كريتر نت – وكالات
ناقشت الصحف البريطانية إعلان الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، رغبته بالاستقالة وما قد يعنيه ذلك للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حربه على أوكرانيا، بالإضافة الى أهمية الشهر الحالي في مستقبل المعركة، كما كشفت شهادات مروعة لطالبي اللجوء في بريطانيا الذين حاولت السلطات ترحيلهم الى رواندا.
نبدأ من التلغراف وتقرير لجيمس كيلنر بعنوان: “لقد حان وقتي .. أمير الحرب الشيشاني يقول إنه يريد الاستقالة”.
وفي مقطع فيديو على قناته على تلغرام، قال قديروف إنه كان رئيساً للشيشان في شمال القوقاز الروسي لمدة 15 عاماً ولا يرغب في “تجاوز” المدة المعقولة، بحسب الكاتب.
وأضاف: “لدينا مثل بين القوقازيين والشيشان، وهو أنه وبغض النظر عن مدى احترامنا للضيف ومدى انتظارنا له، إلا أنه إذا غادر في الوقت اللازم، فسيكون الأمر أفضل”.
وتابع: “أعتقد أن وقتي قد حان أيضاً”.
وأشار الكاتب الى انه بوتين نصب قاديروف زعيما للشيشان في عام 2007 وكان مؤيداً صريحاً له منذ ذلك الحين، إذ دعم الغزو الأولي لأوكرانيا في فبراير/شباط بمقاتليه.
وقال صامويل راماني، الأستاذ المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن في لندن، للتلغراف، إن قديروف إذا نفذ فعلا تهديده بالاستقالة سيوجه ضربة كبيرة لبوتين.
وقال للصحيفة: “هناك تحول جذري في اللهجة، إذ كان قديروف قد صرح قبل أيام فقط أن وحداته الشيشانية في قاديروفتسي ستكون مستعدة للتقدم على طول الطريق إلى أوروبا”.
وأشار الكاتب الى أن محللين آخرين كانوا أكثر تشكيكاً. وقال إيفان كليشز، محلل لشؤون شمال القوقاز، في جامعة تارتو في إستونيا: “لقد قال أشياء مثل هذه في الماضي”.
وأضاف للصحيفة: “عادة ما يصرح بذلك عندما يريد الحصول على شيء من بوتين”.
> “سبتمبر الحاسم”
ننتقل الى التايمز ومقال رأي لمايكل كلارك، بعنوان: “لماذا يعد شهر سبتمبر الشهر الحاسم في أوكرانيا”.
يقول الكاتب إن الشتاء قادم وتأتي معه تغييرات في ديناميكيات الحرب بالنسبة للروس والأوكرانيين، كما للدول الغربية التي تدعم كييف.
ويشير الى أن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد الذي طال انتظاره الأسبوع الماضي وتركت الكرملين متشبثاً بطقس أكثر برودة من شأنه إبطاء المهاجمين.
ويتابع أن روسيا في موقف دفاعي للتأكد من أنها لن تخسر المدينة المهمة الوحيدة التي تسيطر عليها، خيرسون، في الجنوب ويقول إنها ليست متأكدة تماماً من قدرتها على الاحتفاظ بجميع الأراضي التي استولت عليها مؤخراً في دونباس أيضاً.
ويقول الكاتب : إذا كان بوتين يريد هجوماً ثانياً كبيراً لإعادة العملية إلى مسارها الصحيح، فهو بحاجة إلى الشتاء للاستعداد لها.
ويعتبر الكاتب أن الفوز في خيرسون قبل الشتاء هو موعد نهائي عسكري لأوكرانيا على وجه التحديد لأنه موعد نهائي سياسي في علاقات كييف مع الغرب. إذ بدون زيادة الدعم العسكري الغربي، لا يمكن لأوكرانيا أن تتقدم من “الخسارة ببطء في كل مكان” إلى “الفوز في مكان ما”.
وبدون الدعم المالي الغربي الذي يقترب من 9 مليارات دولار شهرياً، لا تستطيع الحكومة الأوكرانية ببساطة الاستمرار في العمل بينما تخوض أيضاً حربها من أجل البقاء.
ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تقدم أكثر من 70 في المئة من جميع مساعدات أوكرانيا العسكرية، لكن الوحدة الأوروبية ضرورية للحفاظ على العقوبات وسحب الاستثمار في الاقتصاد الروسي.
ويقول أيضا إن أوروبا تواجه شتاء قاتماً: الطاقة بأسعار مرتفعة جداً والانقطاعات الصناعية التي تقلل الإنتاج والركود الاقتصادي وربما الاضطرابات الاجتماعية والصناعية نتيجة لذلك.
ويضيف أن بوتين يتمنى تقسيم أوروبا وخرق نظام العقوبات في دول عدة بسبب الضغط في قطاع الطاقة الذي يمكن لروسيا أن تضعه على أوروبا وخاصة على ألمانيا وإيطاليا والتنازلات التي يمكن أن تقدمها روسيا لأصدقائها والمترددين مثل المجر واليونان وبلغاريا وصربيا.
ويعتبر الكاتب إن هذا الشتاء هو أفضل فرصة. نظراً لأن أوروبا ستشتري كميات متناقصة باستمرار من الطاقة الروسية اعتباراً من العام المقبل.
لكنه يقول إن قادة الغرب يواجهون صراعاً حول أمن أوروبا. إذ يبرر بوتين غزوه بالقول انه “يتعلق بالنازيين في أوكرانيا وتوسيع الناتو وتخريب المثليين للثقافة الروسية وتصحيح أخطاء نهاية الحرب الباردة”، ويعتبر الكاتب أن بوتين يقول أي شيء إلا الحقيقة.
ويضيف أن الأمر لم يقتصر على بوتين فحسب، بل “إن المؤسسة الروسية والكرملين ومجلس الدوما وكثير من مجتمع السياسة وقطاعات كبيرة من الرأي العام، يبدو الآن أنهم يؤمنون بحق روسيا التاريخي في استعادة إمبراطوريتها الأوروبية”.
ويقول الكاتب إن الصراع الحالي قد يتحول إلى صراع متقطع بين موسكو وكييف لسنوات عديدة. ويشير الى أنها الحرب الثانية بين روسيا وأوكرانيا منذ العام 2014. ويقول إنه من المحتمل أن يكون هناك وقف هش لإطلاق النار في وقت ما قبل أن يكون هناك صراع ثالث، وهكذا دواليك.
> “معاملة لاإنسانية” لطالبي اللجوء في بريطانيا
وأخيراً من الإندبندنت، وتقرير خاص لكل من ليزي ديردن وآرون والاوالكار وإيليانور روز بعنوان: “شهادات الضباط تكشف عن أهوال إيذاء النفس واليأس أثناء الرحلة الفاشلة إلى رواندا”.
يكشف التقرير عن “أهوال المعاملة اللاإنسانية” التي تعرض لها طالبو اللجوء في بريطانيا والذين أُجبروا على ركوب رحلة ترحيل فاشلة إلى رواندا، بعد ظهور شهادات جديدة من ضباط الأمن.
وأظهرت الوثائق الصادرة عن وزارة الداخلية، واطلعت عليها الإندبندنت، أن المعتقلين قاموا بإيذاء أنفسهم وهددوا بالانتحار بعد أن كانوا يتوسلون كي لا يرحلوا من المملكة المتحدة.
وقطع رجل معصميه بقطع من علبة مشروبات معدنية، بينما حطم آخر رأسه في مقعد الطائرة، يوم 14 يونيو/حزيران.
وتأتي الشهادات المروعة، التي حصلت عليها مؤسسة “ليبرتي إنفيستيغايتس” بموجب قوانين حرية المعلومات ونقلتها الإندبندنت، في الوقت الذي تبدأ فيه المراجعة القضائية الأولى لسياسة الترحيل إلى رواندا يوم الاثنين.
وقالت المجموعات التي رفعت القضية، إن الوثائق تظهر “الفظائع” التي ستحصل إذا استمرت الرحلات الجوية، مضيفة: “إذا لم تقنع هذه الشهادات رئيس الوزراء الجديد بتغيير رأيه وإلغاء هذه المقترحات، فلن يفعل أي شيء آخر ذلك بالتأكيد”.
ودعوا رئيس الوزراء الجديد إلى التخلي عن الخطة، لكن المرشحة الأولى لتولي المنصب، ليز تروس، تعهدت “بدعم وتوسيع سياسة رواندا لتشمل المزيد من البلدان”.
ونقلت الصحيفة عن ياسمين أحمد، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في المملكة المتحدة، قولها إن العديد من الأشخاص المستهدفين بالمخطط قد “عانوا من أهوال لا يمكن تصورها”.
وأضافت للإندبندنت: “من غير المفهوم أن حكومتنا تحاول الآن طردهم إلى بلد يشتهر بالقمع”. وتابعت: “إن التقارير عن إيذاء النفس والقلق الشديد بين أولئك المطرودين تعمل فقط على إبراز أن الحكومة سعيدة بإعادة التسبب بالأذى للأشخاص الذين لجؤوا لنا لحمايتهم. وهذا ليس أقل من انحراف أخلاقي وقانوني”.
وتُظهر الأوراق التي ملأها موظفو الحجز بعد “حوادث استخدام القوة”، كيف بدأ المحتجزون في “البكاء والصراخ والاتصال بجنون بالمحامين وبأحبائهم بعد إبلاغهم بأنهم سيرسلون إلى رواندا” بحسب الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أنه عندما ذهب ضباط الحجز لأخذ طالب لجوء من غرفته في مركز كولنبروك لإخراج المهاجرين، بالقرب من مطار هيثرو، وجدوه يؤذي نفسه على سريره. وذكر تقرير أنه كان ينزف بعد “أن تسبب بجروح في ذراعه اليمنى باستخدام أجزاء من علبة مشروبات معدنية”، ولم يتوقف عن جرح نفسه حتى أمسك الضباط بذراعيه.
وعولج الرجل من قبل ممرضة قبل تسليمه إلى المرافقين المكلفين بنقله إلى الطائرة التي كانت تنتظر في قاعدة بوسكومب داون العسكرية في ويلتشير، بحسب الإندبندنت.
وقال طالب لجوء ثان للموظفين إنه “سيقتل نفسه” إذا أُجبر على الصعود على متن الطائرة. وتم تثبيت هذا المحتجز عبر حزام تقييد الخصر وربط جسدياً بمقعد الطائرة.
وتم الكشف عن الروايات المروعة، قبل أيام من النظر في أول طعنين قانونيين ضد سياسة الترحيل إلى رواندا في المحكمة العليا البريطانية. ولم تجر أي رحلات جوية أخرى منذ ذلك الحين، وتم الإفراج عن جميع طالبي اللجوء المدرجين في ميثاق يونيو/حزيران من مركز احتجاز المهاجرين، بعد تهديدات باتخاذ إجراءات قانونية بسبب سجنهم بشكل غير قانوني…