كريتر نت / كتب – وضاح اليمن الحريري
لا يخفى على كل صاحب لب وعقل، ما يجري تجريع المواطنين اليمنيين به ليلا ونهارا، من تمجيد للأشخاص عبر الأبواق والطبول الاعلامية او عبر التكثيف السياسي لهؤلاء الأشخاص، الأفراد، لزرعهم في وعينا الجمعي بهيئة المقدس الذي لا يخطئ، وباسمهم وتحت عبائتهم تتم الآف الأخطاء والخطايا، واجزم بان الطريق الذي تسير فيه البلد، واساسا المناطق المحررة منها ماهو الا بداية سيل سيفيض علينا، بالديكتاتوريات المحلية القزمة، التي تعبأ الناس بالخوف والرهبة من قوة سلطانها وسلطاتها الغاشمة، ومعرفتها ( المزيفة) والخادعة بما لا يعرفونه.
لقد تبينت صناعة الخوف والعبودية من خلال كثير من النفاصيل التي يتم تجريعها للبشر ليلا ونهارا فمن هيجان الاطقم العسكرية المسلحة في الشوارع، الى جنون امراض البارانويا والشيزوفرينيا، التي تمرر ليلا ونهارا في اروقة وسائل التواصل الاجتماعي وساحات الصراع الاعلامية.
واذا كانت جهة ما تمتعض مما يتناولها من اخبار فتعد وتنفذ وعودها بتجويع ابناء الشعب واهانتهم واذلالهم بقصد تركيع ارادتهم واخضاعها، وتعطيل الاسئلة البديهية التي يجب ان يسألوها حول لماذا وكيف ولمن؟ فانها بذلك انما تدفعهم الى خانة المنافسين الذين لا يقلون بطشا وسفها عنها.
لقد ابتلى ربنا هذا الشعب بكومة من المنافقين والكذابين والعلل، تكفي للضحك عليه والتلاعب به لسنوات طويلة قادمة، إذا لم يصحو الضمير الغائب المستتر، المدعو بالمناضل او النخبة او المثقف او الحزب، الان وقد شلت قوة كل هؤلاء المذكورين وقبلوا بدورهم في التنحي عن الدفاع عن مصلحة الجماعة، ستملتئ الساحة بقرود و(قراد) العمل السياسي، الذين سيقلبون توجهات البشر.
فبدلا عن مسآلة المسئول او الجهة، سيتم معاتبة الناس بجهلها وعدم درايتها او قدرتها على فهم المشكلة.
وبدلا عن أن تعلن نتائج تحقيقات الجرائم سنسمع عن جرائم افظع تجعلنا نفضل الصمت، وبدلا عن ان نقول سنقومكم حين تخطئون باقلامنا، سنحكي عن الانجازات والكذبات التاريخية الكبرى التي صارت بهذا المنطق العبثي الذي تدار به البلاد سيدة المواقف المقدسة للاهوت السياسي الذي يرزح على صدورنا بكل ثقلها وأعبائه وزبانيته المخادعون.