كريتر نت – متابعات
التغيير بالقوة والسلاح من أدبيات الإخوان التي دشنها المؤسس حسن البنا، ويؤمن بها قادة وعناصر التنظيم الإرهابي، غير أنهم عادة ما يختلفون على توقيت اللجوء إليها.
وفي ظل موجة من التصدعات والانشقاقات تعصف بالتنظيم، برز تيار ثالث تحت اسم “التغيير” مناوئا لجبهتي لندن وإسطنبول المتناحرتين عبر إحياء أجندة كانت معطلة “مؤقتا” لدى جبهتي إبراهيم منير ومحمود حسين في ظل نقص بالتمويل وضربات أمنية استباقية.
ومنذ إطاحة المصريين بالرئيس المنتمي للإخوان، محمد مرسي، ظهرت حركات مسلحة بشكل واسع تتبنى العنف، وهي: “لواء الثورة”، و”أجناد مصر”، و”المقاومة الشعبية”، و”العقاب الثوري”، و”كتائب حلوان”، و”ولع”، غير أن غالبيتها توقف عن عملياته تحت وطأة مواجهات أمنية، فيما بقيت “حسم” (حركة سواعد مصر)، تظهر بين الحين والآخر.ماذا يريد التيار الثالث؟
تيار التغيير أو جناح الكماليين أسسه محمد كمال عضو مكتب الإرشاد بالإخوان ومؤسس اللجان النوعية المسلحة عقب فض الأمن المصري اعتصام رابعة، شرق القاهرة، عام 2013، وقُتل مؤسسه في تبادل لإطلاق نار مع الشرطة المصرية في 2016.
يحمل هذا التيار أفكارا راديكالية، أطلق عليها “التغيير الثوري”، أي تغيير الواقع بالقوة المسلحة، مستشهدا بحديث للبنا ونظريات سيد قطب، مؤكدين أن الوسائل التي تحقق هذه الأفكار الحقيقية للإخوان تم الاتفاق عليها في اللحظة التي تلت فض رابعة.
هذه الوسائل المتفق عليها، وفق “الكماليين”، هي فكرة الثأر من القوات المسلحة المصرية، والاستمرار في العمليات الإرهابية لإنهاك الدولة وإسقاطها، لذلك استمر التيار في عملياته الإرهابية حتى عام 2018 تقريبا.
ونتيجة قطع محمود حسين التمويل عن التيار وتساقط العديد من عناصره في قبضة الأمن المصري، فشل الكماليون في تحقيق مخططاتهم، فقرروا الابتعاد والاكتفاء بالإعلان عن أنفسهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
مؤتمر ووثيقة مسربة
وانفردت “العين الإخبارية” قبل يومين بوثيقة مسربة، تتضمن تفاصيل خاصة عن تحركات لـ”تيار التغيير” داخل الجماعة كان بينها عقد مؤتمر غدا السبت في تركيا.
المؤتمر المرتقب يهدف للإعلان عن إطلاق “وثيقة سياسية” جديدة، تؤسس لـ”تيار التغيير- المكتب العام”، ضمن انقلاب يزيد التشظي داخل التنظيم.
ويتزعم الجبهة الثالثة الجديدة، عدد من قادة “الإخوان”، من بينهم نزيه علي؛ رئيس “مؤسسة الرؤية”، ومحمد منتصر، المتحدث الرسمي السابق باسم جماعة الإخوان.
وبحسب مصادر “العين الإخبارية” فإن مناقشات جارية لتقارب “الكماليين”، مع جبهة لندن بزعامة إبراهيم منير، لكن طلب “تيار التغيير” لمناصب ومشاركة في القيادة، يعوق التفاهم حتى الآن.
ومن بين الحضور المتوقع للمؤتمر، رموز بارزون في تنظيم الإخوان، من أمثال: رضا فهمي؛ رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى في عهد حكم محمد مرسي، وعبدالغفار صالحين، والداعية جمال عبدالستار.
ويسعى أعضاء التيار الجديد، إلى إقناع قيادات أخرى بالانخراط في “الخط الثالث”، كعصام تليمة، وعمرو دراج، ويحيى حامد.
جيل جديد من العنف
وتعتمد خطة التيار الثالث وفق الوثيقة التي ستعرض خلال المؤتمر المرتقب على العودة إلى العنف وتحريض الشعب المصري للخروج من جديد في احتجاجات، عبر القفز على الجبهتين المناوئتين، اللتين تتخذان خطا أقل تشددا حاليا.
أما الجزء الثاني من المؤامرة، فهو العودة إلى النفخ في فتنة “الربيع العربي” من جديد، واستثمار قضايا مثل القضية الفلسطينية.
ويسعى “الكماليون” وهم يصيغون “وثيقة سياسية” جديدة إلى سحب البساط من تحت جبهة منير وحسين، سعيا إلى استمالة أنصارهم، نحو العنف، واستثمار الأوضاع في مصر لإثارة تحركات جديدة، تعود بمصر إلى العهد السابق، قصد التشويش على أجواء الحوار، وقطع الطريق على الاستقرار في البلاد.
ومنذ تأسيسه من قبل أتباع محمد كمال اختار “التيار” قيادة جناح العنف داخل “الجماعة”؛ حيث انبثقت عنه حركة “حسم” الإرهابية المسؤولة عن عدد من العمليات الإرهابية داخل مصر، خاصة ضد قوات ورجال الأمن.
المصدر “العين” الإخبارية