كريتر نت – متابعات
أضرم متظاهرون في إيران النار في منزل أجداد مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني، بعد شهرين على انطلاق الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام، ما يعكس كسر المحتجين الإيرانيين للمحرمات وتمردهم على المرجعية الدينية.
وأحرق المتظاهرون مرّات عدة صور الخميني أو قاموا بتشويهها، في أعمال تشكّل خرقا للمحظورات في الجمهورية الإسلامية، التي لا تزال تحيي ذكرى وفاته عبر يوم عطلة كل يونيو.
وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اندلاع النيران في المنزل الواقع في مدينة خمين في محافظة مركزي في وقت متأخر الخميس، بينما مرّ حشد من المتظاهرين الذين كانوا يحتفلون من أمام المكان.
ويُعتقد بأن الخميني ولد في هذا المنزل. وتحوّل إلى رجل دين ينتقد مرارا الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان مدعوما من واشنطن. وغادر إلى المنفى ليعود لاحقا منتصرا من فرنسا ويقود الثورة الإسلامية.
وتوفي الخميني عام 1989، لكنه ما زال يعد شخصية رمزية مؤثرة بالنسبة للقيادة الدينية في عهد خلفه آية الله علي خامنئي. وتم تحويل المنزل لاحقا إلى متحف لاستذكار الخميني.
وتمثّل الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق، أكبر تحد من الشارع إلى القادة الإيرانيين منذ ثورة العام 1979.
وتحوّلت الاحتجاجات التي غذّاها الغضب حيال فرض الحجاب على النساء من قبل الخميني، إلى حراك يطالب بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية بالكامل.
ونزل المئات من المتظاهرين إلى الشارع الخميس في مدينة كردية في غرب إيران، في تحدّ جديد للسلطات التي تعمل على قمع الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من شهرين في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، والتي يبدو أنها متجهة للمزيد من إراقة الدماء.
وتتزامن الاحتجاجات هذا الأسبوع مع ذكرى حملة القمع الدامية لتظاهرات العام 2019، التي بدأت احتجاجا على زيادة أسعار الوقود، وواجهتها السلطات بالقوة وقتل خلالها المئات من الأشخاص.
وقالت منظمة “هنكاو” الحقوقية التي تتخذ من أوسلو مقرّا، إنّ قوات الأمن قتلت الخميس متظاهرين اثنين في بوكان وفي سنندج، وهما منطقتان ذات غالبية كردية.
وفي سنندج، كان سكان يكرمون “أربع ضحايا من المقاومة الشعبية”، بعد أربعين يوما على مقتلهم، وفق “هنكاو”. وقتل عنصر من قوى الأمن أيضا في سنندج، بينما شوهد عدد كبير من المتظاهرين في شوارع المدينة، وفق ما أظهر شريط فيديو تحققت وكالة فرانس برس من صحته.
وقالت وكالة “إرنا” الرسمية للأنباء إن الضابط في الشرطة حسن يوسفي طعن مرات عدة في سنندج في محافظة كردستان، على بعد قرابة 200 كلم غرب طهران.
وتحدثت “إرنا” عن مقتل عنصرين من الباسيج طعنا وإصابة ثلاثة بجروح في مدينة مشهد أثناء “محاولتهم التدخّل، لأنّ مشاغبين كانوا يهدّدون تجّارا لإجبارهم على إغلاق محلّاتهم”.
وأمكنت مشاهدة متظاهرين في فيديو آخر يهتفون “الموت للدكتاتور”، بينما كانوا يسيرون في شارع في سنندج أشعلت فيه نيران، فيما أطلق العنان لأبواق السيارات، وسط صرخات تندّد بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
ورأى الأستاذ الجامعي في جامعة تينيسي الأميركية في تشاتانوغا سعيد غولكار أن هناك خشية من أن يصبح النظام الإيراني “أكثر عنفا، بعد أن عجز عن قمع الشعب على مدى شهرين”.
وتتزايد تكهنات بأن تكون القيادة الإيرانية قد قررت سحق حركة الاحتجاج بالأسلوب نفسه الذي اتبعته في 2019، عندما قتلت قوات الأمن ما لا يقل عن 304 أشخاص، وفقا لمنظمة العفو الدولية.
واندلعت شرارة الاحتجاجات عقب وفاة الشابة مهسا أميني في السادس عشر من سبتمبر، بعد توقيفها على يد شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقوانين اللباس الإسلامي.
وتصاعدت حركة الاحتجاج بسبب الغضب حيال قواعد اللباس المفروضة على النساء، لكنّها تطورت إلى حركة واسعة ضد حكم رجال الدين القائم في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وفي حادثين آخرين لا يعرف إن كانا مرتبطين بالاحتجاجات، قتل مسلّحون على متن دراجات نارية الأربعاء تسعة أشخاص، بينهم امرأة وطفلان في مدينتين، وفق ما ذكر الإعلام الرسمي الخميس.
وقالت “إرنا” إن في مدينة إيذة (جنوب غرب) “على إثر دعوة مجموعات مناهضة للثورة إلى الاحتجاج، استغلت عناصر إرهابية مسلحة وجود عدد من الأشخاص، وبدأت بإطلاق النار على الناس وعناصر الأمن”.
وأصيب ثلاثة من رجال الشرطة وعنصران من الباسيج بجروح، حسبما قال مسؤول أمني للتلفزيون الحكومي.
لكن عائلة الطفل البالغ تسع سنوات كيان برفالاك الذي قتل الأربعاء، اتهمت قوات الأمن الإيرانية بشنّ الهجوم، في تغريدة نشرتها إذاعة “فاردا”، وهي محطّة فارسية تموّلها الولايات المتحدة وتتخذ من براغ مقرّا.
وفي هجوم آخر وقع بعد أربع ساعات في أصفهان، ثالث أكبر المدن الإيرانية، أطلق مهاجمان على متن دراجة نارية النار من أسلحة آلية على عناصر من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة اثنين آخرين بجروح.
واتهم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس إسرائيل وأجهزة استخبارات غربية بـ”التخطيط” لحرب أهلية في إيران.
وقال في تغريدة إن إسرائيل و”أجهزة الاستخبارات وبعض السياسيين الغربيين خططوا لحرب يرافقها تدمير إيران وتفككها”.
وأضاف “يجب أن يعلموا أن إيران ليست ليبيا ولا السودان. اليوم الأعداء يستهدفون سلامة إيران وهويتها الإيرانية، لكن حكمة شعبنا أحبطت خطتهم”.