كريتر نت – متابعات
بمجرد الإعلان عن فشل الجهود الأممية لتمديد الهدنة في اليمن، عادت لغة الحرب والمعارك إلى واجهة الإعلام بعد توقف لستة أشهر، بالحديث عن اشتعال المواجهات في عدد من الجبهات جراء محاولات هجومية لذراع إيران.
اللافت في الأمر كان كثافة الأخبار القادمة من الجبهات المسيطر عليها من قبل جماعة الإخوان في تعز ومأرب بشكل شبة يومي تتحدث عن التصدي لمحاولات تسلل وهجوم من قبل مليشيات الحوثي على عكس باقي الجبهات.
ويبدو ذلك واضحاً من عدد الأخبار والتصريحات في الصفحة الرسمية لمحور تعز على مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن مواجهات عنيفة بشكل يومي في جبهات مختلفة بالمحافظة، في حين تؤكد مصادر محلية ونشطاء وجود تهويل واضح في هذه الأخبار.
موضحين بأن أغلب ما يتحدث عنه إعلام المحور من معارك عنيفة ومواجهات لا وجود له وأن أغلب الجبهات لا تزال في حالة جمود منذ سنوات، وأن ما يحصل لا يتعدى مجرد مناوشات أو تبادل خفيف لإطلاق النار في بعض الجبهات.
ذات الأمر ينطبق على الوضع في جبهات مأرب، والتي يزعم إعلام الإخوان بأنها شهدت خلال الأيام الماضية مواجهات عنيفة وتبادلا للقصف المدفعي وأن قوات الجيش الوطني تصدت لهجمات شنتها مليشيات الحوثي على جبهات الجيش.
ويسخر نشطاء من أبناء المحافظة من هذه الأنباء، مذكرين بأن مليشيات الحوثي قامت مؤخراً بالاحتفال بذكرى المولد النبوي بإشعال النيران وإطلاق الألعاب النارية من مواقعها في جبل البلق الشرقي المطل على مدينة مأرب وتم رصده وتصويره من قبل سكان المدينة.
لافتين إلى أن قوات الجيش لم ترد على هذه الخطوة الاستفزازية لمشاعر أبناء مأرب والتي تعكس مدى الهدوء الذي تعيشه جبهات مأرب، متسائلين عن جدوى العرض العسكري الذي نظمته سلطات مأرب في ذكرى ثورة 26 سبتمبر في حين أن مليشيات الحوثي لا تزال مطلة على مدينة مأرب.
ويرى مراقبون بأن ما يتم الترويج له من معارك ومواجهات في جبهات الإخوان ليس أكثر من استمرار لنهج الجماعة في إبقاء هذه الجبهات كمصدر تربح وتكسب مادياً وسياسياً بمعارك الكر والفر التي تتقن تنفيذها منذ بداية الحرب، دون حسم.
مذكرين بحجم الاستنزاف الذي تعرض له التحالف وموازنة الدولة منذ عام 2015م باسم هذه الجبهات وما تسلمته الجماعة وقياداتها من مئات مليارات الريالات فضلاً عن حجم الأسلحة والعتاد، وتم تبديدها بمعارك يغلب عليها التهويل الإعلامي دون أثر على الأرض فضلاً عن تساقط أغلبها بيد مليشيات الحوثي دون قتال.
مؤكدين بأن بقاء هذه الحال في جبهات تعز ومأرب يعد أيضاً غطاء يوفر لجماعة الإخوان في استمرارها بنهب إيرادات المحافظتين ورفض توريدها إلى البنك المركزي في عدن بذريعة دعم الجبهات، مما يجعل منها أحد الساعين –إلى جانب الحوثي– لمنع أي محاولة لإنهاء الحرب في اليمن سلماً أو حسماً عسكرياً.