رشا عمار
صحفية مصرية
مجدداً فشلت دعوات تنظيم الإخوان التحريضية على التظاهر والتخريب في مصر، ولم تسجل أيّ محافظة مصرية أيّ حشود أو تظاهرات، بالتزامن مع الدعوات التي أطلقها التنظيم ليوم أمس 11 تشرين الثاني (نوفمبر)، وفي المقابل سادت حالة الهدوء والسكون على شوارع العاصمة والمحافظات، واحتفالات لعدد من المواطنين خرجوا بسياراتهم إلى بعض الميادين الرئيسية لإعلان التضامن مع الدولة، مطلقين الهتافات والأغاني الوطنية، وحاملين أعلام مصر.
وكما كان متوقعاً، لم يستجب أحد للدعوات التخربيية التي دعت إليها الجماعة، كذلك فشل عناصرها في الحشد أو الظهور في أيّ مكان، وفي محاولة منها لتبرير الفشل والتغطية عليه، نشرت المنصات التابعة للإخوان صوراً وفيديوهات لتظاهرات قديمة، يعود بعضها إلى عام 2013، وزعموا أنّها تغطية لتظاهرات الجمعة في بعض المحافظات المصرية، لكنّ مواقع محلية سارعت إلى كشف زيف تلك اللقطات، وكشفت عن تاريخ نشرها الحقيقي منذ نحو (9) أعوام.
“محدش نزل” يتصدر تويتر
هاشتاغ “محدش نزل” الذي أطلقه المصريون رداً على دعوات الإخوان التخريبية تصدّر تريند “تويتر” على مدار يوم الجمعة، وسخرت آلاف التغريدات من فشل الإخوان مجدداً في الحشد، أو التحريض ضد الدولة المصرية.
ونشر المواطنون عبر الهاشتاغ صوراً ومقاطع فيديو للشوارع والميادين في مختلف محافظات الجمهورية، وبدت خالية بشكل كبير، وقد انتظمت حركة السير والمرور دون أيّ وجود للتظاهرات التي دعا إليها تنظيم الإخوان.
كما عبّر المصريون عبر التغريدات عن دعمهم لوطنهم، ورفضهم لأيّ محاولات تخريبية تستهدف أمنه واستقراره، مؤكدين على دعمهم وثقتهم في رئيس البلاد.
وفي تغريده له عبر الهاشتاغ قال المغرد المصري محمد الصاوي: “يعتبر حبّ الوطن فخراً واعتزازاً لكل مواطن، لذلك علينا أن ندافع عنه ونحميه بكل قوة، وأن نحفظه كما يحفظنا، وأن نقدره لتوفيره الأمن والأمان لنا…، حفظك الله فخامة رئيس الجمهورية، ربنا يجعل لك في كل خطوة سلامة يا عزّ وفخر المصريين”.
وغرّد حساب يحمل اسم “عزت 443” قائلاً: “الله أكبر، ولله الحمد، انتصرت مصر وسقط أعداؤها، اجتمع إعلام أهل الشر وخونة الأوطان ضد عزيز مصر وشعبه، وفشلوا في تحريك مواطن واحد من (104) ملايين نسمة، شكراً يا شعب مصر العظيم، مدرسة الوطنية”.
ولم يقتصر الدعم على المصريين فقط، فقد سجل العرب حضوراً في دعم الدولة المصرية أيضاً ضد مخططات التنظيم المصنف إرهابياً في عدد من الدول.
رسالة من المصريين للإخوان: نحن ننحاز لوطننا
اللواء رؤوف السيد، رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، أكد أنّ فشل دعوات التظاهر الإخوانية أمس رسالة واضحة على انحياز الشعب المصري لأمن واستقرار الدولة المصرية، ورفض دعوات التخريب والتحريض التي لا تستهدف أشخاصاً بقدر ما تستهدف وطناً يريدون إسقاطه في مربع الفوضى.
وشدد في تصريحات، نقلتها عنه صحيفة “روزاليوسف”، على أنّ ما يتحقق على أرض مصر من إنجازات، وما تحظى به من مكانة دولية بفضل وجود قيادة سياسية رشيدة، يزعج أهل الشر ويدفعهم نحو التآمر ضد الدولة، ولكن يبقى وعي الشعب ويقظة الضمير الوطني حائط صد ضد كل معاول الهدم.
وأوضح أنّ تطورات اليوم على أرض الواقع وما شهدته القاهرة ومحافظات مصر يؤكد حالة الوعي التي بات يتمتع بها المواطن المصري، ويؤكد أيضاً زيف وأكاذيب أذرع الجماعة ولجانها الإلكترونية سواء في الداخل أو في الخارج، فقد خلت الشوارع من أيّ تجمعات وساد الهدوء تماماً في جميع أحياء ومدن وقرى محافظات مصر.
وأضاف: “حتى على منصات السوشيال ميديا، أطلق المصريون “هاشتاغ” حمل شعار “محدش نزل” تم التفاعل معه بالسخرية والاستهزاء من دعوات الجماعة، وانحياز المصريين لصالح بلدهم، وعدم انجرارهم وراء دعوات الهدم وإفشال كل مساعي الفوضى، لتحيا مصر وتبقى دولة عزيزة مكرمة”.
إفلاس الجماعة
من جهته، قال معتز الشناوي المتحدث الرسمي لحزب العدل المصري: إنّ فشل دعوات (11- 11) للتظاهر والحشد أظهرت المعدن الحقيقي للمصريين، ومدى وعيهم وإدراكهم للمخاطر التي تحاك للوطن، رغم الصعوبات والتحديات التي يواجهها المواطنون.
وتابع الشناوي في بيان صدر عن حزبه ظهر الجمعة، وتناولته مواقع صحافية محلية، أنّ “الوطن أغلى من كل شيء، والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره أكبر من كل التحديات، وخاصة أنّ الأزمات الداخلية لا تنفصل عمّا يمر به العالم من أزمات متعددة، فالمصريون يدركون أنّ الوطن باقٍ رغم أنوف الإرهابيين ومن يمولهم”.
وأضاف الشناوي أنّ الدعوات كشفت عن إفلاس الجماعة الإرهابية، ولجوئها لترويج فيديوهات قديمة، وهو أمر ليس غريباً عليهم، فالكذب بالنسبة إليهم طريقة حياة، لكنّ فطنة المصريين الشرفاء كشفتهم وتصدت لهم، ليس في الشارع، فهم غير موجودين بالشوارع والميادين، ولكن في وسائل التواصل الاجتماعي، ليظهروا بما يليق بهم، إنّهم فاشلون حتى في الواقع الافتراضي.
وشدد المتحدث باسم حزب العدل على أنّ الدولة المصرية بمؤسساتها المختلفة تتخذ من فشلهم دافعاً جديداً للاستمرار في التنمية واستكمال الحوار الوطني بمحاوره المختلفة، لجمع شمل كل المصريين الشرفاء، للوصول إلى الدولة المدنية الحديثة التي نسعى لها جميعاً، دولة أساسها المواطنة ويسودها الدستور والقانون.
المصدر حفريات