كريتر نت – متابعات
استمراراً للمحاولات المصرية لتصحيح الخطاب الديني وتوجيه دفة الدين مجدداً نحو الاعتدال والوسطية، كشف أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية المصري للشؤون الدينية أنّ محرك البحث “غوغل” أصبح “سلفي الهوى وإخواني المزاج”.
ونقلت صحيفة “المصري اليوم” عن الأزهري قوله، في تصريحات تلفزيونية مساء أمس الأربعاء: إنّ “من يترك نفسه لأخذ أحكام الشريعة من غوغل سيجد أنّ جوجل يلقيه مباشرة في الفكر السلفي والإخواني”.
أصدقاء المحرك
المواقع “السلفية والإخوانية تعمل منذ زمن طويل على أسلوب معيّن للترويج للصفحات والمواقع الخاصة بهم، ممّا يجعل تلك المواقع صديقة لمحرك البحث، حيث تتبادر في الظهور في النتيجة رقم واحد للبحث”، على حدّ قول الأزهري.
وأضاف: “عند البحث عن أيّ مسألة، نكتب عنوان البحث ونعطي أمر البحث لغوغل، هيطلع أول صفحة فيها (10) نتائج وتاني صفحة فيها (10) نتائج و(3) صفحة فيها (10) نتائج، وكل الصفحات الأولى دي غالباً بتكون سلفية”، مشيراً إلى أنّه غالباً ما تكون الأحكام الموجودة بها أحكام صارخة وصادمة، وتمثل أزمة كبيرة جداً.
تصريحات الأزهري تأتي في خضم محاولات عدة للمؤسسة الدينية المصرية لمكافحة ما تطلق عليه فوضى الفتوى والفتاوى الإلكترونية، التي يطغى عليها في بعض الأحيان الفكر السلفي المتشدد والفكر الإخواني الذي يوجه طالب الفتوى نحو مسار الجماعة، المصنفة إرهابية في بعض الدول.
فتاوى غوغل
تحذير الأزهري يأتي بعد نحو (3) أسابيع من حوار له في السياق ذاته مع موقع “صدى البلد”، حيث قال: إنّ “الناس الآن أصبحوا يتساهلون في أمر الفتوى، فسريعاً ما يدخل كثير منهم على موقع غوغل، ويبحث عن الفتوى التي يريدها”.
ونبّه إلى أنّ هذا الأمر من الخطورة بمكان، فهذا الباحث سيفاجأ بانتشار كبير للمواقع السلفية والإخوانية، ويصطدم وقتها بآراء كثيرة في المسألة، فيختار بشكل عشوائي أو بطريقة تناسب هواه، مشيراً إلى أنّ المواقع السلفية تتعامل بشكل تقني وليس بشكل علمي، في تفعيل التمويل والترويج بما يجعل المواقع السلفية والإخوانية في بداية محركات البحث للظهور أمام الباحث.
قواسم مشتركة
القواسم المشتركة بين التيارات الإرهابية تدور في (7) أفكار؛ التكفير، والحاكمية، والولاء والبراء وحتمية الصدام، والاستعلاء بالإيمان، والخلافة، والفرقة الناجية، وفقاً للأزهري، الذي أوضح أنّ المصطلحات الـ7 تجعل المتطرفين يبدؤون في الهجوم على فكرة الوطن، ويهمشون الوطن، ويقللون من قيمته.
وكشف أنّ فكرة التكفير بدأت على هيئة بذرة على يد حسن البنا، وتطورت إلى نظرية متكاملة الأركان عند سيد قطب، وتحولت إلى منهج يومي للتطبيق عند داعش، وهذا يمكن تسميته بالخط الزمني من بداية فكرة التكفير وتحولها إلى التفجير.
وتابع: “بدأت فكرة التكفير عند حسن البنا من جملة واحدة موجودة في مجموع “رسائل حسن البنا” تعبّر عن مجموع ما قام به مؤسس الإخوان، وكان يقول بتكرار في هذه الرسائل ما نصه: “والحكم معدود عند فقهائنا من أصول الدين لا من فروعه”، فهذه الجملة هي الإخوان، فإذا أردنا أن نرد الإخوان إلى فكرة مركزية تنهار من خلالها نستطيع أن نردها إلى هذه الجملة، فحربنا مع الإرهاب في الحقيقة هي حرب على هذه الفكرة.”
وأضاف الأزهري: “تفنيداً لشبهة حسن البنا بجعل الحكم من أصول الإيمان، نبيّن أنّ أصول الإيمان المتفق عليها بدون خلاف، ولا يقبل الاجتهاد، (6) أصول؛ وهي الإيمان بالله، والإيمان بالرسل، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب، واليوم الآخر، والقدر، وهذه واردة في حديث جبريل، وتمّ النص عليها”.
وشدد مستشار رئيس الجمهورية المصري للشؤون الدينية على أنّ جماعة الإخوان عدت الوصول إلى الحكم من أصول الإيمان، وهذا لا أساس له من الصحة.
وبالفعل اعتبر البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية أنّ “الوصول إلى السلطة ركن من أركان الإسلام مثل الصلاة والزكاة”، وكذلك “حق الإخوان بشن حرب لا هوادة فيها على كل زعيم لا يحكم بما أمر الله”، وهي الفكرة التي وجدت تجلياتها عند التنظيمات الإرهابية، بما فيها مقاربة مقاتلة العدو البعيد والقريب التي كانت أحد أسباب انشقاق تنظيم داعش عن القاعدة.
ومن بين وصايا حسن البنا كذلك قوله: إنّ “المسلم لن يتمّ إسلامه إلا إذا كان سياسياً بعيد النظر، فى شؤون أمته، مهتماً بها، غيوراً عليها”.