كتب .. فؤاد مسعد
كرمت وزارة الشباب والرياضة أمس الخميس المنتخب الوطني للناشئين، في التفاتة كريمة – ليست جديدة، من قيادة الوزارة ممثلة بالوزير الشاب الأستاذ/نايف صالح البكري، وتأتي في سياق اهتمام الوزارة ودعمها ورعايتها للشباب والرياضة، وتقديراً لما حققه أبطال اليمن الناشئون من انتصارات أبهجت الشعب اليمني خلال الفترة الماضية.
وتضاف هذه اللفتة – بما صاحبها من أجواء الاحتفال والاحتفاء اللائقين- لسلسلة من النجاحات المحسوبة للوزير والوزارة، وقد جاءت فعالية التكريم لتعبر عن المكانة التي يحتلها صانعو الفرحة الصغار/الكبار، وسط ظروف الحرب والمعاناة التي يعيشها اليمنيون منذ نحو 8 سنوات.
ولم يقتصر التكريم على جانبه المادي- بحصول كل لاعب على مبلغ مليون ريال يمني، فقد شمل التكريم حفاوة استقبال المنتخب بدءاً من وصولهم إلى مطار عدن الدولي، لتستمر الحفاوة والاحتفاء والتعبير التلقائي عن التقدير والامتنان لكل ما قدمه الناشئون وما حققوه للكرة اليمنية في بطولات ومحطات رياضية عديدة محلياً وعربياً وآسيوياً، وصولاً إلى التأهل لنهائيات كأس آسيا 2023 تحت سن 17 سنة.
ومع أن ما تقوم به الوزارة تجاه الرياضة اليمنية وما تقدمه من دعم ورعاية للرياضيين يعدّ جزءاً من واجباتها وهو جزءٌ من مهامها وأعمالها، إلا أنه وبالنظر لظروف اليمن الراهنة جراء الانقلاب والحرب وسيطرة المليشيا الحوثية على الموارد والمؤسسات، وتدمير المنشئات – بما فيها المنشئات الرياضية، يمكن النظر بقليل من الإنصاف والتقدير للنجاح الاستثنائي الذي تحقق بقيادة المسؤول الاستثنائي- وفي الظرف الاستثنائي أيضاً، وهو الوزير نايف البكري، الذي يرجع نجاحه برأيي إلى حسمه أمرين مهمين، أولهما: استكمال نقل وتأسيس وزارة الشباب والرياضة في عدن باعتبارها العاصمة منذ تعيينه في النصف الثاني من العام 2015، وشمل هذا النقل الكوادر القيادية والإدارات والأقسام الأساسية تبعاً للهيكل الإداري والتنظيمي للوزارة، والامر الثاني: قدرته على النأي بواقع الرياضة بعيداً عن معترك الصراعات السياسية والتجاذبات التي طالما أفسدت كل شيء جميل في البلد.
بدأت وزارة الشباب والرياضة عملها في عدن منذ العام 2015، وفي وقت مبكر مقارنة بكثير من المؤسسات والوزارات والمرافق الحكومية، تعثر انتقالها وتباطأت أعمالها، ثم واجهت – ولا زالت- كثيراً من المعوقات والعراقيل بعضها مرتبط بالحرب وبعضها مرتبط بعوامل وأسباب وظروف أخرى.
وبقدر ما لفت انتباهي روعة الاحتفاء في فعالية التكريم، فإن ثمة أمر آخر لفت انتباهي، بعد انتهاء الفعالية ومن خلال لقاءات ودية سريعة مع بعض مسؤولي الوزارة، حيث يتجلى التناغم والانسجام بين كوادرها والتفاهم الذي يجعل وتيرة العمل تسير بشكل طبيعي، رغم تباين انتماءاتهم الجغرافية والسياسية والفكرية، أما من الناحية العمرية فالغالبية منهم شباب بدءاً بالوزير الأستاذ نايف البكري الذي يبدو الأكثر حيوية ونشاطا ومتابعة، ونائبه النبيه النبيل الأستاذ/ منير الوجيه، وكذلك الوكلاء ومسؤولي الدوائر والأقسام المختلفة، وإن كانت ملامح عدن ورياضتها هي الأكثر حظاً وحضوراً، وهي تمنح الوزارة كثيراً من حيويتها، وتجود على الشباب بخيرة كوادرها وتضيء آفاق الرياضة بألمع نجومها.
وحين يأتي الحديث عن كوادر الوزارة لا يمكن أن يتم ذلك دون الوقوف عند الدكتور/ عزام محمد حسن خليفة، أحد أبرز نجوم الكرة اليمنية خاصة في الفترة الزمنية الواقعة بين عامي 1963 و1975، ويعتبر أول مدرب يمني يحصل على شهادة في التدريب من ألمانيا الديمقراطية (الشرقية)، وقد حصل على الماجستير بداية الثمانينيات في التربية البدنية وبعدها الدكتوراه في مجال التدريب.
وجوده اليوم – وكيلا لوزارة الشباب والرياضة- يضفي قدراً من الخبرة والتجربة العريقة، ويضيف شيئاً من الارتباط بين حاضر يتطلع لمستقبل واعد، وماض تليد باعتباره كان أحد أيقونات الزمن الرياضي الجميل، وقوام النجاح الإداري يعتمد بدرجة رئيسية على مدى الانسجام بين الخبرة والتجربة من جهة، والجهود الشابة والفتية من جهة ثانية.
وينطبق الأمر على غالبية قطاعات الوزارة وإداراتها حيث النجاح يبدو هدفاً مشتركاً يسعى الجميع لتحقيقه، كل من موقعه وفي مجاله، ومما لاشك فيه أن نجاح الوزارة- في هذا الظرف خاصة، هو نجاح للوطن بأكمله في مقابل إخفاقات متتالية وهزائم متوالية، أنهكت الشعب وبات معها في أمسّ الحاجة لتحقيق انتصار يعيد له فرحته ويخفف عنه وطأة الهموم والأحزان التي تحيط به منذ دقت مليشيا الحوثي طبول الحرب وفتحت أبواب جحيمها على اليمن واليمنيين.