كريتر نت – متابعات
لا يعد تنظيم كأس العالم لكرة القدم فرصة لإنعاش السياحة في قطر، بل كان فرصة للاطلاع على الحياة والثقافة العربيتين، حيث ارتدى المشجعون أثوابا عربية وأشمغة بألوان أعلام بلدانهم أو قمصان منتخباتهم، كما تذوقوا مختلف الأطعمة العربية.
ويرتدي المشجع البرازيلي تياغو هيزيندي ثوبا عربيا أصفر اللون على لون قميص منتخب بلاده في كرة القدم، ويعتمر شماغا أخضر بينما يسير في “سوق واقف” الشعبي في الدوحة، حيث حذا العشرات من المشجعين الأجانب حذوه للانغماس في الثقافة العربية على هامش المونديال.
وبالنسبة للكثير من المشجّعين المولعين بكرة القدم، يشكّل ارتداء الأزياء المحلية وسيلة للاستمتاع والاندماج في أجواء المجتمع.
وقال هيزيندي (40 عاما) إنّ ارتداء هذه الملابس يحمل “رسالة بأنّ على الناس الاندماج في الثقافة العربية وإظهار أننا نحترم العرب وتقاليدهم”.
وأضاف الموظف الحكومي الذي يحضر رابع كأس عالم، والذي حرص على جلب هذه الملابس معه من البرازيل، أنّها تشعره “بالاندماج مع الناس في هذه الدورة التي تقام في دولة عربية لأول مرة”.
والثوب العربي الأبيض مع الشماغ (غطاء الرأس التقليدي للرجال) هو اللباس التقليدي في منطقة الخليج. والشماغ مصمّم في الأصل للوقاية من الشمس والرمال وكذلك من البرد في الشتاء، وتختلف تصاميمه بحسب الدول.
ويمكن رؤية العديد من المشجعين من دول مختلفة مشاركة في المونديال وقد ارتدوا أثوابا عربية وأشمغة بألوان أعلام أو قمصان بلادهم، لكن يظل مشجعو البرازيل والأرجنتين والمكسيك الأكثر عددا ولفتا للأنظار.
وقال خليفة عبدالحكيم النعيمي أحد ملاك متجر “غترة موندو”، المخصص لهذه الفكرة، “أردنا استقطاب الجماهير لمشاركتنا فرحة كأس العالم بتعريفها على ثقافتنا العربية القطرية مثلما نعرف نحن ثقافاتها، ومثلما فرضت علينا موضة الملابس الرياضية”.
وأضاف “تهدف هذه الفكرة إلى الترحيب بالجماهير الأجنبية بطريقة إيجابية، وقد طرأت بعد الانتقادات تجاه قطر، أردنا التقارب مع الزوار بهذه الطريقة وبأيد مفتوحة”.
وحضر الدنماركي هنريك مع أفراد عائلته بأكملها إلى قطر، وارتدوا جميعا الغترة أيضا، وقال “من اللطيف أن نرتديها للاستمتاع بأجواء البطولة بجانب الوقاية من الشمس”.
وقال مشجّع سويسري خمسيني عرّف عن نفسه باسم كريم فقط “أنا مندمج مع الناس في هذا البلد”.
وتابع فيما كانت صديقته تحاول ضبط عقاله الأسود فوق شماغه الأحمر والأبيض “الأمر يساعد على بناء الصداقة وأرى أن الناس سعداء برؤيتنا نرتدي” ملابسهم التقليدية.
وفي الأزقة المخصصة للمشاة في السوق الشعبي الذي يعد مقصدا رئيسيا للمشجعين، تتراص أثواب عربية بيضاء مصنوعة من خامة البوليستر، طبع على أجزائها العلوية قمصان الفرق المشاركة الـ32.
وتتراوح أسعار الثوب الأبيض بين 80 ريالا (22 دولارا) و120 ريالا (33 ريالا) حسب جودته وخامته، على ما قال البائع الباكستاني إقبال الذي أشار إلى وجود طلب كبير على هذه الملابس العربية المصممة خصيصا للمشجعين الأجانب.
ويحرص الكثير من المشجعين على حضور مباريات بلادهم في الملاعب بهذه الملابس غير التقليدية بالنسبة لهم، في عرض أزياء مبهج ومتعدد الألوان للأزياء العربية التي يطغى عليها اللون الأبيض إجمالا.
وارتدى المهندس خافيير هيرنانديز (45 عاما) واثنان من أصدقائه ثوبا عربيا أخضر اللون، كتب عليه اسم المكسيك باللغة الإنجليزية تحت علم صغير لهذا البلد، واعتمروا القبعة المكسيكية الشهيرة فوق شماغ أخضر اللون.
وقال هيرنانديز بعد أن أوقفه شابان عربيّان لالتقاط صور تذكارية معه “أحاول عيش التجربة العربية بالكامل”، مشيرا إلى “الملابس والطعام وكل شيء يذكّرني بهذه التجربة المميزة”.
وتعجّ المطاعم العربية اللبنانية والمصرية واليمنية بالمئات من المشجعين الراغبين في تذوّق الطعام العربي.
ويمكن تجربة شاي الكرك والفطائر (الرقاق)، والمخبوص (طبق أرز تقليدي)، والفحسة (يخنة اللحم المطهوة ببطء في الأواني الفخارية) التي يتم تناولها بالطريقة التقليدية جلوسا على الأرض، فضلا عن الكنافة والبقلاوة الشهية.
وقال غيرالدو القادم من الأوروغواي رفقة تسعة من أصدقائه وهو يتناول الكباب والفتوش في مطعم لبناني، “نريد أن نكون جزءا من ثقافة المنطقة ولو لأيام قليلة”.
وتابع الرجل الذي اعتمر شماغا أحمر اللون وارتدى قميص بلاده “لا يمكنك الاستمتاع بكأس العالم دون أن تعيش روحها… وروح كأس العالم الحالية هي روح عربية”. وبالنسبة لآخرين، يعدّ الثوب والشماغ وسيلة للحماية من الحرارة وأشعة الشمس.
وقال الموظف في القطاع المالي ليوناردو غونزاليس (38 عاما) الذي ارتدى ملابس عربية لأول مرة في حياته، إنها “مريحة للغاية وتساعد على الحماية من الحرارة وحروق الشمس”.