كريتر نت – متابعات
حذر المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ الأربعاء من حرب مدمرة في اليمن، داعيا إلى وقف الاستفزازات، في وقت صعّد فيه الحوثيون استهدافهم لقوات الحكومة اليمنية الشرعية في محافظة تعز. ويأتي تصعيد الحوثيين في وقت يبحث فيه المبعوث الأميركي إلى اليمن في سلطنة عمان والسعودية جهود تمديد الهدنة بين الحكومة الشرعية والحوثيين، والتي استمرت ستة أشهر وانتهت مطلع أكتوبر الماضي.
ويشكك محللون في قدرة ليندركينغ على تحقيق أي اختراق سيما أن مساعيه تصطدم بتصعيد حوثي على عدة جبهات وتهديدات مبطنة باستهداف ناقلات النفط في الموانئ اليمنية. وألمحت جماعة الحوثي الثلاثاء إلى تمسكها بمواصلة هجماتها ضد الموانئ لمنع تصدير النفط من البلاد. وجاء ذلك في خطاب لرئيس ما يُسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى للجماعة” مهدي المشاط، بمناسبة ذكرى استقلال اليمن عن الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967.
وقال المشاط “نجدد موقفنا الثابت بحماية مقدرات الشعب ومنع نهب ثرواته النفطية والغازية (تصدير النفط) باعتباره التصرف الدستوري الصحيح والسلوك المنطقي والشرعي”. وحذر المشاط من “عواقب وتداعيات في حال استمرار عرقلة صرف رواتب الموظفين الحكوميين في المناطق الخاضعة للحوثيين المتوقفة منذ 2016”.
ويتمسك الحوثيون بضرورة صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم من عائدات النفط الواقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية، ما تسبب في أزمة مستمرة بين الطرفين وتعثر تمديد الهدنة.
وتأتي تصريحات المشاط بالرغم من دعوات دولية وأممية لوقف هجمات الحوثيين على موانئ نفطية. وفي الآونة الأخيرة، شنت جماعة الحوثي هجمات على 3 موانئ نفطية هي الضبة والنشيمة وقنا في محافظتي حضرموت وشبوة (شرق) لمنع تصدير النفط، ما أثار إدانات محلية ودولية.
ورغم أن اليمن ليس بلدا نفطيا، إلا أن جماعة الحوثي تخوض منذ انتهاء الهدنة “حربا نفطية” ضد الحكومة المعترف بها دوليا لإجبارها على تقاسم إيرادات النفط الشحيحة. ويسعى الحوثيون لفرض معادلة جديدة على الأرض تقوم على تقاسم عائدات النفط مع السلطة الشرعية، مستغلين في ذلك الموقف الدولي الضعيف والمقتصر حتى الآن على بيانات الشجب والتنديد.
ويرى مراقبون أن الجماعة الموالية لإيران تعمد إلى استغلال الظرفية الإقليمية والدولية في محاولة لفرض أمر واقع يقوم على الاعتراف بسلطتها ومنحها الإمكانيات لدعم هذه السلطة وتعزيزها. وتجددت المواجهات العسكرية خلال الساعات الماضية بين قوات الجيش والحوثيين في عدة جبهات بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن). وقال المركز الإعلامي لمحور تعز إنّ مواجهات متقطعة شهدتها الجبهات الشمالية والغربية والشرقية لمدينة تعز والريف الغربي للمحافظة.
ومنذ نحو شهرين تشهد جبهات محافظة تعز تصعيدا عسكريا من قبل جماعة الحوثي التي تسعى لتضييق الخناق على المدينة التي تحاصرها منذ ثمانية أعوام. وقال رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك إنّ “هجمات الحوثيين على موانئ ومنشآت النفط تمثل إعلان حرب مفتوحة من الجماعة المسلحة”.
وأضاف خلال اجتماع مع المحافظين أنّ آثار هذه الحرب “لن تتوقف على المؤسسات الاقتصادية الوطنية وحياة المواطنين، بل ستطال جهود السلام وأمن واستقرار المنطقة وإمدادات الطاقة وحرية الملاحة والتجارة العالمية”. وأكد عبدالملك أنّه “وجّه برفع الجاهزية الأمنية والعسكرية للتعامل مع هجمات جماعة الحوثي في البلاد”.
ويشير محللون إلى أن المرحلة المقبلة إما أن تشهد اتفاقا لتمديد الهدنة يتضمن تنازلات من الطرفين، أو تدخل في نفق التصعيد المفتوح ليشمل جبهات أخرى برية وبحرية .
ويشهد اليمن منذ ثماني سنوات حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات من بينها صنعاء (شمال). وحتى نهاية 2021 خلفت الحرب 377 ألف قتيل، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر قدرت بـ126 مليار دولار في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، وفق الأمم المتحدة.