات المشتركة نشر مقطع فيديو لاعترافات عناصر شبكة التجسس الحوثية، وجميعهم مدنيون، وتتألف من 7 عناصر ينحدر جميعهم من محافظتي تعز والحديدة جنوبي وغربي اليمن.
وينتمي 3 عناصر إلى محافظة تعز وهم “إبراهيم علي شكور القدسي”و”مختار محمد أحمد المحزفي” و”إبراهيم علي سالم عسيلو” و4 لمحافظة الحديدة وهم “عايش عمر قاسم قشاش” و”عبده عوض محمد غولي” و”عبدالله سالم أحمد دنو” و”عبده محمد عواض النهاري”.
ويُحسب لشعبة الاستخبارات العامة التابعة للقوات المشتركة هذا الإنجاز الأمني في تفكيك الشبكة التجسسية في مديريات الساحل الغربي بما فيها مدينة المخا والخوخة أكبر الحواضر المحررة على البحر الأحمر، وفق مراقبين.
الوشاية بالفقراء
إبراهيم علي شكور القدسي، أحد الجواسيس المضبوطين، اعترف أنه كان يعمل في المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية. وبعد عودته إلى منزله في مدينة الحديدة كان عاقل الحي الذي يسكن فيه أول الواصلين إليه لاستجوابه والتحقيق معه.
وأكد أن عقال الحارات التابعين لمليشيات الحوثي يقومون بالوشاية بكل القادمين من المناطق المحررة إلى مناطق الانقلاب لا سيما العاملين الفقراء لضبطهم والضغط عليهم لتجنيدهم في مهمات قبيحة بينها التجسس وتنفيذ أعمال تخريبية وإرهابية.
وذكر أن المندوب المحلي، أي العاقل، قام باصطحابه إلى (شيخ العقال) أي كبير المندوبين لاستجوابه أمنيا قبل أن يتم إحالته إلى مقر نادي الضباط في مدينة الحديدة؛ وهو أحد المقرات العسكرية للحوثيين.
وأشار إلى أنه بعد انتهاء مهمة عاقل الحارة في تجنيده، تم إرساله إلى صنعاء لتلقي دورة ثقافية ثم عاد لتلقي دورة استخباراتية في مدينة الحديدة تحت إشراف القيادي في جهاز الأمن والمخابرات للمليشيات “أبومعتز”.
وتابع أن مليشيات الحوثي جمعت العناصر المدربة على العمل الاستخباراتي وتعهدت بتوفير مقر أمني لعملهم الذي يتركز على استقطاب الجنود المنخرطين في صفوف المقاومة اليمنية وتجنيد المقاتلين، في إشارة لحرب تفكيك حوثية ممنهجة.
كما أسندت مليشيات الحوثي لجواسيسها، وأحدهم القدسي، الانتقال إلى مديرية الخوخة الخاضعة للحكومة اليمنية من أجل جمع المعلومات واستهداف دوريات القوات المشتركة بإحراقها وتصويرها بالهاتف النقال قبل أن يقع في قبضة شعبة الاستخبارات للمقاومة الوطنية.
وكلاء محليون
وألغت مليشيات الحوثي الصفة القانونية والاعتبارية لعاقل الحارة أو شيخ القرية الريفية في اليمن الذي يعد بمثابة مأمور ضبط قضائي بموجب القانون اليمني، وذلك بعد أن تم تجنيدهم لممارسة التجسس على الأحياء والقرى.
كما حولت مليشيات الحوثي المنصب المحلي في المدن الخاضعة لسيطرتها إلى وكلاء بالجملة تتجاوز مهمتهم التجسس على سكان الأحياء والقرى والمربعات السكنية وتجنيد
الشباب والأطفال إلى فرض الجبايات وحتى احتكار توزيع الغاز المنزلي واستغلال الخدمات.
وهذا ما أكده أيضا عضو الخلية التجسسية “عبده عوض محمد غولي” من مديرية حيس في محافظة الحديدة والذي جندته المليشيات عبر وسيط محلي يعمل بالوكالة لصالح الانقلابيين في الأنشطة التجسسية والإرهابية.
وأكد غولي أن مليشيات الحوثي تخصص دورات طائفية وأمنية لعقال الحارات ومشايخ القرى والوجاهات الاجتماعية من مختلف المحافظات بعد أن جندتهم، مشيرا إلى أنه شارك إلى جوارهم عندما تم تجنيده، إشارة إلى تأسيس الانقلابيين شبكة وكلاء محليين للتجسس.
واعترف أنه تم تجنيده من قبل القيادي الحوثي “محمد سليمان حليصي” المعين مديرا لمديرية حيس من قبل المليشيات، وتم تكليفه بمهمة تجسسية في قريته الريفية بالمديرية البعيدة عن أعين الأجهزة الأمنية. ورغم ذلك فقد نجح حراس الأمن اليمني في الإطاحة به.
وكانت القوات المشتركة ضبطت مؤخرا 7 خلايا للحوثيين منها تجسسية، فضلا عن خلايا التهريب البحري من ميناء بندر عباس الإيراني إلى موانئ الحديدة تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني.