كريتر نت – متابعات
على مدى ستة أعوام ووالدة عبدالرحمن صبري تطرق أبواب السلطات العسكرية والمحلية، والقضائية والأمنية؛ للبحث عن ابنها المخفي قسراً في سجون الإصلاح السرية بمدينة تعز، دون استجابة أو رد نهائي من أحد عن مصير عبدالرحمن، سوى صدى نياحها وألم لا حدود له يعتصر قلبها.
تقول مها الحكيمي “أم عبدالرحمن صبري محمد يحيى حراب”، لنيوزيمن: “اختطفت عصابة مسلحة تابعة لمحور تعز ابني في تاريخ 20 أكتوبر 2017
مع أحداث الاشتباكات بين أبو العباس ومحور تعز عام 2017 حول بريد المظفر.. كان عبدالرحمن وبقية شباب حي المظفر في الحي، ومع اشتداد المعارك هرب عبدالرحمن وبقية شباب الحارة إلى فندق الشريف وسط مدينة تعز، فأقدمت عصابة مسلحة على اعتقالهم واحتجازهم في هنجر محطة كهرباء عصيفرة الخاضع لسيطرة اللواء 22 ميكا. بعد ثلاثة أيام استلمهم الفندم بكر صادق سرحان وتكفل بحمايتهم، كونهم ليس لهم علاقة بكتائب أبو العباس أو أي فصيل مسلح”.
كل التوجيهات على ورق
تنقلت أم عبدالرحمن بين السلطة المحلية والعسكرية والأمنية والقضائية، لكنها عادت فارغة اليدين. تم إطلاق سراح 11 من المختطفين الذين تم احتجازهم مع ابنها ورفضوا إطلاق سراح ابنها ورفيقه أمجد عبده سعيد.. لا تعرف مصيره ولم يسمح لها بزيارته ولو لمرة واحدة. كل ما قيل لها “إن ابنك قد قُتل”. فطالبت بجثته، لكنهم يكررون الرفض “قالوا ابنك قتل، فطالبت بجثته أو إفادة رسمية بمقتله ومعرفة سبب إعدامه”.
كلما طالبت بابنها من محور تعز واللواء 22 ميكا يقال لها تم تسليمه إلى جهاز الأمن القومي الذي اختفى فيه حتى اللحظة. تضيف مها أم عبدالرحمن “حتى إسرائيل تسمح بزيارة المختطفين وتحدد مصير المخفيين. وحتى الحوثي يسمح (في بعض الأحيان) بزيارة الأسرى ويسلم جثث من قتل في سجونه”.
لكن سلطة تعز العسكرية أسوأ بكثير من مافيا، ولا تختلف كثيراً عن مليشيا الحوثي وتتميز عنهم بالسجون السرية.
طالبت والدة عبدالرحمن مراراً وتكراراً محاكمته وتقديمه للعدالة إن كان مذنباً، لكن لا يوجد لذلك طريق في محاكم التفتيش والفاشية.
معاناة أم وأب ومخفي
تقول مها: قابلت قبل سنوات عدداً من الشباب الذين أفرج عنهم وكانوا مع ابني عبدالرحمن، فقالوا لا يوجد أسوأ من السجون السرية، تعذيب، حرمان من النوم والأكل لأيام ولا مدافع عنهم أو ناطق باسمهم، حتى رابطة أمهات المختطفين تأسست لتغطي على جرائم السجون السرية في تعز والتى يشرف عليها الإصلاح العسكري.
أصيبت والدة عبدالرحمن بجلطة وتعافت ويتعاقب عليها الألم والتعب والعصب السابع واكتئاب لا علاج له سوى معرفة مصير ابنها.
ستة أعوام من الغياب والإخفاء القسري كافية لتعكس مدى الظلام والظلم السائد في قطاع المدينة الخاضع لسيطرة محور تعز.
“لا شيء يربطني في تعز سوى متابعة مصير ابني، ولو أفرج عنه أو عرفت مصيره لن أبقى فيها يوماً واحداً”.
إضافة للاستنزاف الجسدي والروحي تم استغلال أم عبدالرحمن مالياً وصلت المبالغ التي دفعتها ما يتجاوز ستة ملايين ريال مقابل معرفة مصير ابنها أو لقاء احتياجاته ومقابل الإفراج عنه. “أي ذنب ارتكبه ليخفى كل هذه الفترة”.
مناشدة
بالدموع، تناشد أم عبدالرحمن حراب، قيادة المجلس الرئاسي، والنائب العام، ورئيس القضاء الأعلى، والمنظمات الحقوقية والحقوقيين وكل من له صوت، أن ينظر إلى قضية ابنها وقضية المخفيين قسراً في تعز.. هذا الملف الذي ما يزال مهمشاً بشكل مقصود من قبل قيادة تعز السياسية والعسكرية.