حسن خليل
صحفي مصري
تواصل ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، إنشاء هيئات ومؤسسات؛ لتحقيق أهدافها في فرض أفكارها الطائفية من جهة، ومن جهة أخرى لإيجاد مبررات لممارسة الجباية المالية من الشعب اليمني في مختلف المجالات، وآخرها حفلات التخرج التي يقيمها طلاب الجامعات اليمنية.
كشفت مصادر طلابية في جامعة صنعاء لموقع (NewsYemen) الناطق بالإنجليزية، أنّ ميليشيا الحوثي أنشأت ما أسمته نادي خريجي الجامعة، وكلّفته بمهمة المتابعة والإشراف والرقابة على جميع حفلات التخرج التي تنظمها الجامعات الحكومية اليمنية، أو الجامعات الخاصة، وتمّ منح هذا الكيان غير القانوني صلاحيات متعددة، منها منح الإذن والموافقة على إقامة حفلات التخرج، أو حظرها إذا لم يكن هناك ترخيص أو إذن مسبق من هذا الكيان الحوثي الجديد.
نادي الخريجين وسيلة طائفية للجباية
بحسب التقارير المحلية، أصدرت ميليشيا الحوثي توجيهات لجميع استوديوهات ومراكز التصوير الخاصة بتنظيم الفعاليات والحفلات، قضت بعدم الموافقة على المشاركة في تصوير أيّ حفلات تخرج، أو التنسيق والترتيب المتعلق باستقدام فرق موسيقية وغنائية لإحياء حفلات التخرج لطلبة الجامعة، إلّا بعد الحصول على إذن مسبق من نادي الخريجين، مشيرة إلى أنّ التعليمات تضمّنت تحذيراً من اتخاذ إجراءات ضد أيّ مركز أو استوديو مخالف.
وأكدت المصادر أنّ الميليشيات تهدف من خلال هذه الإجراءات، إلى تحقيق عدة أهداف منها: إيجاد مبررات لممارسة الجباية المالية، من أصحاب مراكز تنظيم الحفلات واستوديوهات التصوير. بالإضافة إلى إنشاء مراكز خاصّة لتنظيم الحفلات الموسيقية التابعة لقادتها، وإجبار الخريجين على التعاقد معهم لتنسيق وتنظيم احتفالاتهم، إضافة إلى هدف طائفي، وهو محاولة منع مشاركة الفرق الغنائية والموسيقية أو الفنانين من إحياء هذه الحفلات؛ بحجة تحريم الغناء والموسيقى، وبالتالي إيجاد فرصة لفرض أفكار طائفية تتوافق مع البعد الطائفي والسياسي للميليشيات.
قال أحد أصحاب معامل التصوير بصنعاء لموقع (NewsYemen) إنّ ميليشيات الحوثي لم تكتف بالرسوم والإتاوات غير القانونية، التي تفرضها على أصحاب استوديوهات التصوير والمختبرات، بل فرضوا قيوداً جديدة على مصادر الرزق، بمنعهم من المشاركة في تنظيم وتصوير أيّ احتفالات للخريجين؛ إلا بموافقة ما يسمى بنادي الخريجين، الذي لا يعلم أحد ما هو، أو ما هي شرعيته. وتابع: “رغم اعتراضاتنا في البداية، ثم محاولاتنا للتوصل إلى تفاهم مع قادة ميليشيات الحوثي بشأن هذه الإجراءات، إلّا أنهم رفضوا أيّ تفاهم، وأصروا على تنفيذ إجراءاتهم، وهددونا بإغلاق متاجرنا إذا لم نلتزم بضرائبهم وإجراءاتهم التعسفية”.
وختم بالقول: “أنا أعمل في مجال التصوير منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً، ولم أشهد قط ظلماً وسوء معاملة وانتهاكات بحقنا مثلما أراه الآن. المحل مفتوح ولا يستطيع العمل فيه، إلّا إذا شاركته ميليشيا الحوثي في رزقه ودخله”.
استغلال النساء فصل جديد من الانتهاكات الحوثية
بدأ الحوثيون مؤخراً في تجنيد النساء والفتيات بشكل إجباري؛ للقتال داخل المدن اليمنية، ما يعكس استغلالاً للظروف الاقتصادية المتدهورة للأسر المستهدفة، كما أنّه يشكل انتهاكاً واضحاً لحقوق المرأة اليمنية؛ لما فيه من إجبار وإرغام بالقوة.
في كانون الثاني (يناير) 2017، قدّم الحوثيون عرضاً عسكرياً نسائياً بالكامل، شاركت فيه عشرات النساء اللواتي يحملن الرشاشات وقاذفات القنابل الصاروخية، وهو الاستعراض الذي نظمته الجمعية النسائية في مديرية السبعين، في نادي العروبة بالعاصمة صنعاء.
ويتبع الحوثيون في تجنيد المقاتلات أساليب الإرغام، عن طريق خطف الفتيات الصغيرات، وإلحاقهن بمعسكرات التدريب بالقوة، وتقول مصادر محلية إنّه تمّ تجنيد مجموعة من الطالبات في محافظة حجة مؤخراً بالقوة، وتدريبهن على استخدام السلاح بضواحي صنعاء. كما تغري ميليشيات الحوثي عائلات الفتيات الصغيرات بالمال، مستغلة الفقر المتفشي في اليمن، وتقوم أيضاً بتجنيد السجينات في سجن الأمل، بعد إخضاعهن لتدريبات مكثفة.
أقام الحوثيون معسكرات تدريب للمجندات، على أراض مخصصة للفرقة الأولى مدرعة، ويقع أكبر معسكر تدريبي من هذا القبيل، في محافظة ذمار في وسط غرب اليمن، كما تستخدم ميليشيا الحوثي المساجد لتدريب مجندات تمّ اختيارهن بعناية، وأحد هذه المعسكرات موجود في مسجد بمعسكر جامعة الإيمان في صنعاء. وكانت مدرسة الثورة في مديرية أزال في صنعاء، حتى وقت قريب، موقعاً لأحد أكبر معسكرات تدريب النساء.
يستخدم الحوثيون نساء إيرانيات ولبنانيات بدعم من ميليشيا حزب الله، ذوات خبرات قتالية، تمّ استقدامهن إلى اليمن في العام 2014؛ لتدريب المجندات على المهارات القتالية، وتلعب إيران دوراً حيوياً في هذا النشاط، من خلال التنسيق مع حزب الله اللبناني، وأشارت مصادر محلية، إلى وجود عدد كبير من الإيرانيات في صنعاء؛ حيث يعقدن اجتماعات، ويقدمن تدريبات أيديولوجية وعسكرية للمجندات الجدد، في مديرية صوان شرقي صنعاء، وكذلك في منازل المشرفات الإيرانيات المسؤولات عن إدارة عمليات التجنيد والتعبئة في العاصمة.
الدكتور سامح مهدي، الباحث في الفكر السياسي، خصّ “حفريات” بتصريحات، قال فيها إنّ عملية تجنيد طالبات المدارس والجامعات في اليمن، تتم في مركز تديره إحدى قريبات عبد الملك بدر الدين الحوثي، القائد الأعلى لميليشيا الحوثي، لافتاً إلى نوع آخر من التجنيد تمارسه الميليشيا الانقلابية، ألا وهو التدريب الثقافي، يتبعه تلقين أيديولوجي متقدم، ثم دورة في طرق التجنيد.
ويشير مهدي بحسب مصادر يمنية، إلى أنّ المجندات من النساء والفتيات يستخدمن في اقتحام المنازل أكثر من استخدامهن للقتال على جبهات مختلفة، ويقوم الحوثيون باستخدام مجندات مدربات؛ لنهب المصوغات الذهبية في العاصمة ومحافظة عمران، كما استخدم الحوثيون المجندات؛ لقمع المظاهرات والاحتجاجات التي نظمتها النساء، بما في ذلك أمهات الأشخاص الذين جرى اختطافهم، وكذلك الاعتداء على أيّ معارضة نسائية، ففي إحدى هذه الحوادث، تعرضت طالبات في كلية الشريعة بجامعة صنعاء، للضرب على أيدي عناصر من مقاتلات الحوثي.
المصدر حفريات