كريتر نت – متابعات
حققت القوات الجنوبية المشتركة في اليمن تقدما ميدانيا جديدا على حساب تنظيم القاعدة في محافظة أبين جنوب البلاد، حيث تمكنت من التوغل في وادي “عويمران” وفرضت حصارا على عناصر التنظيم في آخر معاقلها بالوادي.
ويعود أهمية تحرير وادي عويمران إلى أنه يعتبر المأوى الآمن للجماعات الإرهابية، الذي تنطلق عملياتها منه في محاولة للمساس بأمن واستقرار الجنوب.
واندلعت مواجهات مسلحة مساء الأربعاء بين القوات الجنوبية وعناصر تنظيم القاعدة، في وادي “عويمران” أحد أبرز معاقل التنظيم شمال شرق مديرية مودية، شرقي محافظة أبين.
ونقل موقع “المشهد اليمني” عن مصادر عسكرية قولها إن القوات الجنوبية “تمكنت من التوغل في عمق وادي عويمران، على الرغم من تفخيخه من قبل عناصر القاعدة بعبوات ناسفة مزروعة في أماكن متفرقة، ومموهة بأشكال مختلفة”.
وأضافت المصادر أن القوات الجنوبية “طهّرت أجزاء كبيرة من الوادي، ولا تزال تلاحق عناصر تنظيم القاعدة الفارة إلى المناطق الجبلية المحيطة به، إلى جانب تمكنها من تحرير مناطق ثوبة والبقيرة والحازة، شمال شرق مديرية مودية، وهي مناطق تنتشر فيها عناصر من تنظيم القاعدة”.
هذا النجاح العسكري الجنوبي اللافت يأتي ردا على انفجارين أسفرا عن إصابة بعض الأشخاص، وقد استهدفا القوات الجنوبية في وادي “عويمران”، كما أن هذه الضربة تعقب تلويح تنظيم القاعدة بتكثيف عملياته الإرهابية ضد القوات الجنوبية، في محاولة للثأر من الخسائر المدوية التي تكبدها طوال الفترات الماضية.
وقال مدير أمن محافظة أبين العميد علي الذيب الكازمي مساء الأربعاء، إن القوات المسلحة الجنوبية تفرض حصارا على آخر معاقل تنظيم القاعدة في وادي “عويمران”.
وأوضح الكازمي، في تصريح لقناة “عدن المستقلة” التابعة للمجلس الانتقال الجنوبي، أن “القوات الجنوبية تفرض حصارا على معسكر القاعدة في وادي عويمران من عدة جهات، وتستعد لاقتحامه، على الرغم من إعاقة التقدم بشبكة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها عناصر القاعدة”.
وأضاف أن “القوات الجنوبية المشتركة تمكنت من تطهير قرابة 85 في المئة من مساحة محافظة أبين من عناصر القاعدة، ولم يتبق إلا أجزاء يسيرة من مديرية مودية، قبل أن تواصل العملية العسكرية تقدمها إلى مديرية المحفد المتاخمة لمحافظة شبوة”.
وكانت القوات المسلحة الجنوبية قد انتشرت خلال اليومين الماضيين في مناطق مديرية مودية، كما عملت على تأمين المرافق الحكومية والعسكرية والأمنية في المديرية، ودارت أيضا معارك عنيفة مع عناصر القاعدة بالقرب من مديرية المحفد.
ومنذ إعلان تحرير مدينة زنجبار مركز محافظة أبين، والمديريات الساحلية منها، في العام 2012، من عناصر تنظيم القاعدة، اتخذت الأخيرة مناطق نائية متفرقة من محافظة أبين معاقلا لها، لإنشاء معسكرات تدريبية ومناطق سيطرة، أبرزها وادي “ضيقة” ووادي “عويمران” بمديرية مودية شرقا، ومنطقة “خبر المراقشة” بمديرية أحور، جنوبي المحافظة.
وأطلقت القوات الجنوبية المشتركة في أغسطس الماضي عملية عسكرية تدعى “سهام الشرق”، لتحرير أبين من الجماعات الإرهابية والعناصر الخارجة عن القانون التي تنشط في مناطق المحافظة، إلى جانب حمايتها للطرقات الرابطة بين مناطق الجنوب، وإيقاف تهريب الأسلحة عبر الشريط الساحلي لأبين.