كريتر نت – متابعات
أثار عدد من مقاطع الفيديو التي نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمحاضرات ألقاها بعض رجال الدين في الحرم المكي انتقادات، كونهم يدعون فيها إلى عودة الصحوة الدينية وتطبيق الشريعة في كافة نواحي الحياة الاجتماعية، كما يدعون فيها إلى عودة التيارات الإسلامية المتشددة.
وقد شبّه كتّاب وأكاديميون سعوديون تلك الدعوات، ومن يقف وراءها، بـالسرطان الذي يجب استئصاله من المجتمع السعودي، قبل أن يستفحل ويعود بالمجتمع إلى الوراء.
وحذّر الأكاديمي السعودي تركي الحمد ممّا وصفه بـ “سرطان الصحوة”، وطالب بـ “بتره” لمنع انتشاره مجدداً في المملكة.
وقال الحمد في تغريدته: “الصحوة” (الغفوة، أو الكبوة)، مثلها مثل السرطان، تبدأ بسيطة ثم تنتشر حتى تصبح مرضاً مستعصياً قاتلاً. كلما عولج السرطان مبكراً، كان ذلك أدعى للشفاء، وذلك يستدعي متابعة المراقبة. سرطان “الصحوة” يحاول اليوم الانتشار من جديد، فإن أهمِل العلاج بالبتر، عدنا وعادت حليمة… فالحذر الحذر”، حسب قوله.
بدوره، علّق الكاتب السعودي قينان الغامدي: “لقد قلت، وقال غيري، إنّ الصحوة لم تمت، وإنّ أتباعها ومنظريها سيبذلون كل ما في وسعهم للعودة مرة أخرى، سواء بالشكل السابق نفسه، أو بشكل جديد، وهذه المقاطع تؤكد محاولات العودة إلى المربع الصحوي الأول، الذي يبدأ بالوعظ حتى يصل إلى مرحلة التجنيد، ولعلّ الجهات المختصة تتدخل قبل أن يتفاقم الوضع”.
وأضاف: “المحاضرات التي تقام بعد الصلوات في بعض المساجد بالحرم، أرجعتنا إلى الخلف (35) عاماً، الطرح الفكري والترفيهي نفسه، والحركات والقصص المستهلكة نفسها، لم يتغير شيء”.
وتُعتبر “الصحوة” حركة إسلامية فكرية في السعودية، بدأ انتشارها في ثمانينيات القرن الماضي، لكن منذ تولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منصبه دأبت الحكومة السعودية على مواجهتها واعتقال دعاة اتهمتهم بالانتماء إليها، في إطار السعي لمزيد من “الانفتاح” داخل المجتمع السعودي.