كريتر نت – متابعات
قدّم المرشحون البارزون للمنافسة على الكأس العالم في قطر 2022 نهاية العام الجاري مستويات متفاوتة قبل شهرين من انطلاق الحدث العالمي. وفي حين تُراكم فرنسا حاملة اللقب الإصابات والمخاوف فإن البرازيل، المرشحة الدائمة للفوز باللقب، تبدو في أفضل أيامها.
وإذا كان هناك مرشح بارز للفوز باللقب، فقد تكون البرازيل التي فازت في آخر سبع مباريات وسجلت خلالها 26 هدفا واستقبلت شباكها هدفين فقط.
يعيش نجمها نيمار أفضل أيام مسيرته مع باريس سان جرمان الفرنسي والسيليساو، ويقدم إلى جانب زملائه في منتخب السامبا عروضا رائعة تذكر بأجيال ذهبية سابقة مع وفرة اللاعبين الموهوبين في الخط الأمامي ما قد يشكل صداعا للمدرب تيتي.
وقال القائد تياغو سيلفا بعد الفوز 5 – 1 على تونس، لتبقى البرازيل من دون خسارة للمباراة الـ15 تواليا وتحديدا منذ خسارتها نهائي كوبا أميركا ضد الأرحنتين العام الماضي، “نحن على الطريق الصحيح”.
وفي سياق آخر قال البرازيلي ريتشارليسون مهاجم فريق توتنهام الإنجليزي إنه يعتقد أن الإساءات العنصرية ستتواصل “في كل يوم وكل مكان” إذا لم يجر فرض عقوبات.
منتخب التانغو يصل إلى قطر في “فورمة” رائعة بعد سلسلة من 35 مباراة من دون هزيمة وعينه على تحطيم الرقم القياسي
وألقيت موزة باتجاه ريتشارليسون، لاعب إيفرتون الإنجليزي السابق، في الدقيقة 19 من مباراة تونس لدى انطلاقه نحو الراية للاحتفال بتسجيل الهدف الثاني للمنتخب البرازيلي.
وقال ريتشارليسون عبر موقع شبكة التواصل الاجتماعي تويتر في تغريدة كتبها باللغة البرتغالية، إنه طالما استمر الحديث دون عقوبات، فإن الحال سيستمر كما هو، وستتواصل الإساءات العنصرية كل يوم وفي كل مكان.
وتلقى ريتشارليسون العديد من رسائل الدعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها رسائل من نادييه السابقين، أميركا مينيرو وفلومينينزي.
وقبل المباراة، كان المنتخب البرازيلي المتوج بلقب كأس العالم خمس مرات، قد التقط صورا مع لافتة مناهضة للعنصرية تحمل كلمات “دون لاعبينا ذوي البشرة السمراء، ما كانت قمصاننا لتحمل نجوما”. وبعدها، أصدر الاتحاد البرازيلي بيانا عبر تويتر أدان فيه الإساءة لريتشارليسون وطالب بعقوبات صارمة.
وذكر الاتحاد “للأسف، بعد الهدف، ألقيت موزة على أرضية الملعب باتجاه ريتشارليسون، الذي سجل الهدف الثاني للبرازيل.. الاتحاد البرازيلي يؤكد موقفه في مكافحة العنصرية ونبذ كل أشكال التعصب”. وأضاف “سواء في الملعب أو خارجه، لا يمكن التسامح مع مثل هذه المواقف”. وقال إيدنالدو رودريغيز رئيس الاتحاد البرازيلي “في هذه المرة، شاهدت ذلك بعيني. الأمر صدمنا. يجب أن نتذكر دائما أننا جميعا سواسية، بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين”.
من جهته، يصل منتخب التانغو إلى قطر في “فورمة” رائعة بعد سلسلة من 35 مباراة من دون هزيمة وعينه على تحطيم الرقم القياسي الذي تحمله إيطاليا (37).
فرنسا بطلة العالم عام 2018 في روسيا اكتفت بفوز واحد في مبارياتها الست الأخيرة
وكان ألبي سيليستي قد تفوّق على الآتزوري بالذات في مباراة فيناليسيما (3 – 0) بين بطل أوروبا وأميركا الجنوبية في يونيو الفائت. فوق كل شيء، سيسعى القائد والنجم ليونيل ميسي إلى مهمته الأخيرة: الفوز أخيرا بكأس العالم. يؤكد أنريكي “الأرجنتين والبرازيل دائما من بين المرشحين، في أي نهائيات لكأس العالم، نظرا إلى تاريخهما. هما الأفضل الآن”.
في المقابل اكتفت فرنسا بطلة العالم عام 2018 في روسيا بفوز واحد في مبارياتها الست الأخيرة، كان أمام النمسا المتواضعة (2 – 0) وأفلتت من الهبوط إلى المستوى الثاني في دوري الأمم الأوروبية.
لا شك أن المدرب ديدييه ديشامب واجه العديد من الغيابات مثل كريم بنزيمة المرشح الأبرز لحصد الكرة الذهبية هذا العام، القائد الحارس هوغو لوريس أو صانع الألعاب بول بوغبا الذي يترنح بين إصابة في الركبة ومشاكل عائلية خارج المستطيل الأخضر.
لخّص ديشامب “الشيء المهم هو أن نكون قادرين على استعادة كل (عناصر) قوتنا في غضون شهرين”. لم تفلح إنجلترا، وصيفة بطل أوروبا العام الماضي والتي بلغت نصف نهائي مونديال 2018، من جهتها في تفادي الهبوط إلى المستوى الثاني في دوري الأمم بعد ثلاثة تعادلات وثلاث هزائم في مجموعتها التي تذيّلتها خلف إيطاليا والمجر وألمانيا.
قال المدرب غاريث ساوثغيت بعد التعادل مع ألمانيا 3 – 3 في المباراة الأخيرة “كانت فترة غريبة. تمكنت منتخبات قليلة من إيجاد فورمتها ومستواها”.
جيل طموح
يحوم الشكّ أيضا حول ألمانيا، ولكن بدرجة أقل. بعد خسارتها على أرضها أمام المجر (1 – 0) في الجولة ما قبل الأخيرة، خرجت من المنافسة لبلوغ نهائيات دوري الأمم بعد أن أقصيت من الدور ثمن النهائي في كأس أوروبا العام الماضي. ولكن كتيبة المدرب هانزي فليك لديها موارد وجيل شاب طموح يجسّده الجناح جمال موسيالا.
وقعت في المونديال في المجموعة الخامسة إلى جانب إسبانيا بقيادة المدرب لويس أنريكي التي تقدم كرة قدم جميلة على الرغم من الشكوك المتكرّرة حول مركز المهاجم الصريح وحارس المرمى غير الثابت في الأداء أوناي سيمون.
تغلّبت إسبانيا التي بلغت نصف نهائي كأس أوروبا، في الوقت القاتل على مضيفتها البرتغال 1 – 0 الثلاثاء لتبلغ المربع الذهبي لدوري الأمم وتثير الشكوك مجددا في كريستيانو رونالدو وزملائه الذين احتاجوا إلى الملحق لبلوغ نهائيات كأس العالم.
من جهتها، تصل هولندا، الغائبة الأبرز عن مونديال 2018 إلى جانب إيطاليا، بجيل جديد وزخم كبير بعد التأهل إلى المربع الأخير في دوري الأمم الذي سيقام في يونيو 2023. تفوقت “الطواحين” بقيادة المدرب لويس فان غال في مباراتها الأخيرة في دوري الأمم على بلجيكا التي لا تزال تبحث عن لقب دولي أول في حقبة جيلها الذهبي الذي يضم صانع الألعاب الرائع كيفن دي بروين، إدين هازارد، الحارس تيبو كورتوا وغيرهم بعد أن بلغت نصف النهائي في مونديال 2018.
حصان طروادة
الكنديون بقيادة جوناثان ديفيد وألفونسو ديفيس، مستعدون لمفاجأة الخصوم في مشاركتهم الثانية بعد عام 1986
تقترب قطر، بطلة آسيا 2019، من أول مشاركة لها في كأس العالم من دون أي يقين. لم يقدم العنابي مستويات مقنعة في النافذة الدولية الأخيرة، إذ سقط ضد منتخب كرواتيا لما دون 23 عاما (3 – 0) وأمام كندا (2 – 0) قبل أن يتعادل مع تشيلي (2 – 2).
ويبدو الكنديون بقيادة نجميهما جوناثان ديفيد (ليل الفرنسي) وألفونسو ديفيس (بايرن ميونخ الألماني)، مستعدين لمفاجأة الخصوم في مشاركتهم الثانية فقط بعد عام 1986.
أما السعودية التي ستخوض المونديال للمرة السادسة فاكتفت بالتعادل السلبي مع كل من الولايات المتحدة والإكوادور.
من الجانب الأفريقي، استطاعت المباريات التحضيرية الأخيرة طمأنة السنغال بطلة أفريقيا والمغرب، لكن كلا من غانا وتونس سقطتا بنتيجة قاسية أمام البرازيل.