كريتر نت – متابعات
بعد تداول صور لبعض المشجعين الإنجليز وهم يرتدون زي الصليبيين في مباراة الفوز (6-2) على إيران الإثنين الماضي، أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” أنّه سيتم حظر مشجعي إنجلترا في قطر خلال مباريات كأس العالم المقبلة، الذين ارتدوا أزياء “صليبية”، والتي تثير “حساسية ثقافية” في هذا البلد المسلم.
وقال متحدث باسم فيفا: “إنّه يمكن النظر إلى هذه الملابس في سياق عربي أو شرق أوسطي على أنّها “مسيئة”، وهذا سبب عدم السماح بها في الملاعب”، ويقول الاتحاد إنّه “يسعى جاهداً لخلق بيئة خالية من التمييز، ولتعزيز التنوع عبر المنظمة، وفي جميع أنشطتها وأحداثها”.
فيفا: الأزياء الصليبية تثير “حساسية ثقافية” في هذا البلد المسلم
يأتي ذلك على خلفية قيام مشجعين للمنتخب الإنكليزي بارتداء ملابس وخوذات بلاسيتيكة تعود إلى حقبات تاريخية سابقة تُعرف بأزياء الصليبيين، في مباراة منتخبهم مع إيران الإثنين الماضي، وقد أثارت الجدل، ودفعت بالاتحاد لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الملابس التي تثير حساسيات ثقافية.
وقد مُنع مشجعان الخميس من دخول ملعب البيت بسبب ملابس تنكرية للمحاربين، وحمل المشجعان سيوفاً بلاستيكية ودروعاً عليها صليب القديس جورج، وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي كيف أثار المشجعان استغراب الجماهير في محطة المترو، إذ التقط المشجعون بعض الصور ومقاطع الفيديو لهما وهما في طريقهما إلى الملعب.
متحدث باسم فيفا: يمكن النظر إلى هذه الملابس في سياق عربي أو شرق أوسطي على أنّها مسيئة، وهذا سبب عدم السماح بها في الملاعب
ونصحت مجموعة “كيك إت أوت” البريطانية، المناهضة للتمييز، المشجعين بعدم ارتداء أزياء تنكرية تمثل الفرسان أو الصليبيين، “ممّا يذكر بالحروب الدينية التي شنها المسيحيون ضد المسلمين في العصور الوسطى”.
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) عن متحدثة باسم المجموعة: “ننصح الجماهير التي تحضر مباريات كأس العالم بأنّ بعض الملابس مثل الأزياء التنكرية التي تمثل الفرسان أو الصليبيين، ربما لا تكون موضع ترحيب في قطر ودول إسلامية أخرى”.
الأزياء الصليبية مرتبطة بتاريخ مؤلم من الغزو العنيف من جانب المسيحيين على القدس ومناطق تحت الحكم الإسلامي
يُذكر أنّ الأزياء الصليبية مرتبطة بالنسبة إلى الدول العربية بتاريخ مؤلم من الغزو العنيف من جانب المسيحيين الذي سعوا للاستيلاء على القدس ومناطق مجاورة كانت تحت الحكم الإسلامي في القرنين الـ11 والـ 13.
وقال صحفي كرة القدم الأمريكي غرانت وال، وقائدة فريق ويلز السابقة لكرة القدم للسيدات لورا ماكاليستر: إنّ قوات الأمن طلبت منهما تغيير الملابس التي عليها ألوان قوس قزح، وفقاً لما نقلته شبكة “سي إن إن”.
وأضاف وال أنّه تم احتجازه ورفض دخول المباراة لفترة وجيزة بسبب ارتدائه “قميص كرة القدم عليه ألوان قوس قزح”، ونشر على تويتر أنّ أفراد الأمن قالوا له: “عليك تغيير قميصك، هذا غير مسموح به”. وكتب وال: “أخبرني أحد حراس الأمن أنّ قميصي كان له دلالة سياسية وغير مسموح به”.
ومن جانبها، قالت مكاليستر، التي قادت منتخب ويلز الوطني لكرة القدم للسيدات في التسعينيات: إنّ مسؤولي الأمن أوقفوها وصادروا قبعتها الملونة بألوان قوس قزح قبل أن يُسمح لها بدخول استاد أحمد بن علي، وأضافت أنّهم “سيواصلون الدفاع عن قيمهم”، بحسب تعبيرها.