كريتر نت – العين الإخبارية
لا يزال المدنيون اليمنيون وحدهم من يدفعون ثمن تصعيد مليشيات الحوثي الإرهابية والتي واصلت نيرانها حصد المزيد من الأرواح ودفع الأبرياء للنزوح وترك منازلهم.
وأزهقت هجمات الحوثي العمدية والانتقامية والألغام خلال 72 ساعة فقط دماء 16 مدنيا بينهم 10 أطفال في عدة محافظات وفقا لحصيلة تتبعتها “العين الإخبارية”، من مصادر رسمية وأممية.
أحد الضحايا كان الطفل “سامي سهيم العامري” (4 أعوام) الذي لفظ أنفاسه يوم الإثنين بعد يوم من مقتل والده في هجوم مدفعي بالقذائف شنه الحوثيون واستهدف منزل العائلة وشارعا سكنيا في حي المطار القديم (حارة الصيانة) غرب مدينة تعز (جنوب).
وسقط بجوار سامي ووالده أيضا 4 أطفال آخرون، أحدهم ابن عمه “شريف العامري” الذي فقد ساقه مع اثنين آخرين فيما لا يزال الطفل الرابع في حالة حرجة بسبب شظايا في بطنه وساقه ويده.
وأثار هجوم المطار القديم بتعز موجة تنديد حكومية وحقوقية وأممية، ووصفته منظمة إنقاذ الطفولة الدولية بـ”العمل المتهور”، فيما قالت منظمة ميون اليمنية إنه “يرقى لجريمة حرب مكتملة الأركان”.
ولم يتوقف حصد الأرواح عند ذلك، فيوم الثلاثاء استيقظ اليمنيون على مقتل 4 أطفال وإصابة اثنين آخرين أحدهما طفل في عدة انفجارات للألغام وهجمات عمدية حوثية في محافظات لحج ومأرب والحديدة.
وقفز عدد الأطفال الذين قتلوا بنيران مليشيات الحوثي إلى 11 في أكتوبر/تشرين الأول من حصيلة صفر في سبتمبر/أيلول الماضي بعد انتهاء الهدنة التي استمرت نصف عام في 2 أكتوبر الماضي.
والإثنين، أصيب 4 مدنيين بحوادث متفرقة في انفجار ألغام بمحافظات الجوف ومأرب والحديدة، وسبقها استهداف قناص حوثي نازحا في مديرية الشقب في تعز عقب يومين من استهداف قناص آخر فتاة بمديرية قعطبة في الضالع.
اللاسلم واللاحرب
يرى خبراء يمنيون وحقوقيون في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن أبناء اليمن يدفعون ثمن بقاء الوضع في حالة اللاسلم واللاحرب التي تستغلها مليشيات الحوثي في ارتكاب مجازر كان أبشعها هجوم المطار بتعز.
وقالت مديرة منظمة إنقاذ الطفولة في اليمن راما حنسراج: “لقد فُزعت من عمل متهور آخر من أعمال العنف المسلح التي أثرت على الأطفال في تعز”.
وكشفت المسؤولة الأممية عن أن فريق المنظمة الأممية استقبل في تعز 12 حالة إصابة لأطفال، فقد نصفهم تقريبًا أطرافًا من الألغام الأرضية وغيرها من الأسلحة المتفجرة التي يزرعها الحوثيون في اليمن.
وأضافت، في بيان تلقته “العين الإخبارية”، أنه “كان من المشجع أن نرى انخفاض عدد الضحايا من الأطفال بشكل كبير خلال الهدنة التي استمرت 6 أشهر. ومع ذلك، فإننا نرى الآن بأنفسنا كيف يترجم فشل الأطراف في تحويل النزاع إلى معاناة للأطفال”، إشارة لهجمات الحوثي المتعمدة.
بدوره، قال متحدث المقاومة الوطنية، عضو القيادة المشتركة في الساحل الغربي لليمن العميد ركن صادق دويد، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، إن “اليمنيين يدفعون ثمنا غاليا لحالة اللاسلم واللاحرب”.
وأشار إلى تلذذ زعيم المليشيات الإرهابية عبدالملك الحوثي الذي وصفه بـ”المجرم” في مفاقمة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وسفك الدماء وإزهاق الأرواح.
ودلل المسؤول العسكري على دموية مليشيات الحوثي وزعيمها بالهجوم المروع الذي استهدف حي المطار في مدينة تعز بعد قصف متعمد وانتقامي للمليشيات على الأحياء السكنية ومنازل المواطنين، ما خلف سقوط مدني وجرح ستة غالبيتهم أطفال بترت أقدام ثلاثة منهم.
إجماع حقوقي وحكومي
في دلالة على الإجماع الحقوقي والحكومي، نددت الحكومة اليمنية وعدد من المنظمات الحقوقية المحلية في بيانات منفصلة بالجرائم الأخيرة لمليشيات الحوثي، واعتبرتها “جريمة حرب” ودعت إلى محاسبة المتورطين من قيادات الانقلاب المدعومين من النظام الإيراني.
واعتبرت وزارة حقوق الإنسان اليمنية في بيان “استمرار مليشيات الحوثي بإطلاق الرصاص والقذائف على رؤوس المدنيين واستهداف النساء والأطفال والمناطق المأهولة بالسكان جريمة حرب، وانتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الوطنية والدولية، وتجاهلا واضحا لكل المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى إرساء السلام في البلد”.
ودعت “المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء هذه الجرائم والتعامل بحزم وجدية لردع المليشيات الحوثية والهيئات والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى إدانة هذه الجريمة وإظهارها للرأي العام المحلي والدولي، من أجل محاسبة القتلة والمتورطين من قادة المليشيات”.
من جهتها، قالت منظمة ميون اليمنية في بيان إن “هذا التصعيد الخطير ضد المدنيين من قبل مليشيات الحوثي والتي ترفض فتح الطرقات طيلة 8 أعوام يعد انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”.
وفيما صنفت المنظمة إحدى هجمات مليشيات الحوثي التي استهدفت حيا سكنيا في تعز أنها “ترقى لجريمة حرب مكتملة الأركان”، طالبت الأمم المتحدة بـ”اتخاذ مواقف حازمة مع المسؤولين المتورطين فيها والعمل على تقديمهم للعدالة الدولية”.
وصعّد الحوثيون أعمال العنف باليمن، حيث شنوا خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي سلسلة من العمليات العسكرية تركز غالبيتها في المحور الجنوبي بالتزامن مع سلسلة هجمات إرهابية استهدفت ميناءي الضبة بحضرموت ورضوم بشبوة ليصنف مجلس الدفاع الوطني على إثرها المليشيات الانقلابية “منظمة إرهابية” ردا على تصعيدها.