جلال عمر
عبر سياسيون وكتاب وناشطون جنوبيون عن رفضهم لتصريحات أدلى بها سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل الجابر، لوح فيها الى خيارات عسكرية في الجنوب لفرض مشروع دولة الأقاليم الستة التي يرفضها الجنوبيون. واعتبر السياسيون في تصريحات – رصدها محرر اليوم الثامن – “ان تصريحات السفير السعودي حول انتقال القاعدة وداعش من سوريا الى اليمن، يحمل ادانة واضحة من السفير لبلاده التي تقود تحالف إسلاميا لمحاربة التنظيمات الإرهابية”.
وقال السياسي الجنوبي والقيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي احمد عمر بن فريد ” ان السفير السعودي ” ال جابر ” استفز مشاعر الجنوبيين بتصريحات ومواقف تخدم للحوثيين والاخوان.
واضاف بن فريد في تغريدة على موقع تويتر تعليقاً على حديث ال جابر مع شبكة الانباء الإنسانية “إيرين” لا اعلم ماهي الحكمة في استفزاز السفير ال جابر لمشاعر الجنوبيين ؟ وهل يعلم سعادة السفير أن “قضية الجنوب” هي قضية وطن محتل قدمنا فداه آلاف الشهداء وأننا لن نتنازل عن ذرة واحدة منه تحت اي ظرف كان .
وأكد بن فريد مخاطبا الجنوبيين “ان قضايا الأوطان لا تخضع للمساومة او التهديد وهل يعلم أنه بما يقول يخدم الإخوان والحوثي”.
من جهته، وضع السياسي الجنوبي الدكتور علي الزامكي استفسارات على طاولة مكتب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول الدبلوماسية السعودية التي يديرها السفير السعودي في اليمن، والتي قد تكرر نفس أخطأ الاستخبارات السعودية في احداث القنصلية السعودية بتركيا.
وقال “سياسة الشرعية اليمنية في المناطق المحررة حولت الجنوب الى مقبرة للأحياء وهذه المقبرة مفتوحه على مصراعيها وربما تتمدد لتتجاوز حدودها الجغرافية التي حدد سقفها السفير السعودي في اخر لقاء له مع احد الصحف الاجنبية لتصل الى خارج الحدود الجنوبية، فهل يستوعبها سعادة السفير السعودي في اليمن ويتجنب اخطأ اسلافه بالاستخبارات السعودية بقنصلية المملكة في تركيا؟”.
وقال “إن غياب التحليل والتقييم جعل الشرعية تترنح بين الطلوع و النزول وفشلها في المناطق المحررة و توسيع رقعة انتشار الارهاب في المناطق التي تدعي انها تحت سيطرتها جعلت العالم يقتنع ان الارهاب لا ينتشر الا حيث تواجدها وهذه المعطيات جعلت الحوثي بعيون العالم اكثر قبولاً من الشرعية وكمان هذه المزايا رفعت منسوب الحوثي لدى المجتمع الدولي”.
وقال الكاتب شهاب الحامد “إن ماصرح به السفير السعودي آل جابر في مقابلته مع شبكة الأنباء الإنسانية “إيرين” حول الجنوب لاينبغي له ان يمر دون اعتراض لانه ليس كلاما فائضا عن الحاجة ولاهو تصريح للمناورة السياسية او حمّال اوجه يقبل التأويل اوالتوظيف السياسي باختلاف القراءات”.
وخاطب الحامد آل الجابر قائلا “سعادة السفير قال كلاما مباشرا وصريحا يفهم منه ان الرجل غير معني بمظلومية شعب الجنوب او حتى بردّة الفعل الجنوبية المحتملة تجاه سياسات المملكة التي يبدو انها تنظر الى الجنوب بعيون إخوانية كما يتبدّى ذلك من تصريحات السفير الذي بدأ واثقا من قدراته على تسليم المحافظات الجنوبية الواحدة تلو الاخرى للشرعية كما حدث “وسلّمهم “المهرة وحضرموت وشبوة من قبل ، وقوله ما يشاء عن متفرقات الحل في اليمن ومستقبل الجنوب في الوقت الذي يقر فيه بضغوطات اوروبية وامريكية للتوقف دون إجتياح الحديدة أي بمعنى ان الحل هناك ليس سعوديا كما يدعي صناعته في الجنوب”.
وعن حديثه حول انتقال القاعدة وداعش من سوريا الى اليمن، أكد شهاب الحامد ان ذلك “إدانة صريحة من آل الجابر للتحالف عموما والسعودية خصوصا لأنها من تدير الأزمة وتعنى بالسيطرة على كل المنافذ والمعابر والاجواء بتسهيل مرورهم او السكوت عنهم، ولذلك اعتقد ان التهديد بالإرهاب لا يعدو كونه تحديث للحالة السعودية الخاملة في الجنوب منذ 4 سنوات ومثلها الحديث المكرر عن عقد مجلس النواب جلساته في عدن فهي تشبه عملية النكز لتحفيز الذاكرة الجنوبية لفهم رسائل السفير الغير حصيفة بالمرة ولا مقبولة باي حال”.
المصدر : اليوم الثامن