كريتر نت – العرب
قالت جماعة الإخوان المسلمين على موقعها الإلكتروني على الإنترنت اليوم الجمعة إن إبراهيم منير نائب المرشد العام والقائم بأعمال المرشد العام للجماعة، المحظورة في مصر، توفي اليوم الجمعة وذلك في خضم اسوأ ازمة تمر بها الجماعة منذ تاسيسها.
وتوفي منير في لندن عن 85 عاما. وكان قد قضى فترتين في السجن في مصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وكان يعيش في الخارج خلال أغلب السنوات الأربعين الماضية.
وتمكنت الجماعة، التي كانت ذات قوة وثقل في وقت من الأوقات، من الفوز بأول انتخابات رئاسية حرة في مصر في عام 2012 لكن الجيش والشعبي المصريين أطاحا برئيس البلاد المنتمي للجماعة بعد عام إثر احتجاجات حاشدة ضد حكمه.
ويقبع العديد من قيادات الجماعة والآلاف من أعضائها وأنصارها في السجن أو فروا من مصر، وتم استبعاد الجماعة من حوار سياسي وطني سيطلقه قريبا الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان قائد الجيش وقت الإطاحة بالجماعة من الحكم في 2013.
وإبراهيم منير أحمد مصطفى من مواليد 1 يونيو 1937، من مدينة المنصورة شمالي مصر، وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1952م.
ووفق معلومات رسمية للجماعة، تعرف إبراهيم منير على جماعة الإخوان في وقت مبكر من شبابه، وظل فيها حتى تم توقيفه من جانب النظام المصري آنذاك في قضية عرفت باسم “تنظيم 1965م”.
وقدم منير للمحاكمة مع أبرز قادة الإخوان آنذاك ومنهم مفكر الجماعة سيد قطب، وصدر ضده حكم بالسجن 10 سنوات.
وبعد خروجه من السجن، سافر للكويت، وبعد 5 سنوات حصل على اللجوء إلى بريطانيا حيث أسس عدداً من المراكز الإسلامية، ولعب دورا بارزا في قيادة الجماعة بالخارج والتي تنتشر في نحو 90 دولة، وفق أشكال رسمية وهيئات ومراكز ومؤسسات.
ووفق معلومات الجماعة، انتخب منير، في اجتماع مجلس الشورى العام (أعلى هيئة رقابية بالجماعة)، في يناير 1995م عضوا بمكتب الإرشاد (أعلى هيئة تنفيذية بالجماعة) عن الخارج.
واختارت الجماعة منير كأمين للتنظيم الدولي للإخوان ومتحدثا باسم الإخوان المسلمين بأوروبا، وفي عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قدم للمحاكمة غيابيا في 2009، وصدر بشأنه حكما بالسجن 5 سنوات قبل أن يصدر عنه عفو رئاسي في 2012.
وكأول مسؤول للجماعة من خارج مصر، اختارت الجماعة منير قائما بأعمال المرشد العام بعد توقيف سلفه محمود عزت في أغسطس 2020.
وتولي عزت مسؤولية قيادة الجماعة من داخل مصر في أغسطس 2013، عقب توقيف المرشد العام محمد بديع، بعد أيام من فض اعتصامين كبيرين بالقاهرة قادتهما الجماعة ضد السلطات آنذاك.
وعرف منير، طيلة تاريخه بانه الوجه المنفتح للجماعة التي توصف بالارهابية والمتطرفة حيث يتم تسويقه في الغرب على هذا الاساس.
ويعتبر منير من أكبر الوجوه المدافعة عن الجماعة لدى مؤسسات الغرب لاسيما منذ حظرها. في مصر وكان أبرزها في مجلس العموم البريطاني قبل سنوات متحدثا عن فكر التنظيم المتهم بالإرهاب من جانب القاهرة.
ورغم الخلافات التي عرفتها الجماعة في العامين الماضيين وبروز انقسامات حادة إلا أنه سمح بإجراء مراجعات داخلية وتقديم رؤى إصلاحية، وتصعيد مجموعات لاسيما شبابية بقيادة الجماعة.
وحظي تصريح منير في يوليو الماضي، بعدم “خوض الجماعة أي صراع على السلطة في مصر”، باهتمام واسع وفتح تساؤلات عديدة داخل الجماعة وخارجها حول اتخاذ موقف إصلاحي مثل هذا في ظل أوج أزمة الإخوان مع السلطات.
ورغم الخلافات والانقسام الحاد بالجماعة إلا أن اللوائح التنظيمية بشكل عام تمنح مجلس الشورى الإدارة المؤقتة واختيار من ينوبه وفق أطر محددة.