كريتر نت .. خاص ..صنعاء
اصدر مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء بيان صحفي احتوى على استمرار التعذيب الوحشي والاعتداء على الصحفيين المختطفين في سجون مليشيا الحوثي .
وفي البيان أشارت إلى بلاغ تلقته من أسرة الصحفي توفيق المنصوري حول ما تعرض له ابنهم من ضرب وكسر في جمجمته في السجن الأمن المركزي من قبل ما يسمى رئيس لجنة الأسرى الحوثي عبدالقادر المرتضى .
اليكم نص البيان مثل ما احتوى ..
*بيان صحفي صادر عن مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء بشان استمرار التعذيب الوحشي والاعتداء على الصحفيين المختطفين في سجون الحوثيين*
وقف مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة أمام التطورات والمستجدات في الجانب الحقوقي بأمانة العاصمة من خلال متابعة ورصد الانتهاكات والجرائم التي تمارسها المليشيات الحوثية بشكل مستمر، والاعتداءات والتعذيب ضد الصحفيين المختطفين في سجون الحوثي واستمرار سلوكها الارهابي ضد المختطفين.
فقد تلقت وحدة الرصد والتوثيق بلاغا من أسرة الصحفي توفيق المنصوري مساء الجمعة 2 ديسمبر 2022م، يفيد “بتعرضه للتعذيب الشديد داخل سجن معسكر الأمن المركزي بصنعاء، من قبل المدعو عبدالقادر المرتضى، رئيس ما يسمى لجنة الأسرى (التابعة للحوثيين) وبأنه تم ضربه على رأسه حتى كُسرِت جمجمته”.
وبحسب البلاغ الذي تلقاه المكتب من أسرة الصحفي المنصوري وبحسب مصادرها المؤكدة من داخل السجن المذكور، “فقد تم نقل توفيق واثنين من زملائه الصحفيين هما، عبدالخالق عمران وحارث حميد، إلى زنازين انفرادية في الدور الأرضي بالسجن، مطلع شهر أغسطس 2022، وتم عزل كل واحد منهم في زنزانة انفرادية، وجرى تعذيبهم بشكل متواصل، بحضور عبدالقادر المرتضى، رئيس لجنة الأسرى الحوثية، وشقيقه أبو شهاب المرتضى، ونائبه أبو حسين، واستمر التعذيب والإخفاء القسري لمدة 45 يوماً، دون أن يُسمح بمعرفة مصيرهم حتى لزملائهم الذين كانوا معهم في الزنازين الجماعية، المعروفة بـ”السياج”.
كما أكدت أسرة الصحفي المختطف، بآنه “بعد 45 يوماً، نُقل توفيق وزملاؤه إلى الزنزانة الجماعية وشوهدت آثار التعذيب عليه، وفيه ضربة بالرأس وما تزال خيوط العملية عليه، وأخبرهم توفيق، أنه تم تعذيبه من قبل عبدالقادر المرتضى شخصياً، وشقيقه “أبو شهاب”، المسؤول عن السجن، و”أبو حسين”، وأن عبدالقادر المرتضى اعتدى عليه وضربه بالهراوة على رأسه عدة ضربات، وشُق رأسه على إثرها، وكانت ليلة قاسية على توفيق، حيث تناوب عليه بالتعذيب، الثلاثة، عبدالقادر المرتضى وشقيقه أبو شهاب وأبو حسين، حتى وقت متأخر من الليل، وتم نقل توفيق إلى “الطبية”، وهي غرفة تابعة للسجن، بعد شق رأسه بهراوة عبدالقادر المرتضى، وفي “الطبية”، قال لهم الطبيب إن حالة توفيق حرجة بسبب غزارة النزيف جراء الجرح الواسع في رأسه، ويتطلب نقله إلى المستشفى لإيقاف النزيف والمجارحة”.
ويتعرض الصحفيون لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ومنعهم من الاحتياجات اليومية، بما في ذلك التغذية والعلاجات المقررة للأمراض المزمنة التي يعانون منها، وحرمانهم من الأغطية و البطانيات وفِراشات النوم التي تقيهم البرد القارس، لكنهم تفاجأوا والعزل في زنازين انفرادية ، حيث يقبعون فيها منذ أكثر من شهر وحتى اليوم، واستمرار المعاملة اللاإنسانية ضدهم، في انتهاك صارخ للشرائع السماوية والقانون الدولي الإنساني وجميع المواثيق والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية التي تنص على رعاية المختطفين والمحتجزين وتحدد القواعد الأساسية التي تنظم معاملتهم وظروف احتجازهم، ومنها ما تنص عليه اتفاقية جنيف بشأن معاملة الأسرى والمحتجزين، وحمايتهم في جميع الأحوال ومعاملتهم معاملة إنسانية دون تمييز، وحظر الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية والقتل بجميع اشكاله والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب ورعاية الجرحى وضمان الرعاية الصحية لهم.
إنه وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات والمناشدات للإفراج عن المختطفين والمعتقلين والمحتجزين من سجون مليشيات الحوثي، وتواصل المساعي والجهود الدولية لإنهاء الحرب في اليمن وإحلال السلام، وتطبيق اتفاقية تبادل الأسرى الموقع في السويد والإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً ، تتضاعف الانتهاكات والتعذيب الوحشي في سجون مليشيات الحوثي الإجرامية ضد جميع المختطفين، وخاصة الصحفيين المختطفين، وهو ما يعزز قناعة المجتمع الدولي والمحلي بأن المليشيا الحوثية تجاوزت كافة الخطوط الحمراء وجميع القوانين والاتفاقيات والمواثيق المحلية والدولية والمعاهدات الدولية التي تحمي الصحفيين وتناضل من أجل حرية الصحافة وسلامة الصحفيين.
إننا في مكتب حقوق الإنسان، ندين بأشد العبارات ما تمارسه مليشيات الحوثي الانقلابية من تعذيب وحشي واعتداءات على الصحفيين المختطفين، واستمرار الإهمال المتعمد لتوفير العلاج والرعاية الصحية، والذي أدت هذه الانتهاكات الممنهجة إلى وفاة عدد من المختطفين والمحتجزين في سجونها بعد إخفائهم قسرياً في أوقات سابقة، وتعرضهم لأشد أنواع التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية في سجونهم، وحرمانهم من أبسط الحقوق داخل الزنازين والمعتقلات.
نستنكر بشدة ما وصلت إليه المليشيات من تجاوز للقوانين الدولية والمحلية من انتهاكات وممارسات غير إنسانية ، في تعد صريح وواضح وتجاوز لكل الأعراف والتقاليد والقيم والمبادئ الدينية والأخلاقية، كما نجدد الدعوة إلى سرعة الافراج عن جميع المختطفين والمحتجزين في السجون من الصحفيين والاعلاميين والسياسيين والناشطين الذي اختطفتهم المليشيات بدون أي مسوغ قانوني.
ونطالب بتشكيل لجان محلية ودولية قانونية وحقوقية للنظر والتحقيق في جرائم التعذيب والاعتداءات وانتهاكات القتل تحت التعذيب المتكررة في سجون الحوثي، وملاحقة ومحاسبة المتورطين فيها، ونحذر من المضي في الانتهاكات والجرائم التي تمارس ضد الصحفيين المختطفين من تعذيب ومعاملة قاسية، ونطالب الأمم المتحدة والمبعوث الدولي إلى اليمن ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وجميع المنظمات والوكالات الدولية المهتمة بحقوق الانسان والمنظمات المحلية، والضغط على المليشيات الإفراج الفوري عن جميع المختطفين السياسيين والناشطين، وإدانة مثل هذه الانتهاكات التعسفية والجرائم الجسيمة التي طالت الصحفيين والمعارضين والناشطين الحقوقيين والاعلاميين، وإدانة هذه الممارسات ضد من فقدوا حريتهم في السجون، كما نطالب بالوقف الفوري لقرارات الاعدام ضد الصحفيين والمعارضين.
ونحمل المليشيات الحوثية المسؤولية القانونية والأخلاقية في عمليات التعذيب والاعتداءات ضد الصحفيين المختطفين، واستمرار الإهمال الطبي المتعمد ومنع تلقي العلاج والتي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة نتيجة تجاهلهم وإهمالهم في الزنازين المظلمة وتدهور حالتهم الصحية التي تستدعي علاجهم داخل الوطن وخارجه، وندعو جميع النشطاء الحقوقيين والمهتمين ووسائل الإعلام المختلفة الوقوف أمام مثل هذه الانتهاكات التي تتنافى مع أبسط القيم الأخلاقية الحالات الانسانية وإدانة مرتكبيها ورصد الانتهاكات، وتحديد المسؤولية الجنائية حتى لايفلت أحد من العقاب.
إننا في مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة، نشد على أيدي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ونتمنى منهم القيام بدورهم النبيل والرائد ،في كشف وفضح انتهاكات مليشيات الحوثي وانتهاكاتهم من خلال وسائل الاعلام المختلفة.
حفظ الله اليمن وأهله من كل سوء ومكروه.
صدر بمكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة
السبت 3 ديسمبر 2022