كريتر نت – متابعات
“صعدة ياباه صعدة”.. تصدح هذه الصرخة وسط جولة القاهرة بالشيخ عثمان، قلب مدينة عدن، لكنها لا تحمل الموت هذه المرة.
ويردّد البائع المتجول “علي العديني” صيحاته بلا كلل، لتسويق بضاعته من الرمان الصعداوي الذي يحظى بسمعة طيبة.
وتنتشر في أسواق عدن جميع منتجات محافظة صعدة من الرمان والعنب والبرتقال واليوسفي والتفاح، والتي تمتاز بجودة عالية تتفوق على المنتجات المستوردة في الطعم والسعر.
ويقول البائع علي العديني لنيوزيمن، إن أبناء المحافظات الجنوبية وعدن تحديدًا يقبلون بشكل كبير على شراء منتجات صعدة من الفواكه.
ويضيف العديني، أن سمعة فواكه صعدة لم تتأثر باجتياح مليشيا الحوثي لعدن في 2015 رغم ما تحمله تلك الفترة من ذكرى سيئة عن المجازر المرتبطة بصعدة كمعقل للمليشيا.
من جهته، قال المواطن “حيدرة صالح” الذي ابتاع كيلوجرام من الرمان الصعدي، إن أبناء محافطة صعدة الذين غررت بهم مليشيا الحوثي فشلوا في غزو عدن بالقذائف، ونجحوا بالرمان.
وأضاف، إنه يأمل من أبناء صعدة الذين خدعهم الحوثيون أن يتركوا البنادق ويهتموا بزراعة أراضيهم.
وقبل 1100 سنة أتى يحيى الرسي (الإمام الهادي) إلى صعدة وانتزع المعاول من أيادي فلاحي صعدة ووضع بدلًا عنها السيف.
وحسب الباحث حسين الوادعي، فإنه بعد أن تعب الصعديون من معارك الأئمة التي لا تنتهي عادوا إلى مزارعهم، ولكن بعد أن أصبح القادمون من طبرستان يملكون أكبر الأراضي وأكثرها خصبًا.
ويضيف أنه حين قامت الجمهورية، كانت صعدة تصدر الفواكة الخضروات لكن الحوثي أقنعهم أن الموت أسمى من الحياة وأن المقاتل أعلى مرتبة من المزارع، وبدأت صعدة تصدر المقاتلين بدلًا من الفواكه.
ويؤكد الوادعي أن أبناء صعدة حاولوا الإستقرار في الحقل والزراعة لكن زعماء الحروب المقدسة يجرونهم من الحقل إلى الجبل.
ويتابع، أنه في الحروب الست العبثية تراجعت المساحات الخضراء المزروعة بالفواكه والخضروات وتوسعت المساحات الخضراء المزروعة بقبور القتلى الحوثيين التي سموها (رياض الشهداء) لتصبح المعلم الأبرز في كل مديريات صعدة وصولًا إلى حرف سفيان على أطراف عمران.
ويرى المفكر اليمني حسين الوادعي، أن صعدة ضحية شراء صمت “حكومة المنفى” اليمنية.
ويشير في مقالته “صعدة تاريخ صراع طويل بين الجبل والمزرعة والقبر” إلى أن صعدة تاريخ شوق طويل للإنضمام إلى الدولة، لكن الدولة لم تضع صعدة بعد على خارطتها.
ويلفت إلى أن النخبة السياسية لازالت تطالب الحوثيين بالانسحاب إلى صعدة وكأن صعدة جغرافيا أخرى خارج الوطن.
ويختتم الوادعي قائلا، إنه بعد ثورة 1962 وطرد الملكية كانت صعدة أول مدينة تسقط من يد الثوار، وبعد ذلك رحل الملكيون إلى الأبد لكن الجمهوريين نسيوا أن يعيدوا صعدة إلى الوطن