كريتر نت – متابعات
تتسارع وتيرة تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، فقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية أمس المصادقة على اتفاقية طيران، هي الأولى مع تركيا منذ عام 1951، ستسمح لشركات طيران إسرائيلية بتسيير رحلات جوية من وإلى إسطنبول ومدن أخرى في تركيا.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية عن أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله عبر حسابه على “تويتر”: إنّ “الحكومة صادقت اليوم على اتفاقية طيران مع تركيا ستسمح لشركات طيران إسرائيلية بتسيير رحلات جوية من وإلى إسطنبول ومدن أخرى في تركيا”.
خطوة إستراتيجية
المصادقة على اتفاق الطيران الجديد، الذي يوسع حركة الطيران الثنائية بين البلدين، هي أحدث حلقة في سلسلة خطوات ثنائية تهدف إلى تطبيع كامل للعلاقات التركية الإسرائيلية التي روّج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتوترها على مدار العقد الماضي، غير أنّها في الواقع كانت مستمرة وقوية على صعيد التعاون الاقتصادي، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل بنسبة 30% في عام 2021 إلى 7.7 مليارات دولار، من 4.9 مليارات دولار في عام 2020.
واعتبر جندلمان المصادقة على الاتفاق “خطوة إستراتيجية” تساهم في تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة وفي دفع العلاقات قُدماً بين البلدين.
وفي 17 آب (أغسطس) الماضي أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد تطبيعاً كاملاً للعلاقات التركية مع الكيان الصهيوني بعودة سفراء البلدين، بعد طردهما بالتبادل في 2018، بسبب مقتل متظاهرين فلسطينيين في غزة.
الإعلان عن التطبيع الكامل للعلاقات بين تركيا وإسرائيل يأتي بعد نحو (6) أشهر من استقبال دافئ غير مسبوق أعده أردوغان، الذي دأب على الهجوم على إسرائيل خلال مسيراته الانتخابية ووصفها بأنّها “دولة إرهاب”، لنظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في مطلع آذار (مارس) الماضي، في زيارة هي الأولى لرئيس إسرائيلي منذ (15) عاماً.
الخطوة القادمة
بعد المصادقة على اتفاق الطيران الجديد، الذي يُعدّ الأول منذ (70) عاماً، كشف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ “الخطوة القادمة هي تعيين السفيرين”.
وكانت القائمة بالأعمال في السفارة الإسرائيلية في أنقرة، إيريت ليليان، كشفت أنّ السفير التركي سيقدّم خطاب اعتماده في القدس، في صورة من صور إضفاء الشرعية على احتلال القدس، ومحاولات إسرائيل تغيير وضعها القانوني والتاريخي والديموغرافي.
أمّا عن السفير الإسرائيلي نفسه، فقد أشارت ليليان إلى أنّ “عملية تعيين سفير مشترك مع تركيا مختلفة جداً في إسرائيل”، وأنّ “إسرائيل ستقرر ما إذا كان السفير الذي سيتم تعيينه سيكون سياسياً أم دبلوماسياً.”
وفي زيارة هرتسوغ إلى تركيا، تعهد أردوغان حينها بفتح فصل جديد في العلاقة، غير أنّ تل أبيب لم تُبدِ حماستها وقتها، وسط تقارير عن قائمة بالشروط تتعلق بخفض الدعم التركي لحركة حماس الفلسطينية.
وعلى الرغم من تأكيد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّ تركيا “لن تتخلى عن القضية الفلسطينية”، بدا واضحاً أنّ أنقرة رضخت للشروط الإسرائيلية الرامية إلى وقف الدعم التركي لحركة حماس الفلسطينية، ولا سيّما بعد “ترحيل العشرات من المرتبطين بحركة حماس في دوائر مختلفة” في نيسان (أبريل) الماضي، وفقاً لموقع “إسرائيل هيوم” العبري.