كتب أ/ عادل الزريقي .
مدينة التربة كإحدى المدن الثانوية الحية لمحافظة تعز ، شهدت خلال الثمان سنوات من إشتعال الحرب إزدحام سكاني وتوسع عمراني كبيرين ، لم تشهدها أي مدينة أخرى مماثلة لها ، بفعل نزوح مئات الآلاف إليها من المواطنين المتضررين من الحرب من المحافظات والمدن الأخرى ، نتيجة لتوافر الأمان فيها ، ولخلوها من الصراعات التي أشتعلت في أغلب المدن الأخرى .
هذه التغيرات وهذه الزيادة السكانية الكبيرة في هذه المدينة التي فتحت صدرها لمن أراد أن يتخذها ملاذا من المواطنين من خوف وهلاك الحرب ، مازالت على مايبدو وعلى ما يحكي لنا الواقع تدار من قبل القائمين عليها بنفس الإسلوب القديم الذي كان عليه الحال قبل الحرب ، إن لم يكن أسوأ من ذلك ، فلم تسع السلطات المختصة فيها إلى تغيير وتحديث طريقتها في الإدارة والعمل ، بما يتواكب مع النمو السكاني والعمراني الذي حدث فيها .
فشوارعها مليئة بالحفر والأخاديد وأكوام القمامة باينة للعيان هنا وهناك ، فتتحول شوارعها وأزقتها خاصة أثناء وبعد الأمطار إلى مستنقعات آسنة يصعب على المرء المرور فيها إلا بعد مشقة عالية ، وتصبح أيضا مصدرا لتكاثر البعوض والحشرات الأخرى المسببة للكثير من الأمراض ، ناهيكم إلى الإختناقات المرورية في الشوراع الرئيسية ، وإنعدام أبسط الخدمات الضرورية ، كمياه الشرب النقية ، وخدمة الكهرباء التي وصل إستغلال المواطن من قبل المستثمر لهذه الخدمة إلى أبشع صوره فقيمة الكيلو وات الواحد بلغ 900ريال ، ضف إلى ذلك إنعدام مادة الغاز التي يتلاعب بها الوكلاء بدون أن تحرك الجهات المختصة ساكنا لوقف تلاعبهم في أهم سلعة مرتبطة بحياة المواطن .
فالنمو السكاني في هذه المدينة نتج عنه حركة تجارية مرتفعة وملحوظة ، كإفتتاح المولات أو ما تسمى بالمراكز التجارية ، وتعدد أسواق القات بعد أن كان سوقا واحدا فقط في الماضي ، وكثرة المحلات التجارية ، والبسطات في الشوارع التي تعد تقترب إلى ألف بسطة في جميع الشوارع ، وكذلك أفتتحت الكثير من المعاهد المهنية والتقنية والكليات الأهلية ، ناهيكم إلى إزدهار مجالات البيع والشراء في مجال الأراضي والعقارات بمئات الملايين .
مما يعني بأن من نتائج هذا التغير وهذه المستجدات تضاعف الإيرادات إلى حوالي أربعة أضعاف مماكانت عليه قبل الحرب ، فأين تذهب هذه الإيرادات ؟! كإيرادات الضرائب خصوصا ضرائب القات وعائدات الأسواق التي تحصل يوميا وغيرها ، ولماذا لم يتم إستغلالها في عملية التنمية المختلفة ؟! حتى تتحسن صورة المدينة ويلمس المواطن ولو تحسنا طفيفا في إسلوب معيشته وهيئة مدينته .
والعتب هنا يأتي في المقدمة على محافظ محافظة تعز الأستاذ نبيل شمسان كون هذه المدينة تعتبر مسقط رأسه ، وكونه يزورها بإستمرار ويرى حالتها المزرية التي لا تسر ولا تسعد أحد ، لكنه رغم ذلك لم يحرك ساكنا ، ولم يعرها أي إهتمام إلى حد اللحظة .