كريتر نت – متابعات
قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان الأربعاء إن الاقتصاد العالمي في الوقت الذي يواجه “ستة أشهر صعبة للغاية”، فإن التوقعات بالنسبة للدول الخليجية المنتجة للنفط “جيدة جدا” مع احتمال أن تظل كذلك خلال السنوات الست المقبلة.
وتأتي تصريحات وزير المالية السعودي في مداخلة له خلال أعمال اليوم الثاني من مبادرة مستقبل الاستثمار، التي انطلقت الثلاثاء وتتواصل إلى غد الخميس، وتستضيفها العاصمة السعودية الرياض.
وأضاف الجدعان “من الصعب التنبؤ بما يجري عالميا.. لكن ستكون هناك ظروف صعبة بسبب الحرب الروسية – الأوكرانية.. وعلينا أن نعمل على المزيد من التعاون والتآزر ليكون هناك استقرار”.
وأشار إلى أن إحدى أكبر الصعوبات التي تواجهها الدول، تتمثل في ارتفاع الدين.. “نعمل مع المؤسسات الدولية لحشد الدعم لدول المنطقة”.
وأفاد الوزير بأن “العالم الآن بات يدفع ثمن تقليله من المخاطر التي يشهدها ويدفع تكاليفه المرتفعة”، مبينا أن “المملكة سبق وحذرت من خطورة الأوضاع التي تحيط بالاقتصاد العالمي في ظل تبعات جائحة كورونا، وتراجع معدلات الاستثمار في عدة مجالات وما حدث بعدها وأهمية التعاون الدولي لمواجهتها” .
وأشار إلى أن “الدول باتت الآن بعدما شهدت خطورة الوضع الحالي حريصة على التعاون فيما بينها، لمواجهة المخاطر الحالية والمستقبلية والعمل بشكل أفضل”.
ودعا وزير المالية السعودي إلى “عدم النظر إلى العالم المعاصر من جانب واحد، بل لابد من النظر إليه وإلى المستقبل بنظرة تفاؤلية من خلال التخطيط واتخاذ القرارات، والتأهب للأوقات الصعبة ليكون العالم قادرا على التكيف مع الظروف الصعبة كالتي نشهدها الآن، وذلك عبر التكاتف والتعاون الدولي”.
ويأتي ذلك بينما ترسم العديد من الأحداث الجيوسياسية حول العالم “صورة قاتمة” بشأن توقعات المرحلة المقبلة، في ظل آثار جائحة كورونا والحرب الروسية – الأوكرانية.
وتتجه السعودية، أكبر اقتصاد في العالم العربي، نحو تحقيق أعلى معدل نمو اقتصادي بين دول مجموعة العشرين في 2022 بواقع 7.6 في المئة. وتنسحب هذه النظرة الإيجابية على باقي دول الخليج العربية المستفيدة من ارتفاع أسعار النفط، بحسب تقرير صندوق النقد الدولي عن آفاق الاقتصاد العالمي، الصادر في الحادي عشر من أكتوبر الجاري.
وذكر التقرير أن “الأسوأ لم يأت بعد” للاقتصادات الثلاثة الكبرى عالميا، الولايات المتحدة الأميركية والصين والاتحاد الأوروبي. كما خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2022 بواقع 1.2 في المئة عن مراجعة يناير، أي قبل الحرب الروسية – الأوكرانية، وذلك من 4.4 في المئة إلى 3.2 في المئة، بينما رفع تقديراته لنمو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 0.6 في المئة إلى 5 في المئة.
وتطرق الوزير السعودي إلى صناعة الطاقة والتحول الهيكلي في مصادرها، مشيرا إلى أن تحول الطاقة على مستوى العالم سيستغرق سنوات طويلة، “ربما تصل إلى 30 عاما قادمة”.
وحذرت السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، والدول الأخرى الأعضاء في منظمة الدول المنتجة للبترول “أوبك” من نقص الاستثمار في الهيدروكربونات، خاصة في ظل وجود فائض ضعيف في الطاقة الإنتاجية، بينما ما زال الطلب قويا نسبيا رغم قوة الرياح الاقتصادية المعاكسة.
وقال الجدعان “التفكير في الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة وتغير المناخ.. أصبح الآن هو الأكثر واقعية، لأن الانتقال في الواقع لن يستغرق سنة واحدة، ولا عشر سنوات، ولكن ربما 30 سنة”.
وأضاف “لذلك علينا أن نستثمر في أمن الطاقة، لكن دون أن نهمل في الوقت نفسه تغير المناخ”.
وأشار الجدعان إلى أن بلاده “تبذل جهودا كبيرة لتقليل الانبعاثات فعليا”، مضيفا “نستثمر الكثير في الطاقة التقليدية، ولكننا نستثمر أيضا في مبادرات مكافحة تغير المناخ”.
ومن المتوقع أن يجري مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، الذي بدأ الثلاثاء، مزادا لتداول مليون طن من الائتمان الكربوني. وأعلن صندوق الثروة السيادي السعودي قبل المؤتمر تأسيس شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية.
وتسعى المملكة ودول الخليج العربية إلى تعزيز جهودها في مجال الطاقة النظيفة. وقالت الرياض العام الماضي إن السعودية تهدف إلى التخلص تماما من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي ينتج معظمها عن حرق الوقود الأحفوري، بحلول عام 2060.
وتتناول النسخة السادسة من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” 3 محاور: الأول يتمثل في فهم النظام العالمي الجديد الذي نعيش فيه، والثاني يتمحور حول فهم المخاطر والفرص الناجمة عن النظام العالمي الجديد أو التي ولّدها، أما الثالث فيتعلق بمساعدة الأشخاص على فهم الحدود الجديدة المقبلة.
وقال وزير المالية البحريني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة في المؤتمر نفسه الأربعاء إن دول الخليج بحاجة إلى بناء قدراتها الإنتاجية والتصديرية، لأن معظم الناتج المحلي غير النفطي يعتمد حاليا على الاستهلاك والواردات.