كريتر نت – عدن
يحسب لمعالي وزير الشباب والرياضة نايف صالح البكري، أنه سعى منذ أن تولى حقيبة الوزارة، إلى تلوين الأشياء بخطوط جمال لا متناهية، رغم قبح الفترة الزمنية التي جاء فيها وكساح أحوال البلد العالق بالكثير من الأحزان والآلام، جراء انقلاب مليشيات الحوثي على الشرعية الدستورية في سبتمبر/ أيلول 2014.
خلع البكري من على ظهره رداء المناطقية والحزبية والسياسة بشكل عام، منذ اللحظة الأولى لدخوله الوزارة، و ارتدى قفاز المدافع والحامي لعرينها من تشوهات (الشقاق، والفرقة، والتشظي)، التي سعت مليشيات التخلف والضلال الحوثية إلى تكريسها واقعًا في حياتنا، وجعل همّه ووقته وعمله، من أجل الوطن الكبير وشبابه ورياضته ولا شيء غير ذلك.
لم تتلوّث خطواته يومًا بـ (داء الأحقاد)، ولم تُنل منه كثير المنغصات حين فُرض على البلد إن يعيش ويلات الحرب والدمار وأرض يلفها الموت من كل مكان، إذ ظل وفيَا لمنصبه متمسكًا بمبادئه في أن يجعل الرياضة (مساحة) حب وسلام (ومائدة)؛ يجتمع حولها كل اليمنيين في ودٍ ووئام، بعيدَا عن منغصات السياسة ومساوئها وترهاتها.
بقعة ضوء وحيدة
ظلت الرياضة ولا زلت “كوّة”، الفرح المتلألئة في سماء اليمن، و”بقعة” الضوء الوحيدة وسط ظلام دامس يلف البلد منذ 8 أعوام “والهدوء”، الذي يبحث عنه اليمنيين، في وجه عاصفة المزعجات، بعيدًا عن دوي الانفجارات وأزيز الطائرات، وما كان لذلك أن يكون لولا جهود معالي الوزير نايف البكري وطاقم العمل في الوزارة من وكلاء ووكلاء مساعدين ومدراء عموم وموظفين، حين حرص الجميع أن تكون الرياضة بمنأى عن كل ما يكدر صفو العلاقة الطيبة بين أبناء الوطن الواحد وشبابه ورياضييه، فكانت البداية لحلم تسامق فوق المستحيل، فاجتمع شباب الأندية، في منافسات رياضية مختلفة وفي عدد من الألعاب الرياضية، “كرة القدم، الطائرة، السلة، اليد، السباحة، وألعاب القوى”، شارك فيها الجميع من (صنعاء، وتعز، وعدن، وحضرموت، وأبين، وذمار، ولحج، وإب، وشبوه، ومأرب، والحديدة) وغيرها، وانطلقوا إلى الخارج يلفهم علم واحد وشعار واحد، وتخفق قلوبهم بأسم “اليمن” الكبير.
من بين أنياب الأسى
على الرغم من مآسي الحرب وويلاتها وما ألحقته بالرياضة من تدمير شامل لمعظم البنى التحتية والمنشآت الرياضية، كانت الرياضة وحدها من تحمل مشاعل الفرح داخل الوطن وخارجه، وبقي مسؤولها الأول في واجهة المشهد (داعمًا، وموجهًا، وحريصًا)، على أن يكون للرياضة اليمنية حضورها وألقها خارجيًا، فكان الحصاد تحقيق الكثير من الإنجازات والنجاحات، لعل أهمها تحقيق منتخب الناشئين لكرة القدم بطولة كأس غرب أسيا، ومن ثم وصوله إلى المربع الذهبي في بطولة العرب بالجزائر، ووصول منتخب الشباب إلى النهائيات الاسيوية ، فضلًا عن تحقيق اليمن لإنجازات تاريخية تتحقق لأول مرة، في السباحة والألعاب المائية في أولمبياد طوكيو باليابان عبر اللاعب مختار اليمني، وتحقيق منتخب تنس الطاولة لإنجاز هو الأول من نوعه في تاريخ الرياضة بتحقيقه الميداليات البرونزية في دورة التضامن الإسلامي بتركيا، ووصول منتخب تنس الميدان إلى المباراة النهائية في بطولة “كأس ديفيز” لدول غرب آسيا بلبنان، وتحقيق لعبة الملاكمة لإنجازات مماثلة في القاهرة، وغيرها من النجاحات التي جاءت والبلاد تمر بأسوأ منعطف في تاريخها.
ما هو أجمل
ليس الأجمل ان يتم انتزاع كل ذلك من بين أنياب الحرب والأسى وحسب، لكن الأجمل إنها وحّدت كل اليمنيين على مختلف انتماءاتهم ومشاربهم، وأدخلت الجميع في لحظات فرح غامرة، وضعوا خلالها مآسي الحرب ونكباتها خلف ظهورهم”.
يتذكر الجميع، كيف عمت مظاهر الفرح شوارع المدن اليمنية كافة، وكيف خرج ملايين الناس محتفلين بـ “الإنجاز التاريخي”، لمنتخب الناشئين، مرددين الأغاني والأهازيج الوطنية، وإطلاق الألعاب النارية، وأبواق السيارات في الشوارع.
هي المرة الأولى منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل حوالي 8 أعوام، التي توّحد فيها طرفي النزاع في البلاد، (الحكومة الشرعية) و(مليشيات الانقلاب)، وبات هم الجميع متابعة المنتخب والتسمّر أمام شاشات التلفاز والهتاف باسم المنتخب ولاعبيه، والخروج بمسيرات فرح طاغية في كل المدن اليمنية، ما أكد أن الرياضة ستظل مساحة فرح والتقاء ووئام بعيدًا عن الحرب وويلاتها.
أعمال كبيرة
لم تكتف وزارة الشباب بدعم مشاركة المنتخبات الوطنية ورؤساء الاتحادات العامة في حضور الاجتماعات عربيا واسيويا، بل اهتمت ببناء المنشآت والبنى التحتية باعتبارها أساس التطور وعماد النجاح، ففي عهد الوزير البكري، أكتسى الملعب العتيق وذاكرة الرياضة في عدن والوطن “ملعب الحبيشي”، حلة جديدة تكاد تكون الأولى من نوعها منذ تأسيسه قبل أكثر من 115 عامًا، ومثلت عودته عودة الحياة للمدينة الجميلة وليس لرياضتها فقط، فضلًا عن إعادة تأهيل ديوان عام الوزارة وتأهيل وبناء أكثر من 20 منشآه رياضية في محافظات (عدن، وأبين، ولحج، ومأرب، والضالع، وشبوه، وحضرموت)، وعدد من المراكز الشبابية في أكثر من محافظة، فضلًا عن المشاريع قيد التنفيذ كما هو الحال بملعبي “الشهداء” بأبين، و “معاوية” بلحج، ناهيك عن اعتماد الكثير من المشاريع الرياضية في عدد من المحافظات والتي سترى النور
قريبًا.
لم يقتصر اهتمام الوزارة على ذلك، بل إنها دعمت الكثير من البطولات المحلية؛ وبالنظر إلى ما تم تنفيذه خلال العام الجاري فقط، فإن عدد البطولات المحلية بلغت 6 بطولات، و12 عشر مشاركة خارجية للمنتخبات الوطنية، و19 مشاركة لرؤساء الاتحادات الرياضية.