كريتر نت – متابعات
أثار ظهور القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر مع مسؤولين تابعين لحكومة فتحي باشاغا في مدينة بنغازي التساؤلات بشأن موقفه من الحكومتين المتنافستين، ففي حين يبدو أنه يدعم حكومة باشاغا، لم يصدر منه منذ أشهر أيّ موقف يعارض حكومة عبدالحميد الدبيبة بما في ذلك الاتفاقيات مع تركيا.
ويلتزم حفتر الصمت منذ أشهر بشأن الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد، وهو الصمت الذي فسّره مراقبون بصفقة عقدها في اللحظات الأخيرة بعد تعيين البرلمان لباشاغا، مع الدبيبة تنص على تولي فرحات بن قدارة منصب رئيس مؤسسة النفط، مقابل عدم معارضة استمرار حكومة الوحدة الوطنية.
وعكست تصريحاته الأخيرة محاولة للظهور في منطقة الحياد وتحميل السياسيين مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، لكن متابعين اعتبروا أن تلك التصريحات موجهة بالأساس إلى الاستهلاك الإعلامي.
ودعا حفتر الشهر الماضي الشعب الليبي لـ”الثورة” على من سمّاهم بـ”عبدة الكراسي والمال الحرام” معتبراً أن الجيش “في كامل جاهزيته لحماية الشعب وقواه الوطنية والمدنية الحية”.
خليفة حفتر يسعى للظهور في منطقة الحياد وتحميل السياسيين مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع في البلاد
ويبدو أن موقف الحياد الذي يتخذه حفتر بدأ يستفز الدبيبة الذي كان ينتظر أن يقوم حفتر بالتخلص من خصمه باشاغا ولا يكتفي بمراقبة ما يحدث دون تدخل، خاصة بعد الزيارة التي قام بها رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل ولقائه بحفتر منتصف الشهر الماضي.
وتواترت الأنباء بشأن هجوم قد يشنه الدبيبة على المنشآت النفطية خلال الأيام القليلة القادمة.
وحذر الفرع الجنوبي الغربي لجهاز حرس المنشآت النفطية السبت من مواجهته مرحلة “حرجة” و”خطيرة” قد تتسبب في “محاولة غلق خطوط النفط أو الهجوم على الحقول النفطية أو أيّ عمل ضد المنشآت النفطية” داخل حدوده الإدارية.
وبينما لم يوضح الفرع طبيعة هذا الهجوم أو محاولة غلق النفط ومن يقف وراءها، أكد في بيان، تقديره واحترامه لـ”كل من يطالب بحقوقه” شريطة المطالبة بالطرق الحضارية والمدنية بعيدًا عن قوت الليبيين ومصدر رزقهم الوحيد، مشددًا على “تصديه بكل جهد لمن يحاول القيام بهذه الأعمال الهدامة رغم ضعف إمكاناته”.
ورجّح مراقبون وجود خلافات بين ممثلي حفتر في حكومة طرابلس والدبيبة خاصة بعد أن تم توقيع اتفاقية التنقيب على الغاز مع الأتراك بالتزامن مع سفر وزير النفط محمد عون، لكن تصريحات بن قدارة بشأن الاتفاق مع شركتي إيني الإيطالية وبي – بي البريطانية للتنقيب عن الغاز في المتوسط، بدد تلك التكهنات، كما أن حفتر لم يعلق لا على اتفاقية التنقيب عن الغاز ولا على الاتفاقيتين العسكريتين.
وتفقد حفتر الأحد الأعمال والمشاريع التي تنفذها غرفة طوارئ وتنظيم بنغازي داخل المدينة، وذلك رفقة قيادات عسكرية تابعة للقيادة العامة ومسؤولين محليين وحكوميين.
ونشر مكتب إعلام القيادة العامة عبر صفحته على فيسبوك صورًا للمشير حفتر أثناء تفقده شوارع مدينة بنغازي رفقة كل من وزير المالية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، ووكيل وزارة الداخلية رئيس غرفة طوارئ وتنظيم بنغازي فرج قعيم.
وتشكلت غرفة طوارئ وتنظيم بنغازي التي يترأسها وكيل وزارة الداخلية فرج قعيم وتضم 8 أعضاء آخرين، بموجب قرار صادر من رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، في 11 أكتوبر الماضي.
وتختص الغرفة باتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة الكوارث الطبيعية والتأهب لموسم الأمطار، وصيانة وتخطيط الطرق والأرصفة وتطوير المنتزهات وتنسيق الحدائق وجزر الدوران والاهتمام بالمظهر العام للمدينة.
ويحاول حفتر استعادة شعبيته التي فقد الكثير منها منذ هزيمته في حرب طرابلس، وهي الهزيمة التي تصاعدت معها أخبار تتعلق بتزايد نفوذ أبنائه في المنطقة الشرقية وخاصة في مدينة بنغازي.