كريتر نت .. / عبدالسلام هائل
تصوير/ زكي اليوسفي
لم يكن انطلاق ثورة 14 اكتوبر المجيدة عام 1963 حدثا عابرا ،او وليد الصدفة، فقد كانت له إرهاصات ومقدمات ،واحداث توالت منذ وطات قدم الاحتلال على جنوب الوطن عام 1839م ،ولكن تفاوتت في حجم تاثيرها على قوى الاحتلال البريطاني لاعظم امبراطورية استعمارية او كما كان يطلق عليها ( الامبرطورية التي لاتغيب عنها الشمس).
ومن هذه الاحداث او الارهاصات الاولية لثورة 14 اكتوبر ..مابدات احداثها في التمرد على المحتلين في نهاية الخمسينيات ،اي مرحلة التحضير والتهيئة للكفاح المسلح في عام 1958م .ساهم في ذلك ازياد الوعي الجماهيري الثوري والقومي العربي بعد انتصار الثورة المصرية بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر .
ونستطيع القول انه منذ 1958 بدات تنظيمات الخلايا السرية والحلقات والمراتب التنظبمية الاخرى ،سواء في العمل التنويري والتوعوي باهمية التهيئة للثورة ضد المستعمر او من خلال العمل المسلح الذي كان ينفذه ابطمال الكفاح المسلح بين فترة واخرى هنا وهناك وسواء من اعضاء جبهة التحرير او الجبهة القومية .
كما اشعل الثوار الاحرار من قيادة الصف الاول المنتديات الثقافية والرياضية ،والنقابات العمالية والجمعيات، وفي داخل المعسكرات ،وكذا في التجمعات العمالية مثل التجمع العمالي بمنطقة حجيف وكذا مصافي عدن ،كما استمر العمل السياسي والتنظيمي في المدارس والنوادي الثقافية كنادي شمسان بالشيخ عثمان وغيره .
ومثل قيام ثورة 26 سبتمبر عام 62 في شمال الوطن ضد الحكم الرجعي الامامي المتخلف ،والذي لقي تاييدا ومباركة من قبل ابناء المحافظات الجنوبية .حافزا كبيرا في التهيئة والاعداد لثورة 14 اكتوبر،ولتمثل المناطق الشمالية محطة او نقطة انطلاق لثوار الجنوب ضد الاحتلال الانجليزي فكان ان احتضنت منطقة الراهدة في يوليو 1963 الاجتماع التاسيسي الاول للجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل كتنظيم للثورة المسلحة،
وجاء انطلاق ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة بعد عام من انطلاق ثورة سبتمبر في الشمال لتتلاحم اهداف الثورتين ضد الحكم الرجعي الامامي المتخلف في شمال الوطن وضد المحتل الغاصب لجزء غال من الوطن ، فامتزجت الدماء اليمنية في الدفاع عن ثورة سبتمبر في الشمال وثورة اكتوبر في الجنوب.
وهذا ماتجسد في ارسال العديد من الفدائين لتلقي التدريب في تعز، وبدا تشكيل الخلايا الفدائية،ومن ضمنهم خلية عبود وعبدالنبي ومدرم وعباس وغيرهم والتي كانت عملية القاء القنبلة في مطار عدن واحدة من العمليات التي هزت ثقة المحتلين وان الشعب لم يعد ذلك المتبوع لسلطات الاحتلال ،فبدأت قوات الاحتلال باعمال التنكيل بالاحرار ومتابعتهم ومطاردتهم والقاء القبض على كل المشتبه بهم والزج بهم في سجون الاحتلال .
لكن كل ذلك كان يزيد من حماس الثوار وشحذ هممهم لتحقيق إرادتهم الحرة في نيل الاستقلال التام والناجز والمتمثل برحيل ٱخر جندي بريطاني من العاصمة عدن بعد اربع سنوات من اعلان الكفاح المسلح وانطلاق ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة عام 1963م .قدم شعبنا خلالها الغالي والنفيس وضحى ابناء الشعب بالدماء والارواح فداء للحرية والكرامة .حتى توج ذلك الكفاح المسلح والنضال الطويل ،بإعلان الاستقلال الوطني في ال30 من نوفمبر عام 1967،عيد الاستقلال الوطني.