كتب/ياسر منصور
نتيجة لثورة الاتصالات الهائلة التي شهدها عصرنا الراهن فقد تنوعت كثيرا وسائل التواصل الاجتماعي و ذلك لما لها من فؤائد كثيرة في حياة المجتمع حتى أنه قد أصبح المجتمع في أي مكان على المعمورة لا يمكن له أن يعيش بدونها باعتبارها حلقة الوصل بين الدول و المجتمعات
و مع ذلك و ما لهذه التقنية من فوائد جمة في طريقة التواصل و الاتصال و تقريب المسافات و ما تسمح به من انسياب للأموال و السلع و الخدمات و المعلومات بين مستخدمي هذه التقنية الحديثة إلا أنه و للأسف الشديد هناك مخاطر كبيرة و خطيرة كامنة وراء هذه التقنية يقع في محضورها الكثيرون من المفرطين و الجاهلين باستخدامها بسبب السهولة في الاستخدام لهذه التقنية و ذلك لما تخفيه من أثار سلبية جمة شديدة الخطر و الضرر على أفراد المجتمع و بالأخص النساء الذي يعرضهن للابتزاز الألكتروني من قبل الكثيرين من ضعاف النفوس و شواذ المجتمع وذلك من خلال اختراق للحسابات والاجهزة وسحب البيانات
و هذا ما وقعن فيه الكثيرات من نساء مجتمعنا اليمني برغم أنه يعد من المجتمعات المحافظة و اللاتي كان آخرهن سارة علوان و التي أوصلها ذلك الأمر المخل بالشرف و ما جبل عليه مجتمعنا اليمني من قيم إلى محاولة الانتحار في نهاية المطاف
فماذا نعني بالابتزاز الالكتروني :
أن الابتزاز الالكتروني يعني التهديد و الوعيد و الترهيب و التخويف للضحية بنشر صور أو تسريب معلومات سرية أو مقاطع ذات خصوصية تخص الضحية و ذلك من أجل إجبارها على دفع مبالغ مالية للمبتز قد لا تقوى على دفعها ، أو استغلال الضحية في أمور أخرى و إجبارها على القيام بها مثل استغلالها للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح ذلك المبتز التي وقعت ضحية في يديه و ذلك بكشف معلومات سرية عن أي جهة تكون الضحية ذات صلة بها مثل جهة العمل أو غير ذلك من الأعمال الخارجة عن القانون و التي تدخل في إطار الابتزاز الألكتروني و هي كثيرة و متنوعة .
و من أبرز و أوضح أنواع الابتزاز الالكتروني التي تقع فيها الضحية دائما هي :
الابتزاز الجنسي و ذلك بإرغام الضحية على القيام بأفعال غير أخلاقية كالإباحية أو دفع الضحية إلى القيام بالأنشطة الجنسية و ما شابه ذلك من الأعمال المخلة بالشرف
و من أنواع الابتزاز كذلك الابتزاز المادي و هو قيام المبتز بإرغام الضحية على دفع أموالا له مقابل عدم قيامه بنشر ما وقع تحت يديه من خصوصيات الضحية الأمر الذي قد يقود الضحية إلى ارتكاب محضورات كثيرة لتوفير المال و إعطائه للمبتز أو الوصول إلى الانهيار التام الذي يقود الضحية و لا سيما المرأة عادة إلى الانتحار خوفا من نظرة المجتمع لها
و لهذا فهناك آثار سلبية كثيرة تترتب عن الابتزاز الالكتروني و من أكثرها شيوعا في المجتمعات :
حدوث عدم استقرار للأسر و هدمها و تفككها .. بالإضافة إلى انتشار الجريمة بشكل واسع و كبير في كثير من المجتمعات .. و كذا إصابة الكثيرين بالأمراض النفسية و الانطواء و انعدام الثقة بالآخرين .. و خلق نوع من انعدام الطمأنينة و الشعور بالأمان و ازدياد وتيرة انتشار الفوضى .. و من أشرها خطرا على المجتمعات انتشار الأمراض الجنسية الناتجة عن نشوء علاقات غير شرعية
و هذا غالبا ما تقع ضحيته المرأة و التي تعتبر أكثر عرضة للابتزاز الالكتروني لاعتبارات كثيرة كونها الحلقة الاضعف في مجتمعنا ..
و من هنا يتضح لنا جليا أن الابتزاز الالكتروني ضد المرأة له آثاره الاجتماعية و النفسية و المادية و الاقتصادية و من أشدها فتكا بالمرأة هي الأثار النفسية التي يشعرن بها الكثيرات من النساء ممن تعرضن للابتزاز الألكتروني الأمر الذي يقود المرأة إلى الشعور بالخوف و القلق و الأرق و المهانة و الذل و قد يصل بها الأمر إلى التفكير بالانتحار للخلاص مما هي فيه و تعاني منه
و من هذا المنطلق فأننا ننصح أي امرأة وقعت فريسة في يد أحد أولئك المبتزين عديمي الشرف و المروءة بألا تتجاوب معه مهما كان و أن تقوم بإبلاغ أسرتها فورا ليقوموا بدورهم بإبلاغ الجهات الأمنية و مهما كانت النتائج فأنها ستكون أقل وطأة من الوقوع في يد ذلك المجرم الحقير فاقد الأهلية و عدم التجاوب معه مهما كان الثمن .
#معاً_لمكافحة_الابتزاز
#الابتزاز_الالكتروني_جريمة
#حملة_16يوم
#حملة_16يوم_لمناهضة_العنف_القائم_على_النوع_الاجتماعي