فضل مبارك
* إذا ماعملنا احصائية بسيطة لعدد الشهداء والجرحى من ابناء محافظات الجنوب في مواجهة مليشيا الحوثي خلال سنوات الحرب ومقارنتها بعدد من سقطوا بالمقابل من ابناء محافظات الشمال وتحديدا الرافضة للمشروع الحوثي والمحسوبة على طرف الشرعية مثل محافظات تعز واب والحديدة ومارب والجوف والبيضاء ، لوصلنا إلى نتيجة ظالمة مابالكم أن اخضعنا ذلك بنسبته إلى عدد السكان هنا وهناك .
* تحررت محافظات الجنوب من محاولة سطوة جماعة الحوثي في نحو خمسة أشهر باستثناء مناطق محدودة مبعثرة هنا وهناك ،باقل الخسائر في عدد الشهداء والجرحى ، فيما لاتزال الحرب مشتعلة للعام الثامن وكل هذه الفترة لمحاولة تحرير مناطق ومحافظات شمالية أو تحت مسمى ( استعادة العاصمة صنعاء ) التي زائد بها البعض واستغلها سنوات لتحقيق مكاسب شخصية ، حصدت تلك المعارك اضعاف مضاعفة من الأرواح بالمقارنة مع معارك تحرير عدن واخواتها ، وجلهم من ابناء المحافظات الجنوبية ، خذوا جبهات الساحل الغربي وكيف وصلت فيها قوات العمالقة إلى مشارف الحديدة قبل أن تبيع قوات طارق صالح تلك المناطق عندما تسلمتها من قوات العمالقة التي اجبرتها دولتي التحالف بالانسحاب من تلك المناطق وتسليمها لقوات طارق وفق صفقة مع المبعوث الاممي لازالت كثير من فصولها طي السرية ، وكذلك المعارك في جبهات مأرب والضالع .
* ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل أن الشقيقة السعودية عمدت إلى اغراء آلاف الشباب وجندتهم بليل اظلم للدفاع عن حدودها وشكلت منهم كتائب والوية وبمجرد أن يقتل هذا أو ذاك تتخلى عنه وترفع يدها باعتبارها تعاقدت معه بطريقة غير رسمية وبالاجر اليومي ولا حقوق أو راتب له أن قُتل .
فيما نلاحظ أن مستوى الحميٌة صفرا عند سكان تلك المحافظات التي لازال الحوثي باركاً عليها وهم بتعداد الملايين ، ولو أنهم قاموا بفعل مماثل لما قاموا به أثناء ثورة الشباب المغدورة لتنظيم ( مسيرة الحياة ) وساروا كما فعلوا عام 2012 لداسوا على مسلحي الحوثي .
* حاولت أن أجد تبريرا لهذا الأمر الذي اصبح فيه ابناؤنا وقود نار حرب ، لاناقة لهم في اهدافها ولا جمل ، بعد ان استفزني ماورد في حديث مع صديق ضمن نقاش دار بيننا حول هذا الموضوع وقال عيالكم مرتزقة .. نعم بهذه الكلمة .. فهم يلهثون خلف ألف ريال سعودي ويلقون بأنفسهم في التهلكة وليس دفاعا عن قضية أو سعيا لتحقيق هدف .. يستغلهم التحالف .. واضاف قائلا لماذا لايتم هذا الأمر في تعز أو غيرها ، ولماذا يتم انتقاء مناطق القتال ولا يتم تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي من شق وطرف ، ولماذا توقفت يافطة استعادة العاصمة صنعاء.
* وبالمقابل أتساءل ماهي مبررات هذا البرود لدى رجال وشباب محافظات مثل تعز واب والحديدة وغيرها من فرض أنفسهم وتشكيل خلايا مسلحة ولو باضعف الايمان كما فعل شباب عدن ومحافظات ابين والضالع ولحج وشبوة حين كانوا يتبادلون البندقية الواحدة على شكل نوبات ، ولا تقولوا لي ان التحالف لن يدعمهم . فالتحالف لم يدعم شباب عدن إلا في آخر اللحظات وكانت المدينة على مشارف التحرير ، بدلا من تسكع آلاف منهم تحت مبرر نازحين في عدن أو ( متنعمين ) في القاهرة والرياض وانقرة وغيرها.
* تذكرت هذا وأنا انظر كيف أن المعارك تجددت عقب ساعات من انتهاء الهدنة ، في يافع والضالع ، يدافع فيها اولادنا عن مسمى ( الشرعية ) التي يتحملون وزرها وغيرهم يحلبها.
ولاننسى مايدور مؤخرا في اطراف مدينة تعز من اندلاع مواجهات من حين لاخر ، حتى نكون منصفين وبشكل محدود في مأرب ،لكن طول امد هذا عار على ابناء تلك المحافظات الذين لم يقووا على تحقيق أي تقدم بالعكس عادهم يخسروا كثير من المناطق والمواقع لصالح مليشيا الحوثي ، بسبب أنهم قلة بسيطة منهم الذي يسهموا بشرف في هذا الجبهات ، فيما الغالبية نائمين في العسل أو مع الطرف الآخر أو يقومون بالخيانة من الداخل ضد اخوانهم لصالح الحوثيين .
ختاماً :
قد أكون جانبت الصواب في بعض تعابير في منشوري هذا ، لكن عزاي في ذلك الغصة التي اصابتني كحال آلاف مثلي بسبب استمرار الحرب للسنة الثامنة دون نتيجة ، وماوصلت إليه الاوضاع ، وتهرب كثيرون من تحمل مسؤلياتهم وواجباتهم ، والدفاع عن كرامتهم وحقهم ومحاولة الأتكال على الاخرين .