كريتر نت – متابعات
طالبت قبائل في غرب اليمن اليوم الثلاثاء بإلغاء اتفاق الحديدة الموقع بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي في السويد قبل 4 أعوام.
وتظاهر المئات في ساحة عامة قرب مدينة الخوخة، حاضرة الحديدة المحررة على البحر الأحمر للتنديد بتنكيل مليشيات الحوثي بحق أهالي قرى عزلة “القصرة” في المحافظة.
وتأتي الوقفة الاحتجاجية عشية الذكرى الـ8 لنكبة 21 سبتمبر/أيلول الحوثية وعقب أيام من مقتل وإصابة واعتقال عدد من المدنيين خلال حملة مسلحة لمليشيات الحوثي على قرى “القصرة” بمديرية بيت الفقيه جنوبي الحديدة في مسعى للسيطرة بقوة السلاح على أراضٍ ومزارع خصبة يمتلكها الأهالي بمستندات قانونية.
ورد يمنيون غالبيتهم من قبائل تهامة على عنف مليشيات الحوثي بوقفة مسلحة هتفوا خلالها مطالبين بـ”إلغاء اتفاق الحديدة المشؤوم” على حد وصفهم، بعد تحوله إلى غطاء لجرائم الانقلاب، كما رفع المشاركون أسلحتهم داعين أبناء الحديدة في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي للتوجه إلى الساحل الغربي والالتحاق بإخوانهم في القوات المشتركة.
وأعرب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية عن بالغ غضبهم تجاه ما يتعرض له سكان المناطق المحتلة بمحافظة الحديدة من جرائم وانتهاكات وحشية من قبل هذه المليشيات الإجرامية التي أقدمت على مداهمة قراهم ومنازلهم والاعتداء على النساء وترويع الأطفال، وفق بيان وزع خلال الوقفة وحصلت “العين الإخبارية” على نسخة منه.
كما اعتقل الحوثيون “عشرات المدنيين وصادروا أراضيهم بقوة السلاح في ظل سريان اتفاق ستوكهولم الذي ترعاه الأمم المتحدة والهدنة الإنسانية”، وفقا للبيان.
تنديد واستنكار
وندد مشائخ وأعيان وعلماء ومثقفون وحقوقيون خلال الوقفة الجماهيرية بأشد العبارات بالجرائم والانتهاكات التي تنفذها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بحق المدنيين العزل من أبناء عزلة “القصرة” بمديرية بيت الفقيه وبقية القرى في ريف محافظة الحديدة الذين تعرضوا خلال الأيام الماضية للقتل والاعتقال والتهجير القسري، ومصادرة ونهب أراضيهم.
وكشف البيان عن إقدام مليشيات الحوثي على “اختطاف الجرحى من المستشفيات فيما لاتزال المليشيات تواصل حملتها الإجرامية حتى اليوم”.
وحمل المشاركون قيادة المليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة عن جرائم التنكيل التي يتعرض لها المواطنون العزل، مؤكدين أن “دماء الأبرياء لن تذهب هدرا ولن يفلت الجناة من العقاب”،
وخلال الفعالية الاحتجاجية أكد المتظاهرون على “حقهم المشروع في الدفاع عن إخوانهم واستعادة حقوقهم عبر مختلف السبل والخيارات المتاحة والتي تؤكد عليها مختلف الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية”.
وأهاب البيان بكافة أبناء الشعب اليمني ومختلف مكوناتهم السياسية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بالوقوف إلى جانب أبناء الحديدة وفضح جرائم مليشيات الحوثي في مختلف المحافل العربية والدولية.
واستغرب البيان من “الموقف الخجول للأمم المتحدة والصمت المطبق للبعثة الأممية في الحديدة تجاه جرائم مليشيات الحوثي الإرهابية، بحق سكان عزلة القصرة وتهامة بشكل عام، الذين يتعرضون للقتل والتهجير القسري من قراهم ومنازلهم ومصادرة أراضيهم”.
كما حملوا الأمم المتحدة ومبعوثها وبعثتها للحديدة مسؤولية حماية القاطنين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي وسرعة التدخل لإيقاف حملة البطش والتنكيل ونهب الأراضي التي ترتكبها مليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وإطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المخفيين وإعادة الأراض المنهوبة إلى ملكها.
موقف حكومي حازم
في موقف حكومي حازم، طالب محافظ الحديدة الحسن طاهر بإلغاء اتفاق ستوكهولم وحسم المعركة عسكريا إزاء جرائم مليشيات الحوثي وتوحشها ضد السكان بمناطق سيطرتها.
ودعا المسؤول اليمني في كلمة خلال التظاهرة المسلحة منظمة الأمم المتحدة وبعثتها العاملة في اليمن وكل المعنيين بملف اليمن، إلى تبني موقف مسؤول تجاه جرائم الحوثي واتخاذ ما يكفل تقديم قادة هذه المليشيا الإرهابية للمحاكمة كمجرمي حرب.
وأشار إلى امتلاك الحكومة اليمنية كافة الأدلة التي تدينهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مؤكدًا أن أبناء تهامة قادرون، بعزيمتهم وبسالتهم، على الثأر من مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، وتحرير مدينة الحديدة ومديرياتها التي لا تزال تحت سيطرة المليشيا.
وعبّر المحافظ عن حجم الغضب الذي يعتري أبناء الحديدة جراء جرائم مليشيات الحوثي بحق أهالي عزلة القصرة، قائلًا: ها هي العصابة الكهنوتية ترتكب جرائم قتل واعتقالات وسطو مسلح على أراضي المواطنين في مديرية بيت الفقيه، وتعتدي على الشيوخ والنساء والأطفال وتنتهك حرمات البيوت، وأن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وسنثأر لكل قطرة دم.
وأضاف: ليس لدينا ذرة شك بأن نهاية هؤلاء المجرمين ستكون مثل نهايات من سبقهم من الطغاة الذين استبدوا بالشعب اليمني وقتلوا أبناءه ونهبوا ثرواته.
وثمّن محافظ المحافظة في سياق كلمته، جهود العميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي، ودعمه المتواصل والسخي لأبناء تهامة في الحرب وفي السلم.