علي الحوفي
بعد اندثار آمال العودة مجددًا إلى الساحة السياسية مع رفض القيادة المصرية التعاون مع من تلوثت يداه بدماء المصريين، كشف تنظيم الإخوان عن وجهه “القبيح”.
فالمكتب العام، أو من يسمون أنفسهم التيار الثالث، أطلق مساء السبت، ما يعرف بـ”الوثيقة الأولى الإصدار السياسي لتيار التغيير بالجماعة”، حاول فيها الاعتراف بالوقوع وحلفائها في أخطاء، أملا في جذب مؤيدين لها.
إلا أن ذلك المؤتمر الذي كان برعاية جناح محمد كمال القيادي الإخواني الإرهابي الذي قتل قبل سنوات في مداهمة أمنية، رآه خبراء بأنه بداية لموجة جديدة من العنف و”الانقلاب” على الدولة المصرية، مشيرين إلى أنه بمثابة الضوء الأخضر لمليشيات التنظيم المسلحة، للقيام بعمليات نوعية تستهدف البلد الذي خرج الملايين فيه قبل أعوام قليلة، إلى الشوارع، بثورة اقتلعت جذور التنظيم.
وبحسب خبراء استطلعت “العين الإخبارية” آراءهم، فإن الكماليين ضموا عددًا من شباب التنظيم والمتطرفين، وقاموا بتدريب أفراد منهم في عدد من الدول على التخريب والتفجير والعنف؛ لاستغلالهم في أعمال ضد مصر وعدد من الدول العربية.
ويقول الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية عمرو عبدالمنعم، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن مؤتمر تيار التغيير يعد رسالة تأكيدية على أن الجماعة لن تنحاز عن طريق العنف والقوة كخيار وحيد للمواجهة.
وأضاف عبد المنعم أن تيار التغيير بهذه الوثيقة أطلق العنان للعنف وبدأ الإعداد للخروج الشهر المقبل، بالتزامن مع مؤتمر المناخ الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ الساحلية في مصر.
وأشار المحلل في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن الجماعة تعمل منذ عام مضى على الحشد وتدريب عناصرها على كيفية استخدام القوة، واستغلال الأحداث والأزمات الاقتصادية وتداعيات فيروس كورونا، لخدمة مآربها.
وأكد عبدالمنعم، أن تنظيم الإخوان يرى أنه لا بديل عن العمل السياسي للجماعة، وأنه الميراث الحقيقي الذي عرف به ووصل به إلى السلطة ومكنه من حصد مقاعد نيابية، مشيرًا إلى أن الوثيقة اعتبرت أن أجنحة الجماعة المتصارعة ليس لها وجود، وأنها الممثل الشرعي الوحيد، وأن قضية المحبوسين في الداخل هي القضية الرئيسية التي تسعى الجماعة لحسمها.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان يرى أن الحل الوحيد لمحاولة العودة مجددًا للسياسة هو استخدام القوة بطرق متعددة، مما يعني العمل على إشعال الاحتراب الداخلي في مصر.
تحركات إرهابية
حديث عبدالمنعم وافقه عضو الإخوان المنشق والباحث في الحركات الإسلامية إسلام الكتاتني، والذي قال إن توقيت المؤتمر يثير علامة استفهام، خاصة مع الدعوات للخروج في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأضاف الكتاتني في حديث لـ”العين الإخبارية” أن أعضاء المكتب العام، أو من يسمون أنفسهم التيار الثالث كانوا يحاولون لم شتات أنفسهم في السنوات الخمس الماضية، في ظل “احتراب” جبهتي محمود حسين بإسطنبول وإبراهيم منير بلندن.
وأشار إلى أن معظم الكماليين ومؤيديهم من الشباب وليس من القيادات بعد مقتل محمد كمال والقبض على محمد عبد الرحمن المرسي رئيس اللجنة الإدارية العليا وعضو مكتب الإرشاد في عام 2017، مؤكدًا أنه بدأوا العزف على وتر العاطفة عبر استغلال أزمة غلاء الأسعار نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
وكشف عضو الإخوان المنشق، أن أعضاء الجماعة بدأوا بتكثيف التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي، عبر إطلاق دعوات للنزول في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، واستغلال قمة المناخ ومحاولة تشويه صورة مصر أمام العالم.
رسالة للأمن
وأوضح أن تلك التحركات تعد رسالة على الأمن المصري استغلالها، والتيقظ لخطوات وتحركات الجماعة الإرهابية في المرحلة المقبلة في ظل دعوتهم لعودة الخلايا النوعية والتي كانت ترتكب أعمال عنف تجاه الدولة.
من جانبه، قال الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، منير أديب، إن المليشيات المسلحة في القاهرة منها “حركة حسم” و”لواء الثورة” و”المقاومة الشعبية” أعلنت عودتها للعنف مرة أخرى، لافتا إلى أن تلك الحركات تتبع “الكماليون”.
وأوضح أديب في حديثه لــ”العين الإخبارية” أن الكماليين نجحوا في تدريب أشخاص في بعض الدول” للاستعداد لمعاودة النشاط من جديد ضد الدولة.
حالة انقسام
الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، قال إنه بينما يعيش التنظيم حالة من التشظي والانقسام، خرجوا هؤلاء الأشخاص ليعبروا عن أنفسهم كونهم يرون أنهم ممثلو جماعة الإخوان.
وأشار إلى أن الحديث عن ضرورة ما سموه بـ”الجهاد ومقاومة السلطة في مصر”، يعد بداية لإعلان العنف والانقلاب على السلطة، كما حدث في عام 2014 والذي تلاه، مؤكدًا أن الكماليين نجحوا في استقطاب عدد ليس بقليل من شباب الجماعة، وكذلك بعض الذين تحلقوا حول الإخوان أبرزهم السلفية الجهادية”.
وشدد على أن هذه الوثيقة بداية لتدشين حقيقي لمرحلة من العنف تجاه الدولة المصرية، فقد قامت به المليشيات المسلحة في وقت سابق.
المصدر “العين” الإخبارية