كريتر نت – متابعات
أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية إغلاق المحطات الإذاعية باللغات العربية والفارسية والصينية، بالإضافة إلى وقف بعض البرامج التلفزيونية في أفريقيا وآسيا. ووصف مراقبون الخطة بأنها “ضربة حقيقية لأقدم إذاعة في العالم في فجر مئويتها”.
وذكر بيان صحافي أن هذه الخطة لهيئة الإذاعة البريطانية ستؤدي إلى إلغاء 382 وظيفة في خدمتها الدولية، وأن الهدف من الإجراءات التي تم الإعلان عنها يوم الخميس هو تحقيق وفورات قدرها 28.5 مليون جنيه إسترليني (حوالي 31 مليون يورو) سنويًا، وهذا المشروع جزء من خطة التسريع الرقمي التي تم الإعلان عنها في مايو، مما أدى إلى إلغاء 1000 وظيفة (من بين 22000).
وتؤكد هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” أنه لن يتم إغلاق أي من خدمات اللغات الأجنبية البالغ عددها 41 بالكامل، لكن ما يقرب من نصفها سيكون متاحًا عبر الإنترنت فقط. وتذكر الهيئة أن “تغيير العادات العامة في جميع أنحاء العالم، مع وصول المزيد من الأشخاص إلى المعلومات رقميًا، يصاحبه مناخ مالي صعب”.
وقالت ليليان لاندور مديرة الخدمة العالمية في “بي.بي.سي” إن هناك “حجة مقنعة” لتوسيع الخدمات الرقمية، حيث زاد عدد الجماهير بأكثر من الضعف منذ عام 2018. وأضافت “إن الطريقة التي يصل بها الجمهور إلى الأخبار والمحتوى آخذة في التغير، كما أن التحدي المتمثل في الوصول إلى الناس وإشراكهم في جميع أنحاء العالم بجودة وصحافة موثوقة آخذ في الازدياد”.
ومع اقتراب الذكرى المئوية لتأسيسها الشهر المقبل تتعرض هيئة الإذاعة البريطانية بالفعل لضغوط مالية كبيرة. وسبق أن جمدت الحكومة البريطانية الرسوم السنوية البالغة 159 جنيها إسترلينيا. وقالت الحكومة البريطانية إنها ستجمد تمويل “بي.بي.سي” لمدة 4 سنوات، وستناقش ما إذا كان ينبغي استمرار رسوم الترخيص التي تفرضها الدولة على المواطنين للاستفادة من الخدمات الإعلامية للهيئة البريطانية.
وقالت وزيرة الثقافة السابقة نادين دوريس إن هناك تساؤلات جادة ينبغي طرحها حول مستقبل رسوم الترخيص في عام 2027 وما بعده، في وقت يمكن فيه للعامة الاشتراك في منصات كثيرة مثل نتفليكس وأمازون برايم. وأضافت دوريس أنها ترى وجوب بقاء هيئة الإذاعة البريطانية، لكنها تحتاج إلى أن تكون قادرة على مواجهة المنافسين.
وتتعرض “بي.بي.سي” لضغط إبداعي هائل من جانب عمالقة البث مثل أبل وأمازون. ويعتمد مستقبلها على قدرتها على إقناع جيل الشباب بدفع رسوم من أجل الحصول على خدماتها.
وتصل خدمة “بي.بي.سي” العالمية إلى جمهور يقدر بنحو 365 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل أسبوع وتعد برامجها ذات أهمية خاصة في البلدان التي يتم فيها تقييد حرية الصحافة.
وواجهت هيئة الإذاعة البريطانية منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 اتهامات بالتحيز السياسي.
وفي أغسطس الماضي أعلنت “بي.بي.سي” أنها ستدمج شبكتي “بي.بي.سي نيوز” و”بي.بي.سي وورلد نيوز” في خدمة إخبارية واحدة تقدم على مدار 24 ساعة اعتبارا من أبريل عام 2023 في محاولة لخفض النفقات. ويأتي ذلك في إطار سلسلة من إجراءات توفير الأموال التي تنفذها الإذاعة بعد أن أعلنت وزيرة الثقافة نادين دوريس أنه سيتم تجميد رسوم الترخيص للعامين المقبلين.
وفي ردة فعل سريعة على هذا القرار، هدد موظفو “بي.بي.سي” بالإضراب بسبب إعلان اندماج الشبكتين الإخباريتين معللين ذلك بأنه سيتسبب في إلغاء 70 وظيفة بالمملكة المتحدة.
كما أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية مايو الماضي نقل قناتها للأطفال “سي.بي.بي.سي” وقناتها التي تركز على الثقافة “بي.بي.سي 4” للبث عبر الإنترنت ودمج محطات أخبار دولية ووطنية في تغييرات أعلنت عنها ستوفر الملايين من الجنيهات الإسترلينية وستجعل “البث الرقمي أولا” شعارا للهيئة.