كريتر نت – متابعات
فرضت إصابة النجم كريم بنزيمة أفضل لاعب في العالم لهذا العام عودة الشراكة التي قادت فرنسا قبل أربعة أعوام إلى لقبها الثاني، بمؤازرة من أنطوان غريزمان. وحتى إن قرر المدرب ديدييه ديشان الهجوم برباعي مع إضافة عثمان ديمبيليه إلى الثلاثي، فإن القوى الموجودة بحكم الضرورة تعيد إحياء ذكرى موسكو الجميلة.
الوضع الفرنسي ليس سيئا حتى لو خسروا هدافا من طراز بنزيمة الذي حرم من تعويض ما فاته عام 2018 وغيابه عن “الديوك” بسبب قضية ابتزاز زميله السابق في المنتخب ماتيو فالبوينا، إذ إن الشاب مبابي غالبا ما يتألق في المواعيد الكبرى حين يكون النجم الرئيس، وجيرو في وضع معنوي أكثر من ممتاز بعدما استعاد شبابه عن 36 عاما مع فريقه ميلان الإيطالي.
وفي مؤتمر صحافي قال جيرو “دوري في الفريق؟ كل شيء واضح مع المدرب، لا يوجد شيء لأضيفه. عندما يحتاجني المدرب سأحاول أن أقدم للفريق ما أجيد القيام به كما الحال دائما. عندما آتي إلى المنتخب الفرنسي، أقوم بالعمل المطلوب مني”. مرة أخرى، يرتقي اللاعب الذي لا يعرف معنى للتقدم في العمر إلى مستوى الحدث مثل “طائر الفينيق”، وهو اللقب الذي يطلقه عليه البعض من أصدقائه.
قرر ديشان عدم الاستعانة طيلة عام بمهاجم أرسنال وتشيلسي الإنجليزيين سابقا في ظل وجود بنزيمة في التشكيلة، خشية من أنه قد لا يكون قادرا على الاندماج في المجموعة بسبب وضعه المعنوي.
طريق مفتوح
لكن الآن وبعد مغادرة بنزيمة للدوحة، سيكون جيرو في التشكيلة الأساسية وسيحصل على فرصة حقيقية ليصبح أفضل هداف في تاريخ “الديوك” والتفوق على تيري هنري (51 هدفا) الذي يتقدم عليه بهدفين. والأهم من ذلك، أن إصابة هداف ريال مدريد الإسباني سوف تجنب المدرب ديشان الأسئلة حول صوابية قرار إعادة بنزيمة إلى المنتخب، وتقفل إلى حد ما الملف الجدلي الذي شغل فرنسا لفترة طويلة وتسبب في استبعاد مهاجم ليون السابق عن كأس أوروبا 2016 ومونديال 2018.
بالنسبة إلى مبابي، الطريق بات مفتوحا ليكون النجم الأوحد والتخلص من عقدة تشارك الأضواء التي تلازمه في فريقه باريس سان جرمان، في ظل وجود البرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي. في المنتخب “لدي الكثير من الحرية. المدرب يعرف أن هناك رقم 9 (رأس حربة) مثل ‘أوليف’ (جيرو) الذي يُشغِلُ الدفاعات (في الفريق الخصم)، ما يمكنني من التحرك بحرية، التوغل في المساحات، وطلب الكرات”، وفق ما أفاد مبابي خلال تجمع المنتخب في سبتمبر بغياب بنزيمة في حينها.
إشادة لافتة
ما قاله مبابي في حينها كان بمثابة هجوم على سان جرمان وغزل تجاه جيرو الذي “لعب متقدما في الملعب، وتمكنا نحن الثلاثة (مع غريزمان) في إيجاد بعضنا البعض (على أرض الملعب) دون أن ننقطع عن باقي الفريق”، حسب ما قال نجم سان جرمان بعد الفوز على النمسا 2 – 0 في سبتمبر. في تلك الأمسية أيضا، سئل مبابي عن وضع الفريق بعد أن يعود بنزيمة إليه، فأجاب “هناك كريم الذي سيعود أيضا، سنرى ما سيحصل”.
وفي ظل وجود جيرو كرأس حربة، سيحصل مبابي على كل الحرية الممكنة من أجل خلق الفارق، لأن مهاجم ميلان يشغل المدافعين بتلقيه الكرات وظهره نحو مرمى الخصم، و”خلال مسيرتي، لعبت مع لاعبين أحبوا أسلوبي لأنهم بإمكانهم الاعتماد علي كركيزة (للهجمات)، وهذا أمر يحبه مبابي. هذه ميزة إضافية بالنسبة له”، حسب ما أوضح الخميس مهاجم مونبلييه السابق.
وأضاف “في ما يتعلق بكيليان، من الجميل دائما أن تسمع المديح من زملائك، وهذا أمر جيد بالنسبة للمرحلة المقبلة”. هذا المديح المتبادل يؤكد تصالح اللاعبين بعد عام ونصف العام من سوء التفاهم الذي عكر التحضيرات لنهائيات كأس أوروبا، حين اتهم جيرو زميله عقب فوز ودي على بلغاريا 3 – 0 بأنه لا يمرر له الكرات، ما جعل العلاقة بينهما متوترة. لكن في الطريق إلى قطر، يبدو أن جيرو ومبابي يسيران في الاتجاه ذاته.