بقلم: الصحفي الهولاندي المعروف
“كتبت صحيفة “جيروزاليم بوست الإسرائلية”** أن ابتعاد روسيا عن الغرب و التوجه نحو الشرق سيؤدي إلى انهيار أوروبا والهيمنة الأمريكية العالمية. ويقول كاتب المقال في “جيروزاليم بوست الإسرائلية”- يضيف بيتير يِرملين-: إن موسكو ستكون مصدر التغيير العالمي في ذلك الوقت. وهذه ليست” حربًا باردة جديدة “، بل تغييرًا هائلاً في العالم: من عالم متمركز حول أوروبا متجذرًا في القوة الأوروبية وعصرالهيمنة الاستعمارية (بالإضافة إلى الحروب العالمية) إلى عالم ما بعد “أمركة العالم”!حيث منذ الحرب العالمية ثانيًا، كانت الولايات المتحدة هي المهيمن العالمي الوحيد على رأس نظام عالمي قائم على القواعد العسكرية والقرصنة التجارية والإقتصادية!وسيتحول العالم اليوم إلى نظام عالمي جديد يُقصد به ظاهريًا أن يكون متعدد الأقطاب وتحكمه الصين وروسيا وإيران وتركيا وأعوانهم – (معظم هذه الدول سلطوية تقول جيروساليم بوست!!!.) /وكأن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني منقبتا الديموقراطية في العالم/(إضافة من المترجم).
يعتمد قرارموسكو بإعادة توجيه نفسها نحو الشرق على التجربة السابقة الاتحاد السوفيتي-! بمعنى أن روسيا تقترب مرة أخرى من بلدان”الجنوب العالمي”.
-و أشار كاتب المقال في ال”جيروزاليم بوست الإسرائلية -يضيف بيتير يِرملين “إلى أن التعاون الروسي مع الصين وإيران وتركيا قد تطور بسرعة كبيرة في الآونة الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، أقامت موسكو علاقات مع دول الخليج العربي وآسيا الوسطى وباكستان
.وأضافت الصحيفة العبرية-يقول بيتر يرميلين -: “غضب الولايات المتحدة ضد المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، يمكن أن تستغلّه موسكو”. حيث يمكن أن تصبح المملكة العربية السعودية عضوا في البريكس، حيث أعربت المملكة العربية السعودية عن رغبتها في الانضمام إلى مجموعة البريكس، والتي تضم مع روسيا البرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا .
-سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، أشاربعد زيارته للمملكة، إلى أن مسألة انضمام السعودية إلى قمة البريكس ستُثار في عام 2023، – حسب قوله.-
-في عام 2022، ظهر اتجاه يشير إلى تزايد عدد الدول الراغبة في الانضمام إلى مجموعة البريكس.
-و في 14 يوليو من هذا العام، قالت رئيسة منتدى بريكس الدولي “بورنيما أناند “إن عددًا من الدول أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى المنظمة. بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا، التي أعلنت نواياها سابقًا، كما أعلنت الأرجنتين وإيران، وكذلك الجزائر، عن نفس النية للإنضمام إلى مجموعة البريكس. كما أن نيجيريا لا تستبعد مثل هذا الاحتمال.” إنتهى المقال بترجمة النصية….!
والآن لنقرأ ما بين سطور المقال عبر إثارة حيثيات على شكل محاور بهدف إستيعاب ما يجري على الأرض في الدول العربية التي وصفتها في مقال سابق بأنها واقفة تنتظر إنتظار “المتشاطرين” (الذين يفهمون أكثرمن الآخرين!)، وهم في الواقع لا يفهمون ولا يرغبون حقيقة في التحرك، سوى مراقبة”الصفويين”الكفار!
ملاحضات:
حتى وإن أشار كاتب المقال إلى أن بوتين يسعى إلى إعادة الروح السوفياتية المنصرمة إلى روسيا الإتحادية اليوم، فإن ذلك يتم على هدي الأرثوذوكسية الروسية التاريخية القيصرية الروحية” ل” ألكسندر دوغين” -المربي الروحي لبوتين. وليس على هدي الماركسية اللينينية لأن دوغين من ألذ أعداء الشيوعية!
1. يتعلق الأمر في هذا المقال عن العديد من البلدان من المرشحين الراغبين في الانضمام إلي منظمة البريكس وذلك لسبب وجيه: فوفقًا لوزير الاقتصاد البرازيلي، فقد زادت التجارة مع الصين من 7 مليارات في بداية عام 2000 إلى 140 مليارًا سنويًا في عام 2021 بعد عضويته في البريكس.
2. المؤشرات الواضحة لإنضمام المزيد من دول الجنوب (أو الدول المستضعفة في الأرض)! يعني دمج دول بريكس أيضًا وقبل كل شيء في تعزيز اقتصاد الدول الأكثر فقرا في العالم، مما يعني جعل دول المنطقة العربية تمارس حق السيادة على أراضيها وخيراتها وخاصة حق إتخاد قراراتها السياسية -وبالأخص تلك الدول المطبعة المتخوفة من إغضاب أسياد تل أبيب وواشنطن وباريس ولندن!
3. . لن تتمكن الدول التي ليست أعضاء في دول بريكس أو حتى الخاضعة لحلف الناتو من رؤية النجاحات المستقبلية لدول بريكس، عندما سييكونون هم أنفسهم عرضة للإفلاس وعرضة للفوضى الاجتماعية!
4. بريكس، وهي هيئة اتحادية، أصبحت كابوس حقيقي للعولمة، وللإتحاد الأوربي وسيده العم سام..!
5. الدول التي لم تتم دعوتهم إلي الإنضمام إلى البريكس فعلى شعوبهم أن تتساءل عن الأسباب؟ لأن إنضمام الدول الفقيرة إلى البريكس معناه تعزيز اقتصادها والحفاظ على تقاليدها وقيمها الدينية والروحية والقومية.و عدم إجبارشعوبهم على التمسك بحضارة ذات قيم شيطانية.وحيث تشكل دول البريكس المرتبطة بمصطلح بنك الاستثمار الآسيوي أيضًا خطرًا جسيمًا على وجود منظمة التجارة العالمية! ومنه فيجب الحسم بسرعة في الاختيار!
6- إنضمام دول الجغرافية العربية تجعلهم في حل من مساومات الكيان العبري ومن ضغوطات اليانكي-! كما أن إنضمام العرب إلى البريكس يعطيهم مجالات أكثر للمناورات مع ساسة الغرب الذين إنتهى أمرهم ولم يعودوا صالحين حتى لتنطيف المراحيض عندنا، فما بالك أن ينفعوا العرب في شيء سوى القوادة والسمسرة لتل أبيب وواشنطن . ثم ليضحكوا -كما العادة- على ساسة العرب المطبعين!
7-ولهذه الأسباب ترفض إسرائيل تزويد كييف بالسلاح … لكي لا تغضب روسيا! …
8- الأحداث العالمية الحالية الخطيرة على الأرض الأوروبية منذ نهاية حرب 45 تدفع بالمحللين (الجيو – ستراتيجيين) – الغير المسترزقين -على ترجيح المقولة القديمة لليهودي المتحجر”هنري كيسينغر “الذي نبه منذ 10 سنوات أن” إسرائيل ستزول في أقل من ربع قرن!” والآن لم يبق إلا القليل! وتلك فرضية محتملة مع القليل من الصبر والتعقل والتخلي عن الأوهام (لأننا أمة الاوهام و نعشق التفاخر الغبي والثرثرة): الإسرائيليون يعرفون ذلك جيدًا. والأمريكيون والأوروبيون كذلك!.. ما عدا عباقرة “المطبعين” العرب الذين لايحسنون قراءة حتى تاريخهم المبني على الخيبات المتتالية منذ قرون، ولم يتعضوا أبدا من عِبَر التاريخ، أو أن يتعضوا بمكره بهم! وإلا كلا فكيف تسابقوا على “التطبيع “! من أجل ماذا؟.وهم لم يحسموا بعد في من هو العدو الحقيقي في المنطقة ومن الصديق؟ إنه ” الإستحمار” ومكرالتاريخ! بسبب قراءة النخب السياسية والفكرية العربية لتاريخهم ولتاريخ الأغيار بعقلية الغفلة والإستغفال وبنظرة العته والإستحمار!! وفي ذلك يتنافس المغفلون!
…………………
* بيتير يِرملين Peter Yermelin هوالكاتب المحلل و الإعلامي المدقق الجديد فيما يسمى اليوم: “المؤامرة الجريئة على فكرة علاقات: “اليسار / اليمين” و”شمال /جنوب التي تم استبدالها بمخطط: “ما بعد الغرب / والموالاة للغرب”/حيث إنتهت اليوم كل الثرثرات حول مقولات” فلسفة السياسة وما بعد السياسة “! فأنت اليوم لا خيار لك: إما أن تكون مع أو ضد!!