كريتر نت – متابعات
مع تنامي التطرف والإرهاب وربطهما في الغرب بالإسلام؛ ممّا أسفر عن تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا، أكد شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أنّ الإسلام لم يكن دين عنف أو إرهاب.
ونقلت صحيفة “الأهرام” المصرية عن الطيب قوله: إنّ الإرهاب والإسلام خصمان لدودان، وضدان لا يجتمعان، بدليل أنّ عدد ضحايا هذا الإرهاب من المسلمين يفوق عدد ضحاياه من غير المسلمين عشرات المرات.
وأعرب الطيب، في تصريحات خلال زيارته لمسجد نور سلطان بكازاخستان بحضور الرئيس الكازاخي السابق نور سلطان نزارباييف، عن سعادته بزيارة كازاخستان، وتقديره لما لمسه من رئيسها وشعبها من حفاوة استقبال وكرم ضيافة، مؤكداً اعتزازه بالحديث مع الشباب وشرفه بالتتلمذ على تراث علماء المسلمين الأوائل في كازاخستان، الذين سطعوا في سماء العالم الإسلامي منذ فجر الإسلام، واستمر قروناً طويلة في تاريخه المجيد، وفي مقدمتهم الفيلسوف الكبير أبو نصر الفارابي، والقائد العظيم الظاهر بيبرس، الذي عرفه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قائداً مغواراً.
سقوط “صراع الحضارات”
الناس “كلهم متساوون في انتمائهم إلى أب واحد وأم واحدة، كما جاء في صريح القرآن الكريم، في قوله تعالى: *وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا*، بما يؤكد أنّه لا مجال لدعوات صراع الحضارات، ولا لتفوق جنس على آخر”، على حدّ قول شيخ الأزهر.
وأكد الإمام الطيب أنّ “تلك النظريات تسبَح ضدّ إرادة الله في خلقه، وسقوطها قادم حتماً، ولن يبقى إلا السلام العادل الذي أراده الله أن يكون عنواناً للعلاقات الدولية بين الشعوب.”
اختطاف راية الدين
الإمام الطيب شدّد على أنّ ما يُروج له بين الشباب من أنّ الأديان سبب الحروب، وأنّ التحرر من الدين هو الضامن للسلام بين الشعوب، “مقولة كاذبة وافتراء، يدفع العالم ثمن تصديقها الآن من حروب وخوف من المجهول، يفتقد فيه أيّ رصيد يحميه من إراقة الدماء خارج صندوق الدين”.
واستنكر اقتران بعض الحروب على مر التاريخ باسم الدين، وإراقتها لدماء الناس تحت لافتته، مؤكداً أنّ “الدين لم يبح قتل الأنفس وسفك الدماء، وأنّ ما حدث إنّما هو اختطاف لراية الدين لتحقيق أغراض هابطة يرفضها الدين نفسه وينكرها أشد الإنكار.”
ودعا شيخ الأزهر الشباب المسلم “إلى التمسك بما أمرهم الله به ورسوله، والانتهاء عمّا نهاهم الله عنه، ونشر التعارف في ربوع العالم كله أينما كانوا، والبعد عن كل ما يبعث البغضاء والكراهية والتفرقة العنصرية بين عباد الله، ورفع راية الأخوة الإنسانية شرقاً وغرباً، مؤكداً أهمية ترسيخ الأخوة الإسلامية، والدعوة إلى الأخوة الإنسانية.”
وقد قام شيخ الأزهر بزيارة رسمية لدولة كازاخستان استمرت (5) أيام، شارك خلالها في المؤتمر السابع لزعماء الأديان، والتقى الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، الذي قلده جائزة أستانا الدولية، التي تُعدّ إحدى أرفع الجوائز في منطقة آسيا الوسطى، لمساهمته في مجال الحوار بين أتباع الأديان، ونشر ثقافة الأخوة والسلام العالمي، والتقى بابا الفاتيكان، والقيادات الإسلامية، وقادة وزعماء الأديان المشاركين في المؤتمر.
مبادرات الأزهر للسلام
في غضون ذلك، أشار الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين محمد عبد السلام إلى “اهتمام مجلس حكماء المسلمين (الذي يرأسه شيخ الأزهر) بتنفيذ المبادرات العالمية الداعمة للسلام والحوار، وفي مقدمتها (حوار الشرق والغرب)، و(مبادرة شباب صناع السلام)، التي عقدها المجلس بالتعاون مع كنيسة كانتربري في لندن، والتي تهدف إلى تدريب الشباب على الحوار، والتواصل الإنساني، والمساهمة الإيجابية للشباب في صناعة القرارات العالمية”.
جاء ذلك خلال لقاء عبد السلام وفد الكنيسة الأرثوذكسية الروسية برئاسة المطران أنطوني سيفيريوك، وذلك على هامش مؤتمر زعماء الأديان”.
وأكد عبد السلام اعتزاز مجلس الحكماء بالعلاقة الإيجابية التي تجمع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالمسلمين، معرباً عن تطلعه لتعزيز أوجه التعاون بين مجلس حكماء المسلمين والكنيسة الأرثوذكسية الروسية، فيما يتعلق بـ”نشر السلام والتسامح وتعزيز الحوار بين الأديان”، موضحاً أنّ “الصداقة الحقيقية قادرة على تخطي الصعاب والمستحيل؛ خاصة حينما تكون قائمة بين أشخاص مهمومين بالإنسانية، ساعين لصناعة سلام حقيقي”.
وكان الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين قد أكد في كلمته خلال مؤتمر “زعماء الأديان” أنّ “الإنسانية (اليوم) في حاجة ماسة إلى من يزرع فيها بذور الأمل، ويسهم في التنمية الروحية لأبنائها”، مشدداً على أنّ “أكبر أمل يمكن أن يُهدى للإنسانية هو شعور أفرادها بالسلام، وأنّهم إخوة جميعاً في إطار الأسرة الإنسانية”.