خلدون الشرقاوي
صحفي مصري
في تونس، مثُل رئيس حركة النهضة التونسية، وعدد من قيادات الإخوان، أمام القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، للتحقيق معه حول تورط حركة النهضة في ملف تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر خارج تونس.
وفي المغرب، وبالتزامن مع النقاش الذي تشهده المملكة حول مراجعة مدونة الأسرة، لضمان وضعية عادلة للمرأة، أدلى عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (المصباح) الإخواني، بتصريحات خلال المؤتمر الوطني الثاني لمنظمة نساء الحزب، هاجم فيه دعوات المساواة في الإرث، ورفض كذلك منع زواج القاصرات.
وفي السودان، شهدت العاصمة الخرطوم، فعاليات المسيرة الثالثة التي ينظمها تيار “نداء السودان”، المتحالف مع التيار الإسلامي العريض، الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين.
مثول قيادات الإخوان في تونس أمام القضاء
مثُل راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، ورئيس البرلمان التونسي المنحل، أمس، أمام القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، للتحقيق معه حول تورط حركة النهضة في ملف تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر خارج تونس، وشرع القضاء التونسي في التحقيق مع عدد من قيادات حركة النهضة الأخرى، بالتهمة ذاتها.
جدير بالذكر أنّ القضاء التونسي جدّد التحقيق مع محمد العفاس، القيادي في حزب ائتلاف الكرامة، المتحالف مع حركة النهضة، وذلك في أعقاب التحقيق مع الحبيب اللوز، عضو مجلس شورى النهضة، وصدور قرار بالإبقاء عليه في حال سراح.
وفي السياق نفسه، أجّل قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، الاستماع إلى نور الدين الخادمي، وزير الشؤون الدينية السابق، والقيادي في حركة النهضة، لسماع أقواله فيما نسب إليه من اتهامات في القضية نفسها، وذلك لحين عودته إلى تونس.
ويُعد القيادي في حركة النهضة، علي العريض، رئيس الحكومة السابق، ووزير الداخلية السابق، من أبرز الموجودين على لوائح المثول أمام القضاء، حيث ينتظر جلسة تحقيق في 19 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
إخوان المغرب والإصرار على تحقير المرأة
ومن جديد، وبمجرد ابتعاده عن دائرة الضوء، يثير الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (المصباح) المغربي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، حالة من الجدل فيما يتعلق بمدونة الأسرة، ففي خضم نقاش تشهده المملكة حول مراجعة المدونة؛ لضمان وضعية عادلة للمرأة، أدلى بنكيران بتصريحات خلال المؤتمر الوطني الثاني لمنظمة نساء الحزب.
بنكيران تناول قضية الإرث من جديد، رافضاً أيّ تأويلات حداثية للنصوص، قائلاً إنّ “الإرث به حكم شرعي، وإذا تنازلنا عن الشرع، سيتحطم الأساس الذي نحن عليه، فالديمقراطية تقول بناء على إحصائيات بأن المغاربة يرفضون المساواة في الإرث”. قبل أن ينزع تجاه تكفير المخالفين لرأيه، حيث قال إنّهم “إنما يريدون تحطيم الدين”.
بنكيران انتهز الفرصة ليهاجم رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، بسبب موقفها المؤيد لإقرار مبدأ المناصفة في الميراث، وزعم أنّ دعوتها بمثابة “اتهام لله وللرسول بالظلم”.
الأمين العام للعدالة والتنمية عارض كذلك إلغاء زواج القاصرات، وادعى أنّه يريد أن يبقى بيد القضاء، ليصبح هو المخول للنظر “في إمكانية قدرة الفتاة على الزواج من عدمها”.
جدير بالذكر أنّ عبد الإله بنكيران، معروف بمواقفه المناوئة للمرأة، ففي العام 2014، وعندما كان رئيساً للحكومة قال: “عندما خرجت النساء بالمغرب إلى العمل انطفأت البيوت”. الأمر الذي تسبب في حالة من الجدل والاستنكار من قبل منظمات حقوقية، رفضت تصريحاته ونظرته الدونية للمرأة.
موكب الإخوان يخترق شوارع الخرطوم
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، المسيرة الثالثة التي ينظمها تيار “نداء السودان”، المتحالف مع جماعة الإخوان وقوى الإسلام السياسي الراديكالية.
اتجهت المسيرة إلى مكاتب الأمم المتحدة، في شارع أوماك بالخرطوم، وجابت شوارع الخرطوم رفضاً للاتفاق بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان وائتلاف “قحت”.
التيار المحسوب على الإخوان المسلمين، أصدر بياناً زعم فيه أنّ العملية السياسية التي تجرى بين رئيس مجلس السيادة، والحرية والتغيير المجلس المركزي، مع مشاركة بعض قوى الأقليات، إنّما هي “محاولة لفرض التسوية، ووضع الوطن أمام أمر واقع”.
كان التيار قد نظم عدداً من الوقفات الاحتجاجية، أمام عدد من سفارات الدول الغربية في الخرطوم، رفضاً لما أسماه التدخلات الأجنبية في الشأن السوداني، وأكدت مبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني، رفضها لأيّ تسوية سياسية ثنائية، مشددة على ضرورة الحل الشامل، الذي يضم جميع الأطراف، بما في ذلك تيار الإسلام السياسي، وجماعة الإخوان؛ بزعم تحقيق استقرار البلاد ووحدتها.
جدير بالذكر أنّ مبادرة نداء السودان التي يرعاها الشيخ الطيب الجد، سبق وتحالفت مع التيار الإسلامي العريض، الذي يقوده الإخوان المسلمون، في فاعليات موكب الكرامة الذي نفذته المبادرة والتيار.
المصدر حفريات