حسن خليل
صحفي مصري
بعد ساعات قليلة من كشف موقع “العربية”، تفاصيل إطلاق جماعة الإخوان لفضائية جديدة تبث من العاصمة البريطانية لندن، ومصادر تمويلها ودورها في التحريض ضد مصر، والتعبئة للتظاهرات ضد النظام في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، هاجمت قناة الإخوان الجديدة “الشعوب” قناة “العربية”.
الصحفي الإخواني معتز مطر، الذي يدير القناة الفضائية، هاجم قناة “العربية” بشدة، في برنامجه مساء الإثنين الماضي، بعد أن كشفت الخطط الإعلامية الجديدة للإخوان، للدعوة والتعبئة من أجل حشد مظاهرات في مصر.
اعترف الهارب من مصر والمطرود من تركيا، أنّ القناة الفضائية الجديدة انطلقت ضمن مخطط لتحريض الشعوب ضد حكوماتهم، وإسقاط الأنظمة العربية، زاعماً أنّ هذا الهدف ليس مخططاً إخوانياً، وإنّما مطلباً شعبياً.
مخطط التحريض
وكانت جماعة الإخوان المسلمين، وتحديداً جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، قد أطلقت قناة فضائية جديدة تبث من العاصمة البريطانية لندن؛ لمهاجمة مصر والدعوة إلى إسقاط الدولة.
أطلقت المجموعة المؤسسة على القناة اسم “الشعوب”، ويديرها بشكل أساسي الصحفي الهارب معتز مطر، الذي سبق أن غادر تركيا، بعد أن أجبرته السلطات التركية على مغادرة البلاد، وعلقت برنامجه على قناة “الشرق”.
وبحسب موقع (Arab Observer) الناطق بالإنجليزية، فإنّ القناة الفضائية الجديدة، ممولة من رجل الأعمال الإخواني مدحت الحداد المقيم في تركيا، ويعتبر من أبرز قيادات الجماعة، وهو بمثابة زعيم الذراع المالية للتنظيم.
وقررت الجماعة أن تتولى قيادات الإعلام الإخواني الهاربة، مهمة استقطاب باقي المذيعين والإعلاميين، الذين سيغادرون إسطنبول بعد توقف برامجهم وأنشطتهم الإعلامية، بحسب قرار السلطات التركية، فيما قال عدد كبير من المنتجين، إنّه سيتم تعيين المراسلين والفنيين في مقر القناة في لندن، والمكاتب المقرر افتتاحها في عدد من البلدان.
منبر التيار الكمالي
بعد ساعات، أعلنت جبهة التيار الثالث، أو ما يعرف بحركة “الكماليين”، أنّ قناة فضائية أخرى سوف تبث من فيتنام تحت اسم (حراك 11-11)، تهدف إلى تعبئة مظاهرات 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وأعلنت أنّها ستخصصها لبث التظاهرات المزعومة، داعية لجان الإخوان في مصر للتظاهر، وحشد الجماهير لتغيير النظام، بحسب زعمها.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى “سكاي نيوز عربية”، فإنّ الجماعة تخطط منذ نحو 6 أشهر لإطلاق نظام إعلامي جديد، بعد قرار إغلاق منصاتها في تركيا في آذار (مارس) الماضي، ومن المفترض أن يتم البث من لندن ودول أوروبية أخرى، وستعمل الجماعة على تفعيل مخطط جديد؛ لنشر الشائعات وخلق الفوضى في المنطقة، لتحقيق أجندة معادية للأنظمة الحاكمة، خاصّة في مصر وتونس.
وقال الباحث المصري المتخصص في الإسلام السياسي والإرهاب، منير أديب، لشبكة “سكاي نيوز عربية” إنّ الجماعة كانت تخطط لبث قناة (حراك 11-11) من إحدى الدول العربية وبالتحديد لبنان، لكن بعد تدخل السلطات تمّ منعها، وأشار أديب إلى أنّ الجماعة لجأت إلى مكان آخر.
وعن خطط التنظيم الإرهابي للعودة إلى ساحة خلق الفوضى داخل الدولة المصرية، يقول أديب إنّ الجماعة تعتبر شعوب المنطقة العربية العدو اللدود لها، ولم تتوقف قط عن خططها العدائية ضد الأنظمة العربية، رغم حالة التفكك والانهيار التنظيمي الذي يسيطر على الجماعة في الوقت الحاضر، إلا أنّهم اتفقوا فيما بينهم على العداء للدولة المصرية، ومحاولة قلب الأنظمة وهدم المؤسسات.
ويرى أديب أنّ هذه المنصات لن تنجح في تحقيق أهداف التنظيم، وستفشل حيث فشلت خططها من قبل لعدة أسباب: أهمها نجاح المواجهة الأمنية ضد الجماعة، وقدرة الدولة المصرية على رصد خططها وإفشالها بشكل استباقي، إضافة إلى قدرة الشعب المصري على دحض أكاذيب الإخوان، وفقدان الثقة بكل ما تبثه الجماعة عبر قنواتها ومنصاتها الإعلامية.
دور إيران
من جهته، قال الباحث المصري المتخصص في الإسلام السياسي والإرهاب، عمرو فاروق، لـ “سكاي نيوز عربية”، إنّ الجماعة أسّست بالفعل عدداً من المنصات والمواقع البديلة، من داخل لندن، بعد إغلاق منصاتها في تركيا، فضلًا عن إطلاق نوافذ إعلامية على يوتيوب، والقنوات الفضائية مثل؛ قناة “الدعوة”.
وبحسب فاروق، فإنّ ذلك رافقه تأسيس شركة أيمن نور، وهي شركة إعلامية جديدة في لندن، تحت اسم “الشرق للخدمات الإعلامية”، بميزانية جديدة وبتمويل من حزب الله، ويشرف عليها رجل إنجليزي من أصل فلسطيني، مقرّب من حزب الله، ومعني بمتابعة حركة الأموال اللازمة، والتي ستصبح بديلًا عن قناة إنسان ميديا والشرق، اللتين تبثان من داخل تركيا، وحاصلة على ترخيص من جمهورية سيشل.
ويقول فاروق إنّ حزب الله وإيران يلعبان حالياً دوراً يدعم الإخوان، مادياً ولوجستياً، في ظل التعثر المالي، ومن المفترض أن تطلق الشركة الجديدة مجموعة من المنصات الإعلامية خلال المرحلة المقبلة، حفاظاً على المصالح السياسية لنظام الملالي. ولفت إلى أنّ الدعم الإيراني جاء بناء على لقاءات جرت بين ممثلين عن الحرس الثوري، وعناصر من حزب الله، وأيمن نور، وعناصر من الإخوان خلال الفترة الأخيرة؛ بهدف دعم تمويل الجبهة المناوئة لمصر، وتمرير الاتفاق على أجندة عمل على خريطة التحركات، التي سيتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة.
المصدر حفريات