كريتر نت .. حوار/ نور علي صمد
تصوير/ نائله صالح
تعد الصحة جزءا اساسيا ومهما لاي مجتمع من المجتمعات المتقدمة والمتخلفة على حد سواء ويقاس تطورها ونمائها من خلال الاهتمام برعاياها وتوفير الخدمات الصحية المتكاملة لهم .
بلادنا واحده من هذه المجتمعات التي تولي الجانب الصحي جل اهتمامها وبحسب امكانياتها المتاحة لاسيما الامور المتعلقة بالصحة الانجابية ومرادفاتها .
للاطلاع عن كثب حول ذلك.
كان لنا هذه الحوار مع مدير عام الصحة الانجابية في ديوان عام وزارة الصحة العامة والسكان الدكتورة حميده زيد
** ماهو رايك بظاهرة الزواج المبكر؟
* بصراحه اني كدكتورة اخصائية نساء وولادة اعتبر ظاهرة الزواج المبكر للفتاه من العادات الغير جيده بشكل عام لانه يحصل فيها حمل والحمل في الرحم لا يكون في نضجة بالشكل المطلوب وبالتالي يحدث مضاعفات كثيره لهذه الفتاة ويمكن يحصل لها نزيف او انفجار في الرحم لان سعة الرحم لم تستوعب حجم الجنين داخله .فنحن نحذر دوما من هذه الظاهرة لانها تشكل خطورة على حياه الفتاة وكذا على الرجل اذا كان مقارب لها في السن من حيث عدم مقدرته على تحمل مسؤولية الاطفال وتربيتهم بالطريقة المطلوبة خصوصا في هذا الزمان… كما ان الزواج المبكر صار شائع في بلادنا وحتى في بعض الدول العربية خاصة في ظل الاوضاع المعيشية التي تعيشها هذه البلدان من فقر وعوز ويعيشون في ظروف مادية صعبة مما يضطر الاهالي الاباء والامهات الى الموافقة على زواج بناتهم للتخفيف من عب المسؤولية وتحسين ظروفهم المعيشية غير مدركين بخطورة الزواج المبكر وتداعياته على المستوى الصحي والنفسي .
** هل للوزارة دور في نشر التوعية؟
* نعم كوزارة نعمل على نشر التوعية من خلال وسائل الاعلام المختلفة والنزول الميداني الى المدراس والكليات والمرافق المختلفة حتى نحد من هذه الظاهره من خلال ارشادهم وتوعيتهم بالمخاطر الشديده التي تقع فيها الفتاة في هذه السن نتيجة زواجها المبكر ..كما ننظم بين الحين والاخر وبالشراكة مع بعض المنظمات حلقات تثقيفية وتوعوية وندوات وورش نتطرق فيها الى خطورة الزواج المبكر ومضاعفاته .
** ما هي المنظمات ؟
المنظمات كثيره الان ولكن البعض منها صار احسن من اول ونحن كوزارة بالذات القسم الثقافي مهتمين بهذا الموضوع ..ففي قادم الايام باذن الله تعالى لدينا مشروع قادم مع احدى المنظمات يتمثل بالقيام بعملية تثقيف شاملة في اوساط المجتمع ويتعلق بالزواج المبكر واخطاره واهمية الرضاعة الطبيعية والحمل ومضاعفاته والطرق الواجب اتخاذها عند حدوث نزيف لاقدر الله في الرحم وغيرها من الامور الهامة التي تخص المراة ..كما لدينا عمل مشترك اخر ايضا مع منظمة اخرى يتعلق بالتوعية بموانع الحمل وكيفية استخدامها وختان الاناث والزواج وعن صحة الام والوفيات التي تحدث لبعض الامهات اثناء الوضع وهي الامور المتعلقة بالصحة الانجابية.وكل هذه المشاريع تمولها منظمة الصحه العالمية وهذه المشاريع تدرس اولا من قبلنا ثم ترفع للوزارة وبعد موافقة قيادة الوزاره عليها يتم تنفيذها بالتنسيق مع هذه المنظمات
** ماهو السن الافضل للانجاب ؟
*في مجتمعنا يعتقدون ان سن الانجاب من 18 عاما ومافوق ولكن نحن كاخصائيات نرى بان سن الانجاب الافضل يبدأ من 24 عام حيت تكون الفتاة هنا قد اكتمل عندها النضوج الكافي في الاعضاء التناسلية وكذا النضوج الفكري والثقافي حتى تكون قادرة على تحمل عب الحمل والحياة و تربية الاطفال على السلوك الحميده والاخلاق العالية.. فهذا الموضوع يجب على الكل ان يشارك فيه المدارس الكليات المثقفين والشباب وجمعيات منظمات المجتمع المدني لان هذا الموضوع مهم جدا جدا ..كون بعض الفئات مجتمعنا ليس لديها الواعي الكافي فيما يتعلق بهده الامور خاصة في الارياف والتي تكثر فيها ظاهرة الزواج المبكر .
** ماهي الالية التي يجب اتخذها للتشخيص قبل الزواج تجنبا لحدوث التشوهات الخلقيه ؟
* هو الفحص المبكر قبل الزواج لكلا الجنسين تجنبا لحدوث مشاكل تتعلق بالجانب الصحي والجسدي لاسيما اذا كان الزوجين من الاهل حيث نلاحظ تجاهل الكثير من الناس لهذه الفحوصات مما يؤدي الى اصابة اطفالهم بتشوهات خلقية يصعب علاجها في وقتها.فالعلماء حتى الان لم يجدوا علاجا فعالا لكل هذه التشوهات فهذه الفحوصات معمول بها في كل دول العالم .لذا على كل شخص ان يجري هذه الفحوصات قبل الزواج تجنبا لهذه الاشكاليات وان تكون هناك توعية مستمره بخصوص هذا الموضوع في كل وسائل الاعلام لان الكثر لايهتم بهذه الاجراءات المهمه
**ما الكلمة التي تريدي توجيهها للمرأة كونك دكتورة اخصائية نساء وولادة ؟
* كلمتي تتلخص في عدة نقاط :
* ان تكون ذات تكوين صحي وجسدي وان تمتلك نضوج فكري وعقلي حتى تستطيع تحمل مسؤولية الزواج وتربي اولادها بطريقة سليمة وصحية .
* ان تجري الفحوصات اللازمه قبل الزواج للكشف المبكر عن اي امراض قد تحملها دون علمها مثل سرطان الثدي وسرطانات الرحم وعمق الرحم والمبيض حتى تعالجها مبكرا قبل استفحالها ويصعب علاجها عندئذ .
* ان تهتم بالناحية الغذائية قبل زواجها لان الغذاء عنصر مهم بالنسبه لها حتى لاتصاب بفقر الدم او حدوث نزيف حاد اثناء حملها.
* ان تهتم بالنظافة الشخصية والصحية حتى تتجنب الامراض الناجمة عن البكتيريا والفطريات والفيروسات والتي تنتقل نتيجة تلوث الجو او التعايش مع اناس مصابين دون علمها
** ما المطلوب من المجتمع من وجهة نظرك ؟
* نشر الوعي الثقافي في المدارس وفي الكليات والمؤسسات والمرافق عبر نزول المنظمات والجمعيات المختصة للتوعية بهذه الامور المتعلقة بالصحة الانجابية وكذا عبر ائمة المساجد وخطباها وعقال الحارات من خلال عقد الاجتماعات الدورية للاهالي والمعلمين والمثقفين وغيرهم من فئات المجتمع حتى تعم الفائده الجميع ويكون مجتمعنا مجتمع سليم خال من الامراض المنقولة جنسيا ووبائيا
** كيف تقيميين دور منظمات المجتمع المدني ؟
* بالطبع في منظمات محلية تقوم بدورها على اكمل الوجه ولكن اتمنى الا تتجه هذه المنظمات الى عمل واحد متشابه وان توحد جهودها وتقسم اعمالها الى عدة اعمال كل منظمة تهتم بجانب معين من خططها وبرامجها حتى يكون عملها مثمرا وناجحا .واحده تهتم بالجانب الاغاثي والصحي واخرى بجانب الطفل من الناحية الصحية والتعليمية كون التعليم والصحة مردافان لبعض و متلازمين دوما .
ومنظمة تهتم بالاسر الفقيره والايتام والمتسولين والعمل على ايجاد فرص عمل تدير لهم دخل شهري مثل معامل الخياطة و الصناعات الحرفية والاشغال اليدوية تساعدهم على مواجهة الصعاب والظروف المعيشية الناجمة عن ارتفاع الاسعار والوضع الاقتصادي الصعب .والعمل على ايجاد تنمية مستدامة في كل جوانب الحياه الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية ..
** كلمة اخيره دكتوره في ختام حوارنا :
* اتمنى ان يطبق نظام الحوكمه في بلادنا والذي يهدف الى ايجاد العدالة و المساواة والشفافية والتنمية وعدم التهميش لاي شخص كان وبناء القدرات والمهارات لكل افراد المجتمع .
* وضع الشخص المؤهل المناسب في المكان الذي يستحقه ويستطيع من خلاله الابداع والابتكار والعطاء بدون حدود .
*ان يطبق القانون على الكل من اكبر منصب الى ادنى درجة .
*محاربة الفساد بكل اشكاله وان تفعل القوانين الخاصة بذلك حتى يكون مجتمعنا خال من هذه الظاهرة .
* على الحكومة والسلطات المحلية في المحافظات ان تحدد اولويات المشاريع والخدمات والبرامج المراد تنفيذها من قبل المنظمات الدولية التي معظمها تنفذ مشاريع وانشطة لانحتاجها .
* اقدم شكري لكل من دعمني وساندني في كل الاوقات دون استثناء .
فعدن مدينتنا الجميلة التي سبقت كثير من المدن العربية بثقافتها وحضارتها وتاريخها وعرقها تستحق منا كل الحب والتضحية والعطاء. وستظل دوما وابدا بمشئية الله تعالى مدينة للتعايش السلمي والسلام والامان والامن رغم كيد الحاقدين