…………..
كتب أ/عادل الزريقي .
…………………
ـ التضحية في سبيل الوطن هي أن تبذل من ذات نفسك وبمحض إرادتك دمك ومالك وجهدك وعرقك بل وأحيانا أولادك من أجل وطنك بدون إنتظار مكافأة أو منصب أو أي عطاء وبدون إلحاق الأذى بأبناء وطنك ونهب حقوقهم وثرواتهم والإضرار بهم ومخالفة الأنظمة والقوانين ونهب أملاك وحقوق المواطن تحت قوة السلاح وهيمنة النفوذ والإستحواذ على الوظيفة العامة لأهلك و لأقاربك وأنصارك على حساب حقوق البسطاء والغلابة تحت مسمى أنك مناضل أو مضحي .
وإن كنت ناضلت وضحيت فعلا في سبيل وطنك وتريد أن تحتفظ بهذه المكانة العالية والمرموقة عند الله وفي قلوب الناس وفي صفحة التاريخ الوطني بأن لا تكن عبء ثقيل على الجميع واترك الوطن أو القائمين عليه أن يبادروا من ذات أنفسهم بتكريمك والثناء عليك وتعويضك.
أما إذا كان الأمر هو استغلال و ابتزاز وتمترس وراء الامكانات والسلاح الذي نهبته من مقدرات هذا الوطن لغرض في نفس يعقوب فأنت لاشك مبتز ومستغل ونصاب وصاحب حيلة خبيثة لا كما تعتقد انك مناضل ووطني شريف.
فالنضال أو التضحية في سبيل الحق والاوطان هي إيثار وتجرد كامل إن لم أقل مطلق عن حب الذات والأنا وهي إحدى القيم التي تسمو بصاحبها إلى أعلى الرتب والمستويات .
فبالنظر إلى التاريخ اليمني القريب شماله وجنوبه هل نجد من يستحق ممن يسمون أنفسهم مناضلين هذه المكانة بالتأكيد الاجابة ستكون (لا) الا القليل . فنجد مثلا ان توريث الوظيفة العامة ونهب الأراضي والتمسك بالمناصب والعصابات والمليشيات المسلحة المتمردة الخارجة عن سيطرة الدولة والوساطات والمحسوبيات والمجاملات ومخالفة الأنظمة والقوانين والرشاوي والتسلط حتى على أجهزة القضاء والحروب والصراعات المسلحة التي قادت و اوصلت الوطن إلى الهاوية نجد ان من يتزعم كل ذلك ما يسمون أنفسهم مناضلين أو مضحيين في سبيل وطنهم مع احترامنا الكبير لكل المناضلين الشرفاء الأحياء منهم و الذين قضوا نحبهم في سبيل وطنهم دون أن يشكلوا عبء عليه أو يمنوا عليه أو يلحقوا به اذى بل البعض ضحى من ماله الخاص ومات وهو بدون مسكن لاسرته أو مديون فرحمة الله تغشاهم إلى قبورهم.