في مقابلة مطولة، كشف الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السابق في المملكة السعودية وأمين مجلس أمنها الوطني وسفيرها السابق لدى واشنطن، ما يجول في ذهنه ومخزن أسراره خلال سيرته.
وتحدث الأمير بندر، في حوار امتد لأكثر من 14 ساعة مع النسخة العربية من صحيفة
“إندبندنت” البريطانية، وستبدأ نشر حلقاته اعتبارا من الأسبوع القادم، عن لقاءاته مع شخصيات بارزة كان لها تأثير مباشر على مصير الشرق الأوسط خلال العقود الماضية.
وقال الأمير بندر، ردا على سؤال عن وجود تقارير إعلامية مختلفة تربطه بالأحداث التي مرت بها سوريا في السنوات الأخيرة، إنه يعرف
الرئيس السوري بشار الأسد “قبل أن يصبح شيئا، ثم بعد ما ظن أنه أصبح شيئا”.
وكشف رئيس الاستخبارات السعودية السابق، أنه توسط لبشار الأسد لدى الحكومة البريطانية بعد تخرجه ليحصل على دورة تخصصية في طب العيون بلندن.
ووصف بندر بن سلطان الرئيس السوري بأنه “ولد”، موضحا أن والده حافظ الأسد “كان رجلا محاطا برجال، وكان قادرا على الحسم واتخاذ القرار بخلاف ابنه بشار، حيث لديه عقدة لم يتخلص منها اسمها باسل حافظ الأسد”.
وشرح الأمير بندر تفاصيل لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اندلاع الحرب السورية، ونقل عن الزعيم الروسي قوله له، إن “السعوديين هم من كبروا رأس الأسد” بترتيب لقاءاته مع كبار المسؤولين الغربيين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك، لدى توليه مقاليد الحكم.
كما تطرق بندر بن سلطان في الحوار إلى الملف القطري، حيث وصف رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم، بأنه “خبير نصف الحقيقة”، موضحا أن رئيس الحكومة القطرية السابق “متمرس في الحديث عن نصف الحقائق”.
وفي هذا الخصوص، أشار السفير السعودي السابق لدى واشنطن إلى التسجيل المسرب للحديث بين أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني وبن جاسم والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حيث بحثوا مخططات موجهة ضد السعودية.
وقال الأمير بندر إن “تبرير بن جاسم لهذا التسجيل هو إخبار بنصف الحقيقة، وإن الحقيقة كاملة هي التآمر والتخطيط، وليس كما بررته الدوحة بوصفها الموقف بأنه كان محاولة لاستدراج القذافي واستمالته”.
واعتبر بندر بن سلطان أن قطر تعاني من انفصام في سياساتها، محذرا من أن وجود قاعدة أمريكية في قطر لا يعني حماية حكومة الدوحة، لأنها للاستخدام الأمريكي لا القطري.
كما وجه الأمير بندر انتقادات إلى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قائلا إن “سياساته المتراخية جرأت روسيا وإيران على التدخل في سوريا”.
واعتبر السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة أن أوباما “أعاد المنطقة عشرين عاما إلى الوراء”، وكشف تفاصيل المكالمة الأخيرة بين الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي السابق، حيث قال العاهل السعودي مخاطبا سيد البيت الأبيض: “لم أتوقع أن أعيش هذا العمر لأرى رئيساً للولايات المتحدة يكذب علي”، وذلك في إشارة إلى الخطوط الحمر التي وعد بها أوباما علنا بأنه “سيمنع الحكومة السورية من الإضرار بالمدنيين”.
وأكد بندر بن سلطان أن العلاقات بين الرياض وواشنطن شهدت توترا في آخر أيام إدارة أوباما لأنه “كان يعد بشيء ويفعل العكس”.
كما تطرق المسؤول السعودي السابق إلى الملف الإيراني حيث وصف شاه إيران بأنه كان “العدو العاقل”، وذلك “أفضل من صديق جاهل”.
وأكد الأمير بندر أن السلطات السعودية بذلت جهودا ملموسة من أجل إقناع الشاه بالتنازل عن خططه لضم البحرين إلى إيران.
وأقر الأمير بندر بأن السلطات السعودية بذلت جهودا ملموسة من أجل إقناع الشاه بالتنازل عن خططه لضم البحرين إلى إيران.
وأقر الأمير بندر بأن السلطات السعودية “اختارت أحد الخيارات السيئة” بدعمها الزعيم العراقي الراحل صدام حسين في حربه ضد إيران، مؤكدا أن السعودية رعت مفاوضات سرا في جنيف بين الطرفين المتحاربين، وكذلك في قصر لولي العهد السعودي الراحل ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز.
كما أكد بندر بن سلطان أنه التقى صدفة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، أثناء زيارته إلى طهران للقاء رئيس مجلس الشورى الإيراني الحالي علي لاريجاني
جدير بالذكر أن بندر بن سلطان لعب دورا كبيرا في بداية الأزمة السورية، ويقول محللون سوريون إنه كان أحد أهم المحركين لأطراف عدة فيها، ويرى هؤلاء أن كلامه الآن يكشف الطريقة التي كان ينظر فيها لدمشق الرسمية، ناهيك عن الرأي بشخصية أخرى كان ينسق معها في تلك الأثناء وهو حمد بن جاسم
المصدر: إندبندنت عربية