كريتر نت – متابعات
يمثل زعيم الحركة الإسلامية راشد الغنوشي اليوم أمام قاضي التحقيق الأول بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، وذلك لاستنطاقه بخصوص الأبحاث المتعلقة بشبهات التورط في شبكات التسفير إلى بؤر التوتر والإرهاب خارج تراب البلاد التونسية.
يأتي ذلك بعد أن أحالت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب الغنوشي في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، بحالة تقديم بعد استنطاقه من طرف الوحدة المركزية لمكافحة الإرهاب في بوشوشة، وسلمه قاضي التحقيق المتعهد بالبحث استدعاء لاستنطاقه بتاريخ اليوم الإثنين 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري قبل أن يقرر ما يراه مناسباً في شأنه على ضوء نتائج البحث.
وكان منطلق البحث في القضية إثر شكاية تقدمت بها النائبة السابقة فاطمة المسدي حول تورط سياسيين وأمنيين وجمعيات وأئمة في شبكات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا.
وسبق أن أكد الناشط السياسي والمحامي وعضو هيئة الدفاع عن المتهمين في ما يعرف بقضية التسفير إلى بؤر التوتر سمير ديلو الأحد 25 أيلول (سبتمبر) 2022، أثناء استضافته في برنامج “جاوب حمزة”، أنّ ملف التسفير يضم في مجمله (817) متهماً.
يُذكر أنّ الغنوشي زعيم حركة النهضة التي قادت الحكم في تونس منذ ثورة 2011، حتى 25 تموز (يوليو) 2021، مُحال على القضاء في قضايا مختلفة وبتهم مختلفة، منها قضية تسفير الشباب إلى مناطق النزاع، وملف انستالينغو المتعلق بتبييض الأموال، والاغتيالات السياسية.
وبخصوص أعداد التونسيين الذين توجهوا إلى بؤر التوتر، كشف هادي المجدوب وزير الداخلية عام 2017 عن أنّ السلطات الأمنية تمكنت منذ 2012 من منع أكثر من (27) ألفاً من الشبان من السفر، بعد الاشتباه في توجههم إلى مناطق النزاعات المسلحة في الخارج، كما تمكنت عام 2016 من تفكيك (245) خلية لتسفير الشباب، بينما كان العدد في حدود (100) خلية فقط في 2013، إضافة إلى توقيف (517) عنصراً متورطاً في هذه الخلايا.
في السياق ذاته، أظهرت أرقام رسمية وأخرى غير رسمية عام 2016 أنّ عدد المقاتلين التونسيين في صفوف “داعش” الإرهابي بلغ نحو (5) آلاف مقاتل، وأنّ وزارة الداخلية منعت نحو (15) ألف شاب من الالتحاق ببؤر التوتر في سوريا وليبيا. وأشارت تقارير منظمات حقوقية إلى أنّ هجرة الشباب للالتحاق بصفوف “داعش” مردها أساساً إلى البطالة، فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل نحو (700) ألف شاب، ثلثهم من أصحاب الشهادات العليا.