كريتر نت – متابعات
قال مالك شركة تويتر الملياردير إيلون ماسك إن شركة أبل أوقفت أغلب إعلاناتها على الموقع، في أحدث فصل للحرب المتصاعدة بين الشركتين.
وأفاد ماسك في سلسلة تغريدات أن “شركة أبل هددت بحجب تويتر من متجر التطبيقات الخاص بها، لكنها لم تخبرنا عن السبب”.
وأضاف ” أبل أوقفت الإعلان على تويتر. فهل يكرهون حرية التعبير في الولايات المتحدة”. وتساءل قائلا “ما الذي يحصل يا تيم كوك”، في إشارة إلى الرئيس التنفيذي لشركة أبل.
وسبق لأبل أن أقدمت بالفعل على حظر تطبيق “بارلر” من متجر تطبيقاتها الذي كان يعتبر “موطناً” للمحافظين من الحزب الجمهوري، وملاذاً لأنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وبررت قرارها الذي جاء آنذاك قبل أيام من اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول الشهير في واشنطن، بأن التطبيق انتهك قواعد أبل، وروّج للعنف والكراهية.
كما أكدت حينها أنها ترفض إعطاء مساحة على متاجرها للترويج لنشاطات عنيفة وغير قانونية.
إلا أن أبل عادت ورفعت هذا الحظر بعد أشهر. ما يعني أن أبل لديها الحق أو يمكنها على الأقل حظر تويتر.
لكن المسألة ليست بهذه البساطة مع “تطبيق” قويّ وفعال مثل تويتر، لأن حظره قد يفتح جدالاً ونقاشاً قانونياً واسعاً ومحتدماً في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان.
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إن هجوم إيلون ماسك على شركة أبل يمهد الطريق لمعركة محتملة بين أغنى رجل في العالم وأغلى شركة في العالم.
وتتمتع شركة أبل ورئيسها التنفيذي تتيم كوك بالقدرة على التأثير بشكل كبير على النجاح المحتمل لشركة تويتر، حيث أن صانع أيفون هو معلن رئيسي ويتحكم بشدة في البرنامج في متجر التطبيقات الخاص به.
ومثل ماسك مكبر صوت للنقاد الذين يقولون إن الشركة تمتلك الكثير من السلطة من خلال متجر التطبيقات الخاص بها.
ومن خلال لفت الانتباه إلى دور أبل كحارس بوابة لنظام التطبيقات، يتولى ماسك المسؤولية في المعركة التي دامت سنوات طويلة التي خاضها المطورون ضد أبل ورسومها. ويمكن لماسك أن يجلب تركيزا جديدا إلى الشركة من المشرعين والمنظمين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك السياسيون الذين أعربوا عن قلقهم من أن وادي السيليكون يسكت الأصوات المحافظة.
ولدى ماسك، الذي أصبح أغنى رجل في العالم من خلال حصصه في شركة تسلا وشركة الصواريخ سبايس إكس، تاريخ طويل من التحدي والقتال العلني مع أولئك الذين يعتبرهم يهددون مصالحه ووجهات نظره.
وقال فيليب شوميكر، المدير الأول السابق لفريق أب ستور ريفيو في أبل، والذي غادر في عام 2016 “يبدو أن إيلون ماسك يريد خوض معركة مع أبل. لكن لا يمكنني تخيل فوزه بهذه المعركة”.
وأضاف شوميكر إن شركة آبل تخبر مطوري التطبيقات بما انتهكوه قبل أن تهدد بإزالتها.
وتابع شوميكر أنه عادةً ما يُمنح صانعو البرامج أسبوعين لإصلاح مشكلة مثل الإشراف على المحتوى قبل أن يبدأ في رفض تحديثات التطبيق وسحبه في النهاية من المتجر الرقمي.
وبدأت الأسئلة من الخبراء حول قدرة تويتر على تعديل المحتوى على المنصة في الظهور عندما طرد ماسك حوالي نصف العاملين في الشركة ودفع كثيرين آخرين للمغادرة.
وقال شوميكر “عندما طرد ماسك فريق الإشراف بأكمله، فإن أول شيء قلته هو أن تويتر سيتم طرده منآب ستور”.
وقال ماسك إنه كان متحمسًا لشراء تويتر لضمان بقائه منصة لحرية التعبير، وقال أيضًا إنه سيلتزم بالقوانين المحلية المتعلقة بالمحتوى.
ماسك يمثل مكبر صوت للنقاد الذين يقولون إن شركة أبل تمتلك الكثير من السلطة من خلال متجر التطبيقات الخاص بها
ويواجه ماسك، الذي استحوذ على شركة تويتر الشهر الماضي مقابل 44 مليار دولار، ضغوطا بسبب وقف عدد كبير من الشركات الإنفاق على الإعلانات عبر منصة تويتر، وسط مخاوف حيال خطط مالك الشركة الجديد للإشراف على محتوى الموقع.
ورصد ميديا ماترز، موقع إلكتروني متخصص في متابعة أخبار منصات التواصل الاجتماعي، وقف نصف كبار المعلنين على تويتر إعلاناتهم عبر هذه المنصة بسبب مخاوف حيال التوجهات المستقبلية للمنصة تحت إدارة ماسك.
وأعلنت شركات عدة، من بينها تشيريوز وجنرال ميلز وفولكس فاغن، وقف إعلاناتها عبر تويتر في الأسابيع القليلة الماضية.
وأوصت أومنيكوم، وكالة الدعاية والإعلان المملوكة لأبل، بوقف الإعلان على منصة التواصل الاجتماعي تويتر بصفة مؤقتة بسبب مخاوف حيال “سلامة العلامات التجارية”، وفقا لموقع ذي فيرج الأميركي المتخصص في التكنولوجيا.
وتمثل الإعلانات حوالي 90 في المئة من عائدات تويتر. وقال ماسك في وقت سابق من هذا الشهر إن الشركة شهدت انخفاضا “هائلاً” في الإيرادات.
وقال رئيس الشركة في وقت سابق إن تويتر تشهد تراجعا “هائلا” في العائدات بسبب ضغط نشطاء على المعلنين.
ورغم ما زعمه الرئيس التنفيذي لتويتر من أن أبل هددت بحذف تطبيق منصة التواصل الاجتماعي من آب ستور، لم يوضح ماسك السبب الذي قد يدفع أبل إلى ذلك، وتبدو خلف الكواليس حرب اقتصادية بطلتها “العمولة”، بحسب ما ألمح ماسك.
وفي إطار معركته مع أبل أثار ماسك جدلا حول النفوذ الذي تمارسه أبل على النشاط عبر الإنترنت من خلال آب ستور، وهو التطبيق الذي يمكن مستخدمي هواتف “أيفون” من تحميل الألعاب وغيرها من التطبيقات.
وقد اشتكى الأسبوع الماضي من الرسوم التي تفرضها شركات مثل غوغل وأبل على منصات وتطبيقات كتويتر وغيرها.
وشدد على أن تلك الرسوم مرتفعة للغاية بسبب الاحتكار الثنائي لنظامي التشغيل أندرويد/أي أو أس، واتهمهما بفرض “ضريبة مخفية بنسبة 30 في المئة”، داعياً قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل الأميركية إلى التدخل.
والشكوى تتعلق بما يزيد عن 15 في المئة إلى 30 في المئة من التخفيضات التي تحصل عليها أبل وغوغل من عمليات الشراء التي تتم داخل التطبيق، والتي يمكن أن تستهلك الإيرادات التي بات ماسك في أمسّ الحاجة إليها.
ومن المرجح، وفقا للموقف الحالي، أن تحصل أبل على حوالي 30 في المئة من الأموال التي تخطط تويتر لفرضها كرسوم تسجيل على بعض المستخدمين.
ونشر ماسك على تويتر تغريدة ساخرة تقول “ادفع 30 في المئة.. اتجه إلى الحرب”، وذلك عبر صورة تظهر فيها لافتة طريق لتحديد الاتجاهات عليها سهم يتجه إلى أعلى والآخر يتجه إلى اليمين يشير إلى عبارة مع صورة أخرى لسيارة كُتب عليها “ماسك” تتجه إلى اليمين.
ماسك يواجه مشاكل أخرى بسبب طريقته في إدارة المنصة والقرارات التي اتخذها مؤخرا
ويبدو أن الحرب الجديدة التي أطلقها الملياردير الثري باتت تعد أحد أكبر المخاطر التي تواجه رؤيته لـ”Twitter 2.0″، وسط احتمال أن تنتهك تغييراته قواعد تطبيقات أبل أو غوغل بطريقة تؤدي إلى إبطاء الشركة أو حتى حظرها من متاجر التطبيقات.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة التواصل الاجتماعي النقاب عن بعض الأفكار لزيادة عائدات تويتر، من بينها تحويل خدمة التحقق من الحسابات إلى تسجيل مدفوع على الموقع والتطبيق. لكن حتى الآن، لا تزال أغلب عائدات الشركة تتحقق من الإعلانات.
كما يواجه ماسك مشاكل أخرى بسبب طريقته في إدارة المنصة والقرارات التي اتخذها مؤخرا، إذ قالت المفوضية الأيرلندية لحماية البيانات إنها “قلقة للغاية” إزاء قدرة إيلون ماسك على الالتزام بقوانين الاتحاد الأوروبي في أعقاب الخروج الجماعي لموظفين وما تردد الأسبوع الماضي بشأن اضطرار مديرة تنفيذية في دبلن للجوء إلى القضاء من أجل تجنب فقدان وظيفتها.
وقالت المفوضية إنها أجرت اتصالا بتويتر الاثنين للحصول على أجوبة لعدد من الأسئلة والتأكيدات بشأن استمرار امتثالها لقانون الاتحاد الأوروبي.