صالح حسن
في واحدة من أبرز نتائج مداهمة منتجع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو الحصول على وثائق خاصة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكشفت مجلة “رولينج ستون” الأمريكية، مصادرة عملاء المكتب وثيقة تحتوي على معلومات حساسة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي أدرجت تحت عنوان “معلومات: رئيس فرنسا” والتي كانت مثار اهتمام ترامب لعدة سنوات. العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه المعلومات من قبل المسؤولين في كلا البلدين.
وقال مصدران مطلعان للمجلة، إن ترامب تفاخر أمام عدد من أقرب مساعديه خلال فترة وجوده في البيت الأبيض وبعد انتهاء ولايته أنه يعرف تفاصيل سرية وغير مشروعة عن الحياة العاطفية والجنسية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأضافت :” أن الرئيس اطلع على هذه المساوئ عبر المعلومات الاستخبارية التي رآها أو التي أحيط علما بها”.
ولم يتضح ما إذا كانت الوثيقة المتعلقة بماكرون التي صادرها مكتب التحقيقات الفيدرالي في أثناء مداهمته منتجع ترامب لها علاقة بالحياة الشخصية للرئيس الفرنسي، ولم يتضح أيضا ما إذا كانت هذه المعلومات مستمدة من الاستخبارات الأمريكية أم أنها مصنفة كمعلومات سرية؟.
لكن مجرد الكشف عن وجودها أثار حالة من الهلع على جانبي الأطلسي، وفقًا لمصدرين آخرين مطلعين على الوضع.
كما أن حديث ترامب السابق عن سلوك ماكرون المزعومة “السيئ والذي لا يعرفه الكثير من الناس زادت من حدة تلك المخاوف”.
وقالت المصادر إن المسؤولين الفرنسيين والأمريكيين يعملون على تحديد تحديد طبيعة المعلومات التي كان يعلمها ترامب عن ماكرون والحكومة الفرنسية، وما إذا كان أي منهما ذات طبيعة حساسة. كما أراد المسؤولون في كلا البلدين معرفة ما إذا كان هذا الاكتشاف يدل على نوع من الخرق للأمن القومي – أم أنه بمثابة كلام طائش.
ومن جانبه قال متحدث باسم السفارة الفرنسية للمجلة إن “تحقيقهم لم يتضمن مطالبة إدارة بايدن بمعلومات حول الوثائق التي تم استردادها من مار-إيه-لاغو”.
وفقًا للمصادر فمن الصعب معرفة ما إذا كان أيا مما قاله ترامب يستند على حقائق أم أنه مجرد ترهات.
شهدت العلاقة بين ترامب وماكرون توترا لسنوات، عندما أعلن ترامب في البداية دعمه لمارين لوبان، منافسة ماكرون الرئاسية لعام 2017 وأشاد بها في مقابلاته، لكن ماكرون تجاهل الأمر ودعا ترامب كضيف شرف في موكب يوم الباستيل في عام 2017.
وقد أثار العرض العسكري إعجاب ترامب لدرجة أنه ألهمه لتنظيم عرض عسكري مماثل.
وبحلول عام 2019، بدأت التوترات بين الزعيمين حول القضايا العالمية تظهر للعلن. فبعد الخلافات حول إيران وسوريا وحلف الناتو وجه ترامب انتقادات لماكرون في الاجتماع الذي عقده في البيت الأبيض للمبعوثين الدائمين في الأمم المتحدة ووصفه بأنه “مزعج”.
هذه ليست المرة الأولى التي يردد فيها ترامب كلاما حول الحياة الخاصة للقادة الأجانب والسياسيين، فأثناء تنافس الجمهوريان جي دي فانس، وجوش ماندل، للحصول على تأييده في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ في أوهايو، نشر ترامب لشائعات سمعها عن حياة ماندل الجنسية“.
كما امتد الأمر إلى عائلات القادة الأجانب أيضا، إذ أشارت التقارير إلى أن ترامب ألقى تعليقا فظًّا حول الحياة الجنسية لوالدة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بعد رؤية رئيس الوزراء الكندي على شاشة التلفزيون على متن طائرة الرئاسة.
وفي محادثاته مع مساعديه، لم يقدم ترامب تفسيرًا لكيفية حصول الجواسيس الأمريكيين على أسرار الحياة الجنسية لماكرون. لكن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أصبحت أكثر حذراً بشأن التجسس على الحلفاء المقربين خلال العقد الماضي.
المصدر العين الإخبارية