كريتر نت – العين الإخبارية
لم يتورع الحوثي عن تدمير ميناء رأس عيسى النفطي اليمني بعد أن ترك ناقلة صافر كقنبلة مؤقتة فيه، لكنه اتجه للهجوم على ثاني أهم الموانئ النفطية في البلد الآسيوي.
وتعرض ميناء الضبة الجمعة لهجوم جوي شنته مليشيات الحوثي بواسطة طائرتين مفخختين، وذلك عند رسو سفينة في الميناء لنقل النفط الخام، بحسب مصادر عسكرية ومحلية لـ”العين الإخبارية”.
ويعد ميناء الضبة (حضرموت) على بحر العرب أحد أهم 3 خطوط أساسية لليمن لتصدير النفط الخام، وذلك بعد ميناء رأس عيسى النفطي (الحديدة) على البحر الأحمر وميناء بلحاف (شبوة)، إذ يرتبط بحقول الإنتاج في شبوة وحضرموت.
في هذا التقرير تلقي “العين الإخبارية” الضوء على الميناء الحيوي الذي يعد الميناء الأكبر الذي اعتمدت عليه الحكومة اليمنية منذ إعادة استئناف تصدير النفط 2018، وذلك بعد تعرضه لهجوم إرهابي تبنته مليشيات الحوثي.
أين يقع ميناء الضبة النفطي اليمني؟
على بعد حوالي 426 كيلومترا يقع ميناء الضبة النفطي من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، ويتبع إداريا مدينة الشحر شرقي محافظة حضرموت، ويعد أحد الموانئ الرئيسية لتصدير النفط في بحر العرب.
وشيد اليمن ميناء الضبة النفطي عام 1993، كثاني ميناء نفطي مؤهل لشحن السفن بالنفط الخام، ويضم المرفأ أكبر خزان نفطي باليمن ويصل سعته لمليون برميل.
كما يضم ميناء الضبة النفطي 5 خزانات تصل السعة الكلية لكل خزان نحو 5 آلاف برميل، بإجمالي 25 ألف برميل.
وبحسب وزارة النفط والمعادن اليمنية فميناء الضبة النفطي يعد المرفأ الرئيسي لتصدير النفط من حقول شبوة وحضرموت منها قطاع 14 ونفط شرق شبوة وقطاع (10) ونفط حواريم (32) وغيرها من الحقول المجاورة (53، 51).
ويجري ضخ النفط من الحقول إلى الميناء البالغ مساحته نحو 1,790,000 متر مربع غير شاملة نقطة التحميل العائمة، عبر خط يمتد على مسافة (138) كيلومترا بقطر (24-36) بوصة من الحقول إلى مرفأ التصدير.
كيف حدث الهجوم؟
في بيان حديث لوزارة النفط والمعادن في الحكومة اليمنية قالت إن مليشيات الحوثي هاجمت ميناء الضبة البترولي في حضرموت بعد يوم على هجومها على ميناء رضوم البترولي، وهو مرفأ صغير لتصدير النفط.
وذكر البيان، تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه، أن “مليشيات الحوثي نفذت اعتداء إرهابيا بطيران مسير في 18 و19 أكتوبر/تشرين الجاري على السفينة (hana) وعلى السفينة (التاج بوت بليو ووتر) الراسية في ميناء رضوم دون أن تتمكن من إحداث أي أضرار بشرية أو مادية”.
وبشأن الهجوم على ميناء الضبة لتصدير النفط، قالت إن مليشيات الحوثي بدأت بتوجيه تهديدات إرهابية في تاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022 عبر البريد الإلكتروني لمالك الباخرة اليونانية (Maran Canopus) ويوم 7 أكتوبر 2022 عبر ما تطلق عليه بقوات خفر السواحل التابعة للمليشيات الحوثي”.
وكذلك بيان “تهديدي عبر ما يسمى مكتب وزير خارجية المليشيات وتضمنت تهديدات إرهابية باستهداف الباخرة (Maran Canopus ) الحاملة للعلم اليوناني، مما دفع مالك الباخرة لعدم دخول ميناء الضبة نتيجة هذا التهديد الإرهابي غير المسبوق”.
وطبقا للبيان “قامت الشركة المنتجة بالتعاقد مع باخرة أخرى وهي (Nissos Kea) تحمل علم دولة جزر المارشال ودخلت الميناء في تاريخ 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري قبل أن تتعرض الجمعة لهجومين الفاصل بينهما 15 دقيقة”.
وجاء في البيان “تم رصد عند الساعة 13:9 طائرات مسيرة في محيط ميناء الضبة، وفي الساعة 14:5 تم الاستهداف الإرهابي الأول للباخرة من قبل طائرة مسيرة، وفي الساعة 14:20 حصل الاستهداف الإرهابي الثاني في محيط الباخرة ومنصة التحميل”.
وأكدت وزارة النفط والمعادن اليمنية أن الهجومين لم ينتج عنهما أي أضرار بشرية أو مادية، وصنفته بـ”اعتداء إرهابي”، ضد المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية.
وأكدت وزارة النفط والمعادن اليمنية استمرار عمل كافة شركات النفط وأنها على تواصل مع الشركات الناقلة لتأمين عملية تصدير النفط الخام ومع بقية مؤسسات الدولة لاتخاذ كافة التدابير اللازمة لتأمين عملية التصدير .
واعتبرت الحكومة اليمنية، الجمعة، هجوم الحوثي على ميناء الضبة النفطي أنه “استهداف إرهابي”، وأكدت أن كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الهجوم.
وقالت، في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”، أن الهجمات “انتهاك واضح للقانون الدولي واستهداف للبنية التحتية الاقتصادية وللشعب اليمني ومقدراته”، مشيرة إلى أن “هذا الاعتداء وما سبقه من اعتداءات تهديد سافر لإمدادات الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي”.