كتب : فضل معبد
اربع سنوات مرت على ذلك اليوم الأسود الذي فقدت فيه العاصمة الجنوبية عدن والجنوب ضابطا أمنيا رفيعا في مستواه وسلوكه وأخلاقه المميزة ومديرا محترفا في عمله وإدارته لأخطر إدارة في وزارة الداخلية ( إدارة مكافحة المخدرات ) وأهمها من حيث مهمتها الوطنية والإنسانية ودورها الفاعل في حماية البلاد والعباد من خطر دخول وتناول المخدرات المهلكة التي يصدرها أعداء الوطن والإنسانية إليها من كل حدب وصوب كحرب مدمرة وتجارة كارثية قذرة في ذاتها وربحها .
فعندما يهل علينا يوم 28 اكتوبر من كل عام إنما تهل علينا ذكرى مؤلمة ومأساة كبيرة بين مرحلة القوة والحزم والنزاهة في تطبيق القوانين وفرض هيبة الدولة لمدير ناجح وإدارة مثابرة في محاربة ذلك الغزو الرهيب للمخدرات بكل انواعها ومسمياتها ومدى تأثيرها الشخصي والمجتمعي الذي يتسلل من كل حدب وصوب على جنوبنا وعاصمتنا عدن والمنطقة بأسرها .. وبين العجز الأمني والقصور الإداري الذي أثبته ذلك الدخول المستمر لسيل المخدرات التي باتت تتعاطى ويروج لها اليوم في عدن وغيرها من محافظات الجنوب الأخرى .
نعم لقد شكل إغتيال العميد فضل صائل الردفاني رحمة الله تغشاه حزنا وألما كبيرين وخسارة وطنية لا تعوض .
ومما يزيدنا حزنا وألما وندما في ذكرى إغتياله الرابعة هو ذلك الإهمال والنسيان اللامسؤول من قبل قيادة وزارة الداخليه وأمن محافظة عدن تجاه الشهيد البطل واسرته أكان من حيث متابعة القبض على باقي الجناة وتحريك ملف القضية وسرعة إنزال حكم القصاص الشرعي فيمن تم القبض عليهم من الجناة ؛ او من حيث دعم ومواساة اسرته الكريمة التي لم يورث لها غير تاريخ حافل بالوطنية والشرف والنزاههة والنجاح في أداء مهمته الوطنية والإنسانية في حماية الوطن والشعب وتحديدا جيل الشباب الذين تتزايد اعداد من يقع منهم اليوم في شرك الهلاك والضياع من أثر المخدرات .
وبهذه المناسبة الأليمة لا يسعنا إلا أن نترحم على شهيدنا البطل وكل من أستشهد معه في تلك العملية الغادرة من اقاربه الابطال ( راجي محمد صائل وعبود حسن سالم ) سائلين المولى جل وعلا ان يتغمدهم وكل شهداء الجنوب بواسع رحمته وان يسكنهم فسيح جناته ..
وأخيرا نأمل من قيادة وزارة الداخلية وإدارة أمن عدن ان يتذكروا ذلك الشهيد البطل وما قدمه في سبيل نجاح مهمته التي القيت على عاتقه يوما وقادها بكل نموذجية واقتدار الأمر الذي جعل ذلك سببا للقضاء عليه وتغييبه عن طريق فساد وتخريب اولئك المجرمين والفاسدين على الوطن والشعب .. ولا نامت أعين الجبناء ..