كتب : محمد يحيى
بعد سقوط مليشياتهم في شبوة، تحت تأثير ضربات القوات الجنوبية، هدد حزب الإصلاح -ذراع التنظيم الدولي للإخوان في اليمن- بشن عمليات تستهدف الأمن والسكينة في الجنوب، فجاءت العمليات الإرهابية في شبوة وأبين، وكشفت عن مدى التعاون والتنسيق بين الاخوان والقاعدة، ليتجلى هذا التخابر والتخادم بين التنظيمين الارهابيين، مع معركة تحرير أبين ودحر القاعدة منها، وذلك ما كشفه عامل التزامن والتخطيط للعمليات الإرهابية، ونوعية مناطق الاستهداف.
وعقب أحداث التمرد الإخواني في محافظة شبوة مطلع أغسطس الماضي، أعلن تنظيم القاعدة تأييده المطلق لجماعة الإخوان، وشن التنظيم الإرهابي هجوما على التحالف العربي وخصوصا دولة الإمارات، معتبرا ان “سيطرة قوات المجلس الانتقالي على شبوة مقدمة لسيطرتها على مدن أخرى. وضمها لسلطة المجلس الرئاسي المدعوم من التحالف العربي”، في تطابق مع الخطاب الذي يتبناه الإخوان والحوثي ووسائل الإعلام التابعة لهما.
وتعتمد مليشيات الإخوان والحوثي في اليمن، على تنظيم القاعدة في القيام بأعمال الفوضى وتبني الاعمال الإرهابية والاغتيالات، تجاه كل من يقف أمام مشروعهما المشبوه، القائم على أجندة تخدم مصالح داعميهما الإقليميين.
ولذلك، وعلى اثر الضربات القوية للقوات الجنوبية لأوكار القاعدة في محافظتي شبوة وأبين، فرت قيادات وعناصر التنظيم الإرهابي، إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في محافظة البيضاء المجاورة، حيث وفرت المليشيا هناك منذ سنوات ملاذاً آمنا لعناصر القاعدة، كما سعت للتنسيق مع تلك العناصر، لفتح جبهة جديدة صوب محافظتي شبوة وأبين وتطويق الجنوب.
وبينما وفر الحوثي الملاذ لعناصر القاعدة في البيضاء، فقد هيأ الإخوان المناخ
للتنظيم الإرهابي، لعودة عملياته الإرهابية في أبين وحضرموت، اللتين تنتشر قوات الإخوان في أجزاء منهما، حيث تستهدف هجمات التنظيم الإرهابي القوات الجنوبية، لتتبين أوجه التخادم والتعاون بين الحوثيين والإخوان وتحالفهما مع القاعدة، لاستهداف القادة العسكريين والأمنيين، وزعزعة أمن واستقرار الجنوب، لتعبيد الطريق أمام عودة الإرهاب جنوبا.
وعقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، كان الإخوان يحركون أدواتهم الإرهابية للعبث بالجنوب، بتصدير القاعدة والدفع به إلى الواجهة، بعد تسهيلهم هروب 10 عناصر من التنظيم الإرهابي، من سجن بحضرموت تابع للمنطقة العسكرية الأولى التي تديرها قيادات إخوانية، كرد فعل من الجماعة على الاتفاق السياسي، ورفضها لقرار نقل المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت إلى مناطق التماس مع الحوثي، تأكيدا على العلاقة بين الاخوان والحوثي، وتبادلهما الادوار مع القاعدة.
ويشترك الإخوان والقاعدة في الكثير من الجوانب الفكرية والعقائدية، وتجمعهما مع مليشيا الحوثي ذراع ايران أهداف مشتركة، تتمثل في محاربة أعداء مشتركين يتعارضون مع مصالحهم، وكذلك سعيهم لبسط السيطرة على مناطق استراتيجية توفر دعما لحروبهم ضد أعدائهم.
ويتفق الإخوان والحوثي على أن استعادة تنظيم القاعدة الإرهابي لنشاطه في المحافظات الجنوبية، سيمثل هدفا مشتركا لهما في عرقلة خطوات مجلس القيادة الرئاسي لإنهاء الانقلاب، وعرقلة جهود إحلال السلام في البلاد، وضرب محاولات التسويات السلمية، بإقحام الجنوب في حرب جديدة، بعد تفخيخه بالإرهابيين وجره إلى الفوضى.
المصدر نيوزيمن