كريتر نت – متابعات
تحت شعار ديني “وعد الآخرة”، أقامت جماعة الحوثي أكبر استعراضاتها العسكرية خلال فترة الهدنة بالتزامن مع وصول وفدها المفاوض في عمّان إلى صنعاء متفاخراً بإفشاله لمفاوضات تمديد الهدنة.
العرض العسكري الذي أقامته الجماعة الخميس ، في مدينة الحديدة بعد أيام من التجهيز له عبر تجميع عناصرها من مختلف مناطق سيطرتها، استعرضت فيه ما زعمت بأنها أسلحة جديدة تشمل صواريخ وألغاما بحرية، في رسالة تهديد واضحة باستهداف الملاحة الدولية.
الجديد في هذا العرض عن العروض السابقة لجماعة الحوثي خلال الأسابيع الماضية، كان تخلله لكلمة مسجلة لزعيم الجماعة ركز فيها على التأكيد احتفاظ جماعته بقوتها عسكرياً، داعيا في ختام كلمته التحالف العربي إلى “اغتنام فرصة الهدنة”.
هذه الدعوة من زعيم الجماعة للتحالف، جاءت بعد ساعات فقط من وصول الوفد العسكري التابع للجماعة إلى صنعاء قادماً من العاصمة الأردنية عمّان، واعتراف رئيس الوفد يحيى الرزامي بشكل غير مباشر بإفشال المفاوضات الخاصة ببحث خروقات الهدنة وفتح الطرقات.
حيث أعلن الرزامي في تصريحات لوسائل إعلام حوثية في مطار صنعاء بأن الفريق رفض الحديث عن هذه الملفات واعتبارها شأناً عسكرياً، قبل “إنجاز وتنفيذ الملف الإنساني”.
ووفق الرزامي فإن الملف الإنساني يشمل صرف المرتبات ورفع القيود عن المطارات والموانئ الواقعة تحت سيطرة الحوثي بشكل كامل، مهدداً بعدم الموافقة على تمديد الهدنة نهاية الشهر الجاري في حالة عدم تنفيذ ذلك.
هذا التزامن بين الاستعراض العسكري في الحديدة وإفشال مفاوضات الأردن، اعتبره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دليلاً واضحاً على أن استعراضات الحوثي ليست أكثر من محاولة ضغط لتحسين شروط الهدنة.
وهو ما يراه الناشط خالد بقلان بأن العرض “هدفه الضغط من أجل إلزام الشرعية بدفع الرواتب من أجل يمولوا ويجندوا حملة عسكرية جديدة”، ساخراً من الصور التي عرضها الحوثي على أنها صواريخ جديدة ويرى بأنها مجرد “تنكة حديد”.
ويرى الصحفي سياف الغرباني ذات الأمر، بأنه مجرد “استعراض عسكري دعائي.. يريدون الإيحاء -لأتباع الجماعة قبل غيرهم- بأنهم ما زالوا قوة، بينما هم في الواقع أضعف من أي وقت مضى”.
في حين يصف الناشط والصحفي رامز الشارحي الأمر بأنه “استعراض الضعف لا القوة”، ويقول: “بما أن هذا العرض في الحديدة، تستطيع ثلاثة ألوية فقط من القوات التهامية ترتيب استعراض أكبر وجهد قتالي حقيقي”.
ويشير الشارحي إلى أن الحوثي بات يدرك الخطر الوجودي الذي ينتظره بعد توحيد التشكيلات العسكرية المناوئة له عقب تشكيل المجلس الرئاسي، مؤكداً بأن “هذه القوات الضخمة في طريقها لتشكل جيشا جرارا لن يستطيع الحوثي الصمود أمامهم”.